لطبيعة الوظيفة دور في رضا الموظف بها وحبه لها ما يزيد في احتمالية البقاء فيها مع جهة عمله سواء كانت في القطاع الخاص أو القطاع الحكومي. الحقيقة أن الرضا الوظيفي ذو علاقة بالالتزام والولاء والتفاني والانشغال في العمل، بل إنه يزيد من سعادة الموظف وتقبله للمهام المناطة به. للوصف الوظيفي دور في وضوح الأهداف. قد يقلل تداخل المهام الوظيفية بين الموظفين من حيث الأداء في مستوى الرضا الوظيفي، لكن التوصيف يساهم في التقليل من هذا الغموض. وللتنوع في المهام أهمية في مدى رضا الموظف ما يقلل من الملل ويحفز الموظف على الأداء بحماس. يزيد التوسع والإشباع الوظيفي من مستوى الرضا لدى الموظف. تخصص الموظف في وظيفته يجعله يركز على مهامه وبالتالي يزيد من رضاه الوظيفي.
بالنسبة لأهمية العمل وتأثيره في الموظف وما تعنيه الوظيفة له فإن ذلك ذو علاقة بالعبء الوظيفي والعدالة في هذا الجانب الأساسي الذي يطلق عليه عدالة الإجراءات والتعامل فلا يكلف الموظف بأعباء أكثر من قدرته الذهنية والجسدية. أرى أنه يجب التوازن في متطلبات الوظيفة وقدرات الموظف. التطور الوظيفي العادل لجميع الموظفين يزيد من رضاهم في العمل ويحافظ على بقائهم.
لا شك أن المحاباة والمحسوبية والمجاملة سلوكيات غير أخلاقية في العمل، خاصة إذا كان الموظف على مستوى نبيل وأخلاقي لا تتوافق مبادئه معها. لذا، رضاه الوظيفي يتأثر بها. وللمحافظة على مستوى عالي من الرضا الوظيفي أنصح بالتخلص من هذه السلوكيات السلبية. ومن المفاهيم الإيجابية أن محددات الرضا الوظيفي كثيرة وتتجدد، وفرص الترقيات والتدريب في غاية الأهمية لرضا الموظفين في مختلف المستويات التنظيمية. تلعب إدارة ضغوط العمل دوراً في تحقق الرضا الوظيفي.
محددات ذات علاقة بالرواتب والبدلات والحوافز والمزايا غير المالية والعدالة في المعاملة
تساهم العدالة في الرواتب والحوافز والتعامل الإنساني والمحافظة على الثقافة التنظيمية والأخلاقيات والقيم في تعزيز الرضا الوظيفي. تكون أسس عدالة الرواتب حسب عبء العمل مقارنة بالشركات في نفس المجال وحسب سوق العمل من غير تمييز أو تحيز. الـتأمين الطبي من المزايا غير المالية التي تزود الشركات موظفيها بها.
تواصل المدير أو القائد مع الموظف بخصوص الإنجازات موضوع مهم. وللإدارة والإشراف دور كبير في سياسات وأنظمة المنظومة الربحية وغير الربحية وهذا يزيد من الرضا الوظيفي للموظفين. الأسلوب القيادي والإداري والإشرافي محدد مهم للرضا الوظيفي من حيث حسن التعامل والتواصل الذي يتبعه المدير أو القائد أو المشرف. للتغذية الراجعة دور إيجابي في التواصل الفعال.
نقلا عن صحيفة اليوم
