كيان : الإفصاح الناقص والمتأخر !!

26/07/2010 3
محمد الخليص

أعلنت شركة "كيان" يوم أمس عن بدء الإنتاج التجريبي لوحدة الأولفينات وهي الوحدة التي تزود مصانع الشركة الأخرى باللقيم ، كما قالت في بيانها على تداول أن تكاليف المشروع سترتفع بـ 9 مليار ريال عن المقرر سلفا..

هناك ملاحظتان هامتان على هذا الإعلان ، فمن ناحية فإن إعلان الشركة كان مشابها تقريبا في جزءه الأول لإعلان شركة "معادن" الذي أشرنا اليه في مقال سابق ، فالشركة قدمت معلومات عن بدء الانتاج لوحدات اللقيم وهي الأولفينات (الايثيلين والبروبيلين) ، وهي منتجات لا يتم بيعها مباشرة في السوق وإنما يتم استعمالها داخليا لذلك فإن بدء انتاج هذه الوحدات سواءا كان تجريبيا أو تجاريا لا يعني أن الشركة ستبدأ في تحقيق ايرادات..

الكثير من المستثمرن والمتعاملين في السوق لا يوجد لديهم معرفة بأن الشركة لن تبدأ بتحقيق ايرادات إلا اذا بدأ الانتاج التجاري للوحدات التي تنتج المواد النهائية وهي وحدات البولي ايثيلين والبولي بروبيلين وجلايكول الايثيلين والبولي كاربونات ، وهي وحدات ستدخل الإنتاج التجريبي على التوالي مع نهاية العام الحالي والى مابعد منتصف عام 2011 ، وإذا سارت الأمور على ما يرام فإن الانتاج التجاري لهذه الوحدات لن يبدأ قبل النصف الثاني من عام 2011 ، أما اذا واجهت الشركة مشاكل فنية وهذا أمر طبيعي ، كما حدث مع الصحراء وينساب وبترو رابغ ، فإن الشركة لن تبدأ الانتاج التجاري لجميع الوحدات قبل عام 2012..

كان يجب على الشركة في بيانها توضيح هذه النقاط الهامة واجراء التوضيح المناسب بأن الشركة لن تحقق ايرادات من بدء الانتاج التجريبي لوحدات اللقيم... كما كان حري بالشركة أن توضح المواعيد المحتملة لبدء الانتاج التجريبي لوحدات المنتجات النهائية دون الإكتفاء كماو ورد في الإعلان بجملة فضفاضة "في المواعيد المحددة" !!

الملاحظة الثانية هي المتعلقة بزيادة التكاليف فالإفصاح عن ذلك جاء متأخرا بعدة سنوات فكما هو معروف أن ارتفاع تكاليف المشروع مرتبطة بما حدث في عامي 2007 و 2008 عندما ارتفعت أسعار المواد الأولية والتكاليف الأخرى وليست حدثا طارئا حصل خلال العام الحالي ، ويثير بيان الشركة بهذا الخصوص شكا حول توقيت الإعلان عن ارتفاع تكاليف الإنشاء والذي يبدو أن الشركة اختارت موعد بدء الانتاج التجريبي لوحدات اللقيم للافصاح عنه ربما لتخفيف وطأته على المستثمرين..

بالتأكيد لن تواجه الشركة اي مشكلة في الحصول على التمويلات اللازمة لإكمال المشروع كون سابك تملك حصة رئيسية في المشروع ، وهناك سابقة لذلك حين قامت سابك نفسها بتمويل الزيادة في تكاليف مشروع ينساب عبر تقديم قرض لها بأكثر من 2 مليار ريال.. لكن المشكلة فيما سيترتب على هذه الزيادة من ارتفاع في تكاليف الاستهلاك والتمويل عن المقرر سلفا وكان جدير بالشركة أن توضح للمستثمرين الاثر المالي الذي سيحدثه ذلك على التكاليف ..