أسهم "عذيب" الحالية لم يعد لها قيمة فعلية

07/03/2011 10
محمد الخليص

أدت تطورات السوق السعودي في الأسابيع الأخيرة إلى هبوط سهم شركة "اتحاد عذيب" إلى مادون الـ 10 ريال للسهم وهي القيمة الاسمية للسهم وكان السهم من بين الأسهم القليلة التي لم تسجل ارتدادا خلال يومي السبت والأحد الماضيين ليقفل عند 6.60 ريال للسهم اي أقل من نصف قيمته المسجلة في منتصف شهر فبراير الماضي.

ويمثل هبوط سعر السهم لأقل من 10 ريال أزمة حقيقة لملاك السهم حيث تشير الحسابات إلى أن السهم لم يعد له قيمة فعلية حقيقة كما سيتم توضيحه في هذا المقال.

فنظرا للخسائر المتوالية التي منيت بها الشركة والايرادات المحدودة والذي تسبب به عدم وجود نموذج عمل جيد قابل للربحية فإن اجمالي الخسائر بلغ 83 % من راس المال حتى نهاية شهر ديسمبر الماضي وينتظر أن يبلغ قريبا من 100 % من رأس المال بنهاية الربع الحالي.

ستتطلب خطة إعادة هيكلة رأسمال الشركة أن تقوم الشركة أولا بتخفيض رأسمالها بمقدار الخسائر المتراكمة ومن ثم القيام بزيادته حسب حاجة التمويل المستقبلي وهو الأمر الذي تخطط له أيضا شركة "زين" حاليا ولكن الفرق الجوهري بين الحالتين هو أن الخسائر المتراكمة لشركة "عذيب" تمثل جزءا أكبر من رأس المال مقارنة بـ "زين".

وعلى حسب اداء شركة "عذيب" خلال الثلاثة أرباع الماضية فإنه يتوقع أن تحقق خسائر اضافية بحدود 140 مليون ريال خلال الربع الحالي الذي يوشك على الانتهاء خلال عدة اسابيع اي أن الخسائر المتراكمة سترتفع إلى 972 مليون ريال أو 97.2 % من رأس المال.

وفي حال قيام الشركة باجراء تخفيض لرأسمالها لإطفاء الخسائر المتراكمة وهو الأمر المحتمل فإن ذلك يعني ان الملاك الحاليين سيفقدون 97 % من أسهمهم مما يجعل الأسهم الحالية عديمة القيمة ولا تساوى عمليا سوى 30 هللة فقط تقريبا.

المخرج الآخر هو أن يقوم المؤسسون الذين يمتلكون 70 % من الأسهم بشراء الأسهم الأخرى من السوق بكثافة بحيث يعاود السهم ارتفاعه لأعلى من 10 ريال مرة أخرى لتتمكن الشركة من اجراء عملية الاكتتاب بحقوق الاولوية التي اقترحتها (600 مليون ريال) وهو حل مستبعد كون الملاك المؤسسين غير مستعدين (على الأقل غالبيتهم) بضخ مزيد من الأموال يزيد عن حصة التأسيس هذا فضلا عن الأموال التي سيضخونها لرفع سعر السهم فوق مستوى الـ 10 ريال.

أما المخرج الثاني فهو أن يقترح الملاك المؤسسين أو بعضهم شراء الاسهم التي لايملكونها وتحويل الشركة إلى شركة خاصة أما المخرج الأخير وربما يكون الأكثر قبولا هو أن يقرر الملاك تصفية الشركة مالم يكن لديهم بريق أمل في أن نموذج عمل الشركة سينجح لاحقا وهو مالم تثبته الفترة الماضية.