استمرت تأثيرات النتائج الإيجابية للأرباح النصفية للشركات المتداولة في السوق السعودية على إيجابية السوق في شهر تموز (يوليو)، حيث أبقت مؤشر السوق السعودي TSAI ــ Tadawul All Share Index ــ فوق ثلاث نقاط مهمة تعزز ثقة المتداولين به، هي مستوى الدعم الفني 5900 نقطة، ومستوى الدعم النفسي 6000 نقطة، والمتوسط المتحرك الأسي 50 يوما 6250 نقطة، كما أسهمت استقرار الأسواق العالمية وتحسن أدائها في النصف الثاني من شهر تموز (يوليو) 2010، وكذلك تحسن أسعار النفط المستقرة حاليا عند 77 دولارا، في دعم إيجابية مؤشر السوق السعودية TASI في هذا الشهر.
وكانت السوق المالية السعودية قد أغلقت عند 6266 نقطة هذا الأسبوع مرتفعة بـ 177 نقطة عن إغلاق الأسبوع الماضي 6089 نقطة، وذلك بارتفاع قدره 2.9 في المائة، وهذا الارتفاع كان قريبا من ارتفاعها عن إغلاق 31 كانون الأول (ديسمبر) 2009 بـ 6121 نقطة، حيث بلغ الفارق 145 نقطة لصالح إغلاق هذا الأسبوع بنسبة 2.37 في المائة، وتحسن معدل السيولة الأسبوعي عن معدل الأسبوع الماضي، حيث بلغ معدلها 2.57 مليار ريال مرتفعة بـ 11.7 في المائة عن معدل الأسبوع الماضي البالغ 2.3 مليار ريال.
وبمقارنة سيولة شهر تموز (يوليو) بشهر حزيران (يونيو) الماضي نجد أن سيولة تموز (يوليو) ما زالت منخفضة بمعدل 2.6 مليار عن معدل سيولة حزيران (يونيو) البالغ 3.5 مليار ريال. ولعل انخفاض حدة المضاربة في هذا الشهر أسهم في هذا الانخفاض، حيث اعتادت السيولة ترقب الفرص الاستثمارية الناشئة من إعلانات الأرباح النصفية في مثل هذا الوقت من العام في محاولة منها لتحسين وتغيير مراكزها المالية. كما بلغ معدل الأسهم المتداولة 117.8 مليون سهم نفذت على معدل 68465 صفقة. بارتفاع قدره 23.4 في المائة عن معدل الأسهم للأسبوع الماضي البالغ 95.4 مليون سهم، وارتفاع قدره 4.6 عن معدل صفقات الأسبوع الماضي البالغ 65.4 ألف صفقة.
وبالمقارنة الشهرية نجد الانخفاض واضحا على معدل الصفقات والأسهم المتداولة، حيث انخفضت الأسهم المتداولة في شهر تموز (يوليو) إلى 109.47 مليون سهم بنسبة انخفاض قدرها 33 في المائة عن معدل الأسهم لشهر حزيران (يونيو) البالغ 163.64 مليون سهم، وكذلك انخفض معدل صفقات شهر تموز (يوليو) إلى 69.871 صفقة بانخفاض قدره 35 في المائة عن معدل صفقات شهر حزيران (يونيو) البالع 107.440 صفقة. وهذا الانخفاض يعكس تراجع حدة المضاربة في شهر تموز (يوليو) عن مستوياتها في شهر حزيران (يونيو)، ما يشكل ظاهرة صحية للسوق المالية السعودية من وجهة نظري الشخصية.
وبالنظرة التحليلية المالية لأرباح الشركات المتداولة للنصف الثاني نجد التفاؤل يدعو السيولة الاستثمارية لدخول السوق المالية السعودية، حيث أعلنت الشركات المتداولة أرباحا تجاوزت 37 مليار ريال بارتفاع يفوق الـ 40 في المائة عن النصف المماثل من العام الماضي 2009. وفي الوقت الذي تراجعت فيه بعض الشركات القيادية، إلا أن هذا التراجع سيظل محدود التأثير على السوق المالية السعودية، وذلك لسببين مهمين الأول أن التراجع كان بنسبة ضعيفة جدا، كما رأيناه على الراجحي بـواحد في المائة، وسامبا بـ 3 في المائة، والثاني تحسن شركات قيادية أخرى، كما رأينا في سابك بـ 12 ضعفا عن أرباح النصف المماثل من العام الماضي، وموبايلي بـ 40 في المائة، وسافكو بـ 60 في المائة، كذلك تحسن أرباح في ينساب بسبب بدء نشاطها، وتحسن في أرباح سبكيم نتيجة زيادة كميات الإنتاج، وبترورابع التي بدأت التشغيل، ما زاد أرباح قطاع البتروكيماويات من 824 مليون إلى أربعة مليارات ريال (بدون سابك).
ومن غير المخيف تراجع أرباح الاتصالات السعودية كشركة قيادية، فقد أوضحت الاتصالات السعودية في بيانها المالي أن من أسباب انخفاض أرباحها هو التوسع التفني في شبكات الجيل المقبل (NGN)، وكذلك التوسع الفني في شركاتها الخارجية، كما أنها لا تزال محافظة على 90 في المائة من السوق، ومن وجهة نظر استثمارية فقد يزداد عدد العملاء نتيجة موسم رمضان والحج القادمين، ما ينعكس إيجابيا على أداء الشركة في الربع الثالث.
وبالنظرة التحليلية الفنية لمؤشر السوق المالية السعودية TASI نجد أنه لا يزال محافظا على خط اتجاهه الصاعد الذي بدأه في آذار (مارس) 2009، وهذه إشارة إيجابية فنيا يدعمها إيجابية التحليل المالي المدعومة بقوة أرباح الشركات في النصف الثاني، وكذلك يدعمها فنيا محافظة السوق على حاجز الـ 6000 نقطة في تداولات شهر تموز (يوليو). وكان TASI قد نجح في تجاوز متوسطه المتحرك الأسي للـ 50 يوما 6250 نقطة والاستقرار فوقه في إغلاق الأسبوع الرابع من شهر تموز (يوليو) 2010. ولا يزال المتوسط المتحرك الأسي لـ TASI للـ 100 يوم = 6320 نقطة فوق متوسط الـ 200 يوم = 6308. ووفق القراءة الفنية للمتوسطات المتحركة يمكننا القول بإيجابيتها فنيا في الفترة القصيرة المقبلة، وفي انتظار أن يصحح TASI وضعه فنيا بالبقاء فوق المتوسطات المتحركة الثلاثة. كما أعطى مؤشر الـ Bollinger Bands إشارة فنية جيدة، وذلك باستقرار TASI فوق متوسطه = 6150 نقطة في إشارة منه باستمرار اتجاه TASI نحو نقطة مقاومته 6463 نقطة. وهي تعادل فنيا نقطة مقاومة 21 حزيران (يونيو)، حيث كانت أعلى نقطة له في تداول ذلك اليوم. والـ MACD مستمر في اتجاه الصاعد فوق متوسطه، مشكلا Convergence (توافق) مع مؤشر الـ TASI، وذلك بعد تشكيله قاعين صاعدين، وهذه إشارة فنية جيدة يدعهما إيجابية مؤشر الـ MACD Histogram.
الشموع اليابانية تشير إلى زيادة كمية البيع في الأربعاء الماضي، وهي عملية جني أرباح متوقعة في سوق الأوراق المالية، لكنها مستمرة في الإيجابية لإغلاقها فوق إغلاق 11 تموز (يوليو)، وهي القمة التي جنت منها السوق أرباحها حتى 21 من الشهر نفسه، يدعم ذلك إيجابية الشمعة الأسبوعية للأسبوع الأخير من شهر تموز (يوليو). وإيجابية شمعة شهر تموز (يوليو) نفسه.
ومن المتوقع في الأسبوع المقبل أن تعود السيولة الفائضة للمكتتبين في أسمنت الجوف لتدفع TASI لمقاومة 6460 نقطة في الأسبوع الأول من شهر آب (أغسطس)، قبل أن يكرر المؤشر سيناريو آب (أغسطس) من العام الماضي، ومن المتعارف عليه في مبادئ التحليل الفني أن الماضي يعيد نفسه. وقد نرى ذلك في تحرك شركات المضاربة التي اعتاد المتداولون أن يروها الأكثر ارتفاعا قبل عمليات التصحيح، وجني الأرباح. ويشترط لإيجابية الأسبوع الأول من شهر آب (أغسطس) تحسن السيولة لتتجاوز المليارات الثلاثة في اليوم الأول، ومحافظة TASI على متوسط الـ 50 يوما = 6250 نقطة، ومن المتوقع أن يكون معدل السيولة في الأسبوع القادم ما بين 3.5 إلى 4 مليارات إذا ذادت المضاربة.