ساهمت خطة الإنقاذ الأولى البالغة 780مليار دولار في وقف انهيار القطاع البنكي وارتداد الأسواق المالية العالمية بعد انحداراها إلى مستويات مرعبة أضرت بالكثير من المستثمرين وأطاحت ببعض أباطرة وول ستريت "مادوف" ثم أعقب ذلك تعافي الاقتصاد من أسوأ ركود ضرب الاقتصاد الأمريكي بعد الكساد العظيم في ثلاثينيات القرن الماضي.
الأهداف المعلنة لخطة الإنقاذ الثانية (وهي عبارة عن طباعة 600 مليار دولار وما بات يعرف بالتسهيل الكمي 2 والتي قوبلت بانتقادات حادة أطلقها اقرب الحلفاء "المانيا" واشد المنافسين في الميدان الاقتصادي العالمي "الصين") حماية الاقتصاد الأمريكي من السقوط في براثن الركود مرة أخرى وخلق وظائف تسهم في تخفيض نسبة البطالة التي تراوح مكانها منذ فترة طويلة عند مستوى 9.6% وتسببت في متاعب سياسية للحزب الديمقراطي في الانتخابات النصفية الماضية.
الهدفان الرئيسيان للاحتياطي الفيدرالي حسب التفويض الصادر من الكونجرس هما: السعي لتحقيق مستويات عالية من التوظيف، وإبقاء التضخم عند مستوى منخفض كما ذكر في المقال المنشور لبن برنانكي في موقع أرقام بتاريخ 6/11/2010م.
طباعة 600 مليار دولار بالنسبة للاقتصاد الأمريكي تعني انخفاض الدولار تجاه العملات الرئيسية وهو ما حدث تماما نظرا لتوقعات الأسواق اتخاذ هذا القرار في وقت مبكر من لجنة السوق المفتوحة الفدرالية ما يزيد من تنافسية المنتجات الأمريكية في الأسواق الرئيسية وبذلك يتحقق هدف إنعاش الصادرات الأمريكية وبالتالي انخفاض العجز في الميزان التجاري الذي يميل لصالح الدول المنافسة وبالتحديد الصين التي سجل فائضها التجاري الشهر الماضي ثاني أعلى مستوى له هذا العام ببلوغه 27.1 مليار دولار.
إن زيادة الاستهلاك المحلي من خلال التيسير الكمي وارتفاع الصادرات اثر انخفاض الدولار سوف يؤديان إلى انتعاش سوق العمل وبالتالي انخفاض مستويات البطالة كما يأمل ويعتقد به راسمو السياسة النقدية المالية بزعامة بن برنانكي رئيس البنك الاحتياطي الفدرالي.
القرار الفدرالي أشاع جوا تفاؤليا وأنعش معنويات المستثمرين في الأسواق المالية وقفزت اثر ذلك أسعار السلع والأسهم والسندات بشكل فوري إلا انه لا يعالج المشاكل الجذرية للاقتصاد الأمريكي والعالمي كما يعتقد آخرون لان المشاكل الجذرية أو ما يسميها مهاتير محمد رئيس الوزراء الماليزي الأسبق "بام الأزمات" تحتاج إلى معالجات جذرية ولحل الأزمة الحالية في تصوره إن أول ما يتعين عمله هو الإقرار بأن الأزمة كانت نتيجة لسوء استخدام "إجرامي" من قبل لاعبين معينين في السوق وأن الكثير قد فقد بسبب ذلك وأن أي قدر من طباعة النقود لن يستعيد الثروة الضائعة, ثم يجب على الدول الغنية الجلوس مع الدول الفقيرة على طاولة واحدة من أجل إعداد منظومة نقدية عالمية جديدة مبنية على قاعدة الذهب، ومنظومة مصرفيةً أكثر انفتاحاً، ومنظومة مالية جديدة.
أو العودة لمعيار عالمي للذهب يحدد من خلاله أسعار العملات والتأكيد على أهمية توظيف الذهب كمرجعية دولية لتوقعات السوق بشأن التضخم وانكماش الأسعار وقيمة العملات في المستقبل كما يرى روبرت زوليك رئيس البنك الدولي من خلال مقال نشرته صحيفة فايننشال تايمز اللندنية حث فيه دول العالم إلى تبني ما أطلق عليه نظام "بريتون وودز 2" للعملات المعومة, خلفا لنظام "بريتون وودز" لسعر الصرف الثابت الذي انهار عام1971م.
ماذا تعني طباعة 600 مليار دولار للاقتصاد الكلي وسوق الأسهم السعودي؟ انخفاض الدولار تجاه العملات الرئيسية وارتفاع أسعار السلع أو ما يعرف بالتضخم المستورد سوف يكون له أثار سلبية على القوة الشرائية للريال و يتسبب في أضرار بالغة لشريحة واسعة من المواطنين ويطحن شريحة أخرى طحنا.
سوق الأسهم السعودي انخفاض الدولار سوف يقود أسعار النفط إلى مستويات قياسية جديدة تكون لها أثار ايجابية على المالية العامة وبالتالي التوسع في الإنفاق الكلي, من جانب آخر سوف ترتفع أسعار المنتجات الكيميائية في الأسواق العالمية ما ينعكس بشكل ايجابي على نتائج شركات قطاع البتروكميكل الذي يشكل الرافعة وقطب التوازن للمؤشر العام في ظل تقهقر القطاع البنكي جرى أزمة القروض وتعثر سداد كبار العملاء.
استاذنا نن هي الشريحة التي ستطحن ؟
الله يطحن راس من ابقى على ارتباط الريال بالدولار
الاخ العزيز واقعي جدا الشريحة المقصودة هي ذوي الدخل المحدود التي يتراوح دخلها بين 2000 الى 3000 ريال وخصوصا من يسكن بالايجار هذه الشريحة ستتضرر بشكل كبير جدا اذا لم يتخذ اجراءات احترازية ولم تعالج ازمة توفر المساكن باسعار معقولة. تحياتي
وهل يحق لأي دولة طباعة الأموال؟؟؟
الدولار أداة الطحن ونحن المواطنون المطحونون وهم الطاحنون والعملية هي الطحن فمتى يفيق المسؤول الطاحن ويعترف أن بقاء الريال رهين الدولار معناه الدمار لهذا الشعب.
مقالة جميلة للاخ محمد: ياريت تفصل لنا تاثير هذه الخطة على الاقتصاد السعودي. مشكلة امريكا الان انها تعالج اعراض المرض ولم تخطو خطوة تجاه اصلاح النظام المالي لديها ومع قدوم الجمهوريين في الكونجرس ستتأخر هذه الخطوات الى ما بعد الانتخابات الرئاسية القادمة. نحن سنجابه تضخم مستورد عالي خلال السنتين القادمتين والبركة في ربط الريال بالدولار. الى متى سيظل هذا الربط القاتل لنمو اقتصادنا: في 2010: النمو المتوقع 4% بينما التضخم الان قبل تنفيذ الخطة 6%! بمعنى اخر: احتمال نمو حقيقي سلبي كبيرة رغم التراجع الطفيف في التضخم!!
أستاذ محمد للتوضيح فقط, الجزء الأول من خطة الأ نقاذ تكون من جزئين: ـ الأول كما ذكرت أنت إنفاق 780 مليار دولار في ميزانية وزارة المالية (fiscal policy). ـ الثاني, التيسير الكمي رقم (1) عندما ضخ الأحتياطي الفيدرالي مبلغ 1.75 تريليون دولار لإنقاذ المؤسسات المالية من الأنهيار وضخ سيولة الى السوق عن طريق شراء السندات الحكومية كما يعمل الأن في التيسير الكمي رقم (2).
ـ الأخbxb111 نعم تستطيع أي دولة أن تطبع ما تريد من عملتها, لكن ما لم يكن إقتصادك ينمو بننفس وتيرة طباعة الأموال أو لم يكن هناك غطاء كافي من العملات الأجنبية الصعبة أو المعادن الثمينة فسوف تنخفض قيمة العملة (نظريا على الأقل) بمقدار كمية الطباعة.
متى يفكون أسر الريال السعودي ؟؟
الاخ نجيب الحريبي نعم توضيح هام وفي محله شكرا لك
اعتقد ان التيسير الكمي2 عملية ستوءد في مهدها0لن يعلن المركزي الامريكي بالطبع عن فشلها رسميا لاسباب واضحة ولكنه عمليا سيوقف العملية بعد ان يتضح خلال الاسابيع القليلة القادمة انها غير مجدية على الاطلاق لسببين:الاول ان الهدف الاساسي وهو تنشيط الاقتصاد الامريكي مباشرة عن طريق ضخ الاموال وابقاء اسعار الفائدة طويلة الاجل منخفضة امر لن يحدث لان المستهلك الامريكي لم يعد قادرا على الاقتراض بل ان جل همه اليوم ان يتخلص من الديون المتراكمة عليه وهو امر يتطلب الكثير من الوقت 0السبب الثاني هو ان تنشيط الاقتصاد بطريق غير مباشر لن يتحقق ايضا 0يفترض المركزي الامريكي ان التيسير الكمي سيؤدي الى رفع قيم الاصول العالمية من اسهم وسلع وعقارات الامر الذي ينعكس شعورا بالثراء ومن ثم الاندفاع نحو الاستهلاك المولد للنشاط الاقتصادي0هذ الافتراض تم تعطيله بعد ان اوضحت الدول المعنية خلال اجتماع مجموعة العشرين بجلاء انها لن تسمح بانتفاخ اكبر لفقاعة الاصول المنتفخة اصلا0هبوط السوق الصينية باكثر من5% والخسائر الكبيرة التي منيت بها اسواق السلع يوم الجمعة يشكل رسالة واضحة للسيد برنانكي 0هذاطبعا اذا كان يجيد القراءة0!!
الأستاذ محمد جزيل الشكر و الثناء لك على مقالتك القيمة و ألتي أصبت فيها كبد الحقيقة.
العملية ضارة لنا بكل المقاييس فهي وان رفعت الأسواق في المرة الأولى الظاهر أن المستثمرين في الغرب فقدوا الثقه في هذا الأسلوب, والدليل أن الأسواق الأمريكيه في هبوط من بعد هذا الأعلان, والغالب أن أسواقنا ستتبعهم كل ما سنستفيده هو ارتفاع التضخم عندنا, وحتى ولو ارتفع النفط فهو ارتفاع غير حقيقي ناتج من هبوط الدولار أظن والله أعلم أن الذهب هو الملاذ الآمن هذه الأيام
{ انخفاض الدولار سوف يقود أسعار النفط إلى مستويات قياسية جديدة تكون لها أثار ايجابية على المالية العامة وبالتالي التوسع في الإنفاق الكلي, } التوسع في الإنفاق أم زيادة الودائع في البنوك المركزية الأمريكية ؟؟ لن يستفيد المواطن ولا البلد ولا البنية التحتية لأنها ستصب في الخزانة الأمريكية على شكل ودائع وهي المستفيد الأول والأخير .. لله الأمر من قبل ومن بعد ..
الاخت جواهر موجودات مؤسسة النقد السعودي ارتفعت من 1570 مليون ريال في عام 2009 الى 1642 مليون ريال في الربع الثالث من عام 2010 بما فيها الودائع في البنوك الاجنبية والاستثمارات في الاوراق المالية في الخارج وهو ما يعادل نسبة 4.6% في الجانب الاخر تقديرات الموازنة العامة في عام 1430 في حدود 464 مليار ريال وارتفعت تقديرات الموازنة العامة في عام 1431هـ الى 540 مليار ريال بنسبة زيادة 14% , فزيادة الانفاق هو نتاج ارتفاع الايرادات النفطية بشكل اساسي اما كيفية انفاقها وهل انفقت بالشكل السليم فذلك موضوع اخر. فك ارتباط الريال السعودي عن الدولار اقتصاديا او كما ما يراه صانع السياسة النقدية في المملكة هو ان ما يمر به الاقتصاد الامريكي مجرد حالة مؤقتة سوف يخرج منها ثم يعود الى ما كان عليه من قوة ولذلك سوف تستمر السياسة النقدية في اتجاه ربط الريال بالدولار. وجهة نظر الاختصاصيين الاقتصاديين مختلفة بين فك الارتباط واعادة التقييم واستمرار الارتباط مع زيادة دعم السلع الاساسية. لفك الارتباط عن الدولار في تقديري تحتاج الى قرار سياسي اولا. تحياتي