سوق الأسهم إيجابية رغم «جني الأرباح»

02/10/2010 0
د.إبراهيم الدوسري

حسمت السوق المالية السعودية مرحلة التردد والقلق التي صاحبت المتداولين في الشهر الماضي، وذلك بتقديمها أداء إيجابيا خلال أيلول (سبتمبر) ظهرت في 286 نقطة خضراء حققتها في إغلاق الشهر الحالي مقارنة بشهر آب (أغسطس) الماضي الذي أغلقت فيه عند 6106 نقاط، وقد أغلق مؤشر السوق TASI Tadawul All Share Index في نهاية أيلول (سبتمبر) عند 6392 نقطة، وذلك في يوم الأربعاء الماضي، كاسبا بذلك 4.7 في المائة في الشهر نفسه، وهي تعادل النسبة نفسها التي حققتها السوق من إغلاق 31 كانون الأول (ديسمبر) 2009 الذي كان عند مستوى 6121 نقطة.

وقد صاحب هذا الأداء الإيجابي للسوق المالية السعودية تحسن في مستوى السيولة في أيلول (سبتمبر) مقارنة بشهر آب (أغسطس) الماضي إذ بلغ معدل هذا الشهر 2.16 مليار ريال مقارنة بمعدل 1.8 مليار في تداولات الشهر الماضي (بعد استبعاد تأثير سهمي مدينة المعرفة وأسمنت الجوف)، لتصبح نسبة التحسن في معدل السيولة 20 في المائة.

كما ارتفع معدل الأسهم المتداولة في أيلول (سبتمبر) مقارنة بشهر آب (أغسطس) الماضي من 88.78 مليون إلى 104.27 مليون سهم، بنسبة تحسن بلغت 17.4 في المائة، في الوقت الذي ارتفع فيه معدل الصفقات من 56.5 ألف صفقة إلى 59 ألف صفقة (بعد استبعاد تأثير سهمي مدينة المعرفة وأسمنت الجوف المدرجين في تداول في 9 و11 آب (أغسطس) الماضي). وبالنظرة التحليلية الفنية لمؤشر السوق المالية السعوديةTASI Tadawul All Share Index، نجد أن إغلاق TASI عند مستوى 6392 نقطة هو إغلاق في المنطقة الإيجابية، رغم عملية جني الأرباح في الأسبوع الأخير من أيلول (سبتمبر) التي كانت متوقعة - كما أشرت في تحليل الأسبوع الماضي - التي قد تستمر في الأسبوع المقبل قبل انطلاقة السوق إلى مستويات إيجابية أعلى في تشرين الأول (أكتوبر) الجاري. ومن حيث الدعم والمقاومة، نجد أن مؤشر السوق TASI قد اصطدم بمقاومة 6450 نقطة في بداية تداولات هذا الأسبوع، ولم تدعم سيولة هذا الأسبوع - التي بلغ معدلها الأسبوعي 2.36 مساوية معدلها في الأسبوع الماضي - مؤشر السوق في تجاوزها، على الرغم من تحسن مستوى السيولة في شهر أيلول (سبتمبر) مقارنة مع الشهر الماضي. لتعود السوق في مرحلة جني أرباح ـ قصيرة المدى ـ لتختبر نقطة الدعم 6335 (مقاومة سابقة) التي ودع السوق بها حيرة المتداولين في الأسبوع ما قبل الماضي. وإذا ما فشلت 6335 في دعم السوق، فإن دعم 6275 نقطة (متوسط السوق لـ 50 يوما) كفيلة بدعم المؤشر - بإذن الله. المؤشرات الفنية - على تنوعها- لم تعط ما يوحي بأية سلبية مخيفة في مؤشر السوق، وإن كان مؤشرا الـ MACD والـ MACD Histogram قد أظهرا أن السوق تمر بمرحلة أرباح قصيرة المدى. كما بينت ذلك في تحليل السوق باستخدام الدعم والمقاومة.

مؤشر البولينجر Bollinger Bands يوافق مؤشري الماكد والماكد هيستوجرام في قراءتيهما، ويشير إلى مرحلة جني أرباح قد تستمر إلى نقطة دعم متوسطة 6275 نقطة التي تتوافق مع المتوسط المتحرك الأسي لمؤشر السوق لـ 50 يوما. فنيا فإن توافق متوسط البولينجر مع المتوسط المتحرك عند نقطة معينة، يؤكد قوتها كما هو واقع الآن عند دعم 6275 نقطة. مؤشر القوة النسبية RSI يقف عند 60 درجة ويوافق مؤشر السوق TASI في الاتجاه الهابط، ويعود ليختبر نقطة دعمه عند 54 نقطة التي قاومته سابقا، لكنه بعيد عن إشارة الخطورة المتمثلة في 70 درجة - كما هو معروف فنيا، والحالة نفسها في مؤشر تدفق السيولة MFI الذي يقف عند 70 درجة، ويعود ليختبر نقطة دعمه 60 درجة التي قاومتها سابقا. في التحليل الفني الـ 80 هي درجة الخطورة في هذا المؤشر. في الشموع اليابانية تظهر الإيجابية في شمعة شهر أيلول (سبتمبر) التي ابتلعت سلبية شهر أغسطس، لذا يتوقع استمرار الإيجابية لمؤشر السوق TASI في شهر أكتوبر المقبل التي تعلن فيه الشركات المتداولة أرباحها للربع الثالث. التحليل المالي سيدعم التحليل الفني في الفترة المقبلة - بإذن الله - كما فعل في الربع الأول والربع الثاني. تجدر الإشارة إلى أن أرباح الشركات المتداولة للنصف من هذا العام قد فاقت النصف المماثل من عام 2009 بما يزيد على الـ 40 في المائة.

ملخص القول لا تزال السوق المالية السعودية في إيجابيتها، حتى إن استمرت عملية جني الأرباح إلى نقاط دعم السوق 6335 نقطة و6275 نقطة. ومن المتوقع أن تسهم محفزات الربع الثالث في أن تكرر سيناريو السوق في أكتوبر الماضي من عام 2009 في أكتوبر الجاري. ومما يتوقع أن يحفز السوق السعودية إيجابيا تحسن أسعار النفط التي تقترب من 78 دولارا. علما بأن معدل الفترة المماثلة لسعر النفط من عام 2009 كان عند 70 دولارا. وهذا التحسن في أسعار النفط لا شك سيدعم قطاع البتروكيماويات الذي يعد القطاع القائد الثاني للسوق السعودية بعد قطاع المصارف. محلل اقتصادي ومدرب في التطوير المالي والإداري.