استقرار الموظف المثابر والمخلص في وظيفته يساهم في تحسن الإنتاجية والاستدامة والمنافسة في الأسواق. تميزت شركات متقدمة في الأسواق العالمية عن غيرها من الشركات التي لا يستقر فيها الموظفون لأسباب ذات علاقة بالرضا الوظيفي. للرضا الوظيفي علاقة قوية العديد من عوامل النجاح المؤسسي الخاص والعام. بقاء الموظف في وظيفته لفترة طويلة له عدة أسباب منها الرغبة فيها وايضاً عدم توفر الخيارات المناسبة لتوقعاته ورغباته. مفهوم الرضا الوظيفي فردي، حيث يتفاوت من شخص لآخر وكذلك من زمن لآخر. الرضا الوظيفي حالة يصل فيها الفرد الى التكامل بينه وبين وظيفته بما يحقق توقعاته ورغبته. الرضا الوظيفي الإيجابي العالي يساهم في الانتماء الوظيفي.
تعريف الرضا الوظيفي،
يتفق اغلب الباحثين في علم السلوك التنظيمي على تعاريف متقاربة للرضا الوظيفي. الرضا الوظيفي هو الشعور الإيجابي أو الحالة النفسية التي يشعر بها الموظف نتيجة تقييمه لعمله ومدى تحقيقه لتوقعاته واحتياجاته في بيئة العمل. يعكس الرضا الوظيفي مدى رضا الموظف عن جوانب مختلفة من وظيفته مثل الراتب وظروف العمل والعلاقة مع الزملاء وفرص التطور الوظيفي والأمان الوظيفي والعلاقة الجيدة بالإدارة العليا ومدى تحقيق الذات في العمل. قال روبنزفي كتابه المنشور في 2001 في مجال السلوك التنظيمي أن الرضا الوظيفي هو الحالة العاطفية الإيجابية الناتجة عن تقييم الفرد لوظيفته أو تجاربه الوظيفية. اما لوك 1976 فقد كان تعريفه أن الرضا الوظيفي هو حالة شعورية إيجابية ناتجة عن تقييم الموظف لعمله بما يحقق رغباته وتوقعاته. ونرى أن تعريف الرضا الوظيفي لروبنز منسجم مع لوك. لقد قدم هيسبيرق 1959عناصر مقبولة تفسر الرضا الوظيفي مثل التحفيز والانجاز ونفس وطبيعة العمل والمسئولية والاعتراف الوظيفي من قبل الادارة والشعور بالمسئولية ومدى اشباع مستويات الاحتياجات الاساسية التي وردت في هرم ماسلو الشهير.
أهمية الرضا الوظيفي،
للرضا الوظيفي فوائد كثيرة تتجاوز الخمس فوائد التالية: تعد زيادة الإنتاجية من اهم الفوائد التي تحدث عنها الكثير من الباحثين. الإنتاجية اهم العناصر في المنافسة والاستدامة. يتحسن الأداء بتحسن الرضا الوظيفي للموظفين الذين يشعرون بالانتماء والولاء الوظيفي وكذلك الالتزام الوظيفي تجاه المؤسسة. للرضا الوظيفي دور في تقليل معدل دوران الموظفين أي ترك الموظفين العمل مع المنظومة. طبعاً الدوران الوظيفي يكلف المؤسسات الربحية وغير الربحية الكثير في التوظيف والتدريب على العمل. الرضا الوظيفي يساعد على تحسين تحسين جودة الحياة الوظيفية، ناهيك عن تعزيز الولاء المؤسسي.
عناصر الرضا الوظيفي،
هناك عدة عناصر مرتبطة بالرضا الوظيفي في بيئة الاعمال، حيث تختلف من عنصر لآخر حسب أهميته بالنسبة للموظف. تختلف أهمية الراتب والمزايا المالية من موظف لآخر فبعضهم يقدم عناصر أخرى على الراتب والمزايا المالية. تتفاوت عناصر الرضا الوظيفي من حيث الأهمية والاولوية. قد يكون عنصر الراتب أولى في الاهمية من عنصر بيئة العمل أو العلاقة بالموظفين والإدارة. تلطف بيئة العمل والظروف المحيطة به رضا الموظف بوظيفته وتحفزه على تقبلها. العلاقة الطيبة مع الزملاء ذات أهمية في بيئة العمل وتحفز على الأداء المتميز وبالتالي تساهم في بناء منظومة عمل منتجة مبنية على التفاهم وبعيدة عن تضارب المصالح والصراعات والاختلافات. يحفز الرضا الوظيفي على فرص تطوير الموظف وتدريبه للرقي إلى موظف بمعرفة ومهارات وقيم وخبرة أفضل.
الخلاصة تساعد العوامل الشخصية للموظف وطبيعة الوظيفة وبيئة الاعمال المحيطة وما توفره الوظيفة من حوافز ومزايا مالية في الرضا الوظيفي للموظف. تعتبر الإنتاجية في العمل اهم مؤشرات الرضا الوظيفي إضافة الى استقرار الموظف والتزامه بالعمل واخلاصه فيه.
نقلا عن اليوم