الإمارات ومونديال 2022

11/12/2010 4
محمد سليمان يوسف

خطفت قطر مونديال 2022 من فم أكبر دولة في العالم.. فهل ستكون قادرة على حمل أعباء هذه المهمة العظيمة ؟.. قد يتضمن سؤالي بعض الشك، وأنا لا أنكر وجود مثل هذا الشك في عقلي ، وإن كنت عاطفيا مع قطر قلبا وروحا .. وفي المجالس أعتز كعربي بما أنجزته قطر بل وأعتبر إنجازها مدعاة فخر لكل إنسان من المحيط إلى الخليج . أما شكي فمبني على مسألتين ، الأولى أن تجربة قطر في بناء أسس  الدولة المعاصرة  ما زالت تحت الإختبار، وبنيتها التحتية محل الكثير من التساؤلات ،وقدرة فنادقها الإستيعابية دون الطموح،  ورؤيتها وسياساتها الإقتصادية تطرح العديد من علامات الإستفهام، ومع ذلك يمكن للبعض القول أن ما أورده  مجرد وجهة نظر وهم محقون في ذلك  لكن ما عزز شكي - المسألة الثانية – هو ماصرح به جوزف بلاتر لصحيفة "ليكيب" الفرنسية حول إمكانية تنظيم بعض مباريات مونديال قطر 2022 في بعض الدول المجاورة ، إذن يوجد لدى بلاتر شك ما،  وشكي لا يختلف كثيرا عن شك بلاتر.

في الماضي نجحت قطر في تنظيم العديد من المسابقات تحت مظلة الإتحاد الدولي لكرة القدم وستنجح عام 2022 في تنظيم كأس العالم لأنها تملك الكثير من القدرات وعند الحاجة لن يتخلى عنها الخليجيون ولن يتخلى عنها العرب وبالتالي فإن نجاحها مضمون وإنما ستبقى المسألة في إطار كم ستكون علامة النجاح الذي ستحققه هل هو 50% أم 70% أم أكثر أم أقل .

إن ما طرحه بلاتر من إمكانية تنظيم بعض مباريات المونديال في دول مجاورة يعيد إلى ذاكرتنا ما قامت به كل من اليابان وكوريا الجنوبية عندما نظمت  كأس العالم 2002 مناصفة، إذن فكرة التقاسم أو المشاركة موجودة سلفا لدى الإتحاد الدولي لكرة القدم ، وتصريح مثل هذا لا يقلل من شأن قطر على الإطلاق لأنها حملت راية يئن تحت حملها جبابرة العالم بدليل تقاسم اليابان وكوريا لهذا الشرف بالرغم من القدرات المالية والفنية والتقنية واللوجستية الهائلة المتوفرة لهما.

مما لا شك فيه أن حديث بلاتر  حول الدول المجاورة ، أسال لعاب قناصي الفرص من كبار  المستثمرين في المنطقة ، وبدأ الكثير منهم يخمن ويستنتج ويبحث عن الدول المقصودة كي يزرعوا في هذه الدول ما يأملون أن يحصدوه لاحقا أضعافا.. ولو فكرنا بطريقة مشابهة لما يفكر به هؤلاء المستثمرون لقلنا أن المدن المؤهلة نظريا لاستضافة أعداد كبيرة من الناس – وهي نقطة ضعف قطر – محدودة بل ويمكن حصرها بدبي وأبوظبي خاصة وأنهما الأقرب جغرافيا إلى قطر .. فهل فعلا المقصود بالدول المجاورة هو حكما الإمارات ؟.. قد تكون الإجابة على هذا السؤال صعبة الآن لكن الزمن كفيل بالإجابة على هذا السؤال.

إن الإمارات مؤهلة تماما وعلى كافة المستويات لأداء دور المساند لقطر إن لم نقل دور الشريك في إنجاز مونديال 2022 سواء على مستوى الإستضافة أو على مستوى الخبرة في البناء والتشييد وأعتقد أن السنوات القادمة ستشهد تعاونا استراتيجيا بين هذين البلدين لإنجاز ما تحتاجه قطر من بنية تحتية تساعدها على تسجيل نجاح عظيم في تنظيم مسابقة كأس العالم 2022 .

إذن العيون متجهة الآن إلى قطر والإمارات و أي تعاون بينهما سيعني حركة اقتصادية كبيرة في المنطقة ، وإذا كان المؤشر العام للسوق القطري افتتح على فجوة صاعدة كبيرة  قبل أيام بتأثير من خبر الإستضافة ، وبدأ مسارا صعوديا جيدا فإني أعتقد أن أسواق المال في الإمارات ستسير هي الأخرى على خطى  السوق القطري  وإن كان صعودها بوتيرة هادئة  لكن المحفز الكبير لهذا الصعود أصبح موجودا والقوة الدافعة لهذه الحركة بدأت بالنمو التدريجي والمسألة مسألة وقت ما لم تظهر في سماء المنطقة غيوم سوداء ناجمة عن  مغامرات قد لا توقف حلما رياضيا كبيرا مثل 2022  بل قد تأكل الأخضر واليابس.