صفات «المدير السيّئ» وكيف تتعامل معه؟!

29/10/2025 0
محمد العنقري

يواجه الموظفون في حياتهم العملية أنواعا عديدة من المدراء، وكل مرحلة تترك أثراً بالغاً فيهم؛ فبحسب صفات المدير تجد الانعكاس على أداء الموظف ورغبته بالعمل من عدمها ومدى تطوره أو القصور في مهاراته قياساً بأقرانه في جهات أخرى. فكل ذلك يرتبط بشكل كبير جداً بشخصية المدير، لكن إذا كان المدير الجيد معروفا أثره الايجابي في تطوير أداء فريق العمل، ويدعم كل فرد فيهم وهو مساند لهم ويسعى لإيجاد بيئة صحية تحفز على زيادة الإنتاج من خلال المزج بين العقل المهني الحريص على الإنتاج والربح دون إغفال للعاطفة في العمل والتعاطي بخلق كريم يأسر الموظفين بقربه منهم واحترامهم والإحساس بأي أمر يواجههم في العمل وخارجه، إلا أن هناك نوعية من المدراء سيئين، وتصبح بيئة العمل طاردة في فترة قيادتهم للمنشأة، فكيف يمكن معرفة صفاتهم، وماذا يجب على الموظف أن يتخذ من قرار أو أسلوب للتعامل معهم؟

بدايةً، شرحت عدة دراسات صفات هذه النوعية من المدراء أو القادة السلبيين واجتمعت أغلبها على ثلاث صفات سيئة، أو ما يسمى «the dark triad» 

أولها: النرجسية التي تعد أهم المتلازمات لهم؛ فهم يعتقدون أنهم الأكثر فهماً للعمل ويظنون أن ذكاءهم يتخطى مفهموم العبقرية، ويتذاكون في إظهار المثالية الزائفة بأنهم ينصفون الموظفين بالمديح فقط بينما في الحقيقة يعمل على تدميرهم مهنياً ويسعى لتعطيل ترقياتهم، بل وحتى السعي لدفعهم للاستقالة.

كما أن الصفة الثانية: هي انعدام العاطفة أو «الاعتلال النفسي» مع العاملين فلا يراعي ظروفهم ولا يقف معهم بل يستغل مثل هذه الحالات ليوجه لهم عقوبات بداعي التقصير بالعمل ولا يعنيه مرض الموظف ويطالبه بالحضور ويحاسبه على تقصيره دون مراعاة لحالته الصحية او النفسية.

أما الأمر الثالث: فهو اعتقاده بأن الغاية تبرر الوسيلة هي من مقومات الذكاء لديه أي «الميكافيلية» فينحي عامل الأخلاق جانباً، ويعمل على إيذاء الموظف خصوصاً المميز ويستخدم كل أسلوب غير أخلاقي لإيجاد الانقسامات بين الموظفين، ويعزز من الشللية فيقرب البعض ويبعد آخرين مما يضفي أجواء من العداوات بينهم حتى يتمكن من السيطرة بمبدأ فرق تسد.

كما أن من تشعبات سلوكه السلبي أنه يدير العمل بأذنه؛ أي يقيم الموظفين من خلال ما ينقل له عنهم من زملائهم بعد أن شرّع النميمة بالمنشأة، واعتمد فيها على بعض ضعاف النفوس ليستغلهم بهذا الجانب دون أن يعتمد معايير تقيس الأداء والإنتاجية والجودة ، كما أنه يحاول إبراز نفسه ونسب الإنجازات له من خلال الحديث بإسهاب في أي مناسبة أن كل ما أنجز بسبب عبقريته الفذة.

أي يصبح «حكواتي» ليس أكثر وهو يتميز بالتملق والنفاق في تسلسل حديثه إذا لابد أن يمتدح ملاك الشركة في ثنايا حديثه دون أن يبتعد عن تمجيد ذاته بشكل فاضح؛ فجميع العاملين معه يعلمون إنه أقل مهنياً مما يقول بكثير؛ فهذه النوعية من المدراء تصل بالصدفة لمواقعها لكنها لا تستمر طويلاً لأن ضعف الأرباح او التحول لخسائر أو تراجع بالحصة السوقية لمنتجات المنشأة وعدم رضا العملاء سيظهر، وعندها يتم الاستغناء عنه لكن الثمن باهظ لإصلاح أضرار إدارته وقراراته، فمن أساليبه أنه يضع تقديرات لأفكاره وأي منتجات يريد إضافتها أو تطويرها بشكل مبالغ فيه، ويقدم خططا استراتيجية غير واقعية لا بطبيعتها ولا بتكاليفها، وهو يعلم ذلك لكن هدفه تمريرها كي يطيل من بقائه في منصبه لسنوات في قيادة الشركة بحجة أنه الأقدر على تنفيذها..

ضعف الإنتاجية ورداءة الجودة وهروب الكفاءات هي من نتائج المدير السيئ وهناك طريقة وحيدة للتعامل معه، وتعد القرار المناسب من كل موظف يبحث عن الارتقاء بمسيرته المهنية وهي البحث عن عمل آخر دون تردد؛ لأنه الحل الوحيد؛ فالبقاء مع مدير همه الوحيد نفسه ويتعامل مع الموظفين بلا أخلاق هو بالمحصلة تعطيل للموظف الجيد وضياع سنوات من حياته العملية دون فائدة، ويغرس حالة نفسية تقتل الرغبة بالتطور والإنتاجية التي تعزز من خبرته؛ فالبيئة السامة هي متلازمة المكان الذي يتواجد فيه مثل هذه النوعية من المدراء.

 

نقلا عن صحيفة الجزيرة