«نبتكر لنمكن»، كان هذا عنوان ملتقى الأكاديمية المالية في الرياض لعام 2025، والذي ناقش الابتكار والتحولات المتسارعة التي يشهدها القطاع المالي، العاملون في القطاع المالي في المملكة يدركون أن القطاع متقدم وممكن ومبتكر، مما يعكس الطموح المستمر لتحقيق النجاح والنمو.
إن القطاع المالي مليء بكفاءات مؤهلة مطلوبة في جميع القطاعات، نظرًا لحساسية وطبيعة العمل التي تتطلب قادة قادرين على الاستجابة السريعة للمتغيرات وتطوير القطاع، كما يُعتبر القطاع مصدرًا للعديد من الكفاءات التي تنتقل إلى قطاعات أخرى، حيث يكتسب العاملون فيه مهارات مهمة، أبرزها القدرة على اتخاذ القرار استنادًا إلى معطيات منطقية.
ركز المؤتمر على أربعة محاور رئيسة تمثل صميم التحول المالي المقبل، كما أشار إلى ذلك معالي أ. محمد القويز، رئيس هيئة السوق المالية، في كلمته، هذه المحاور شملت أولاً تعزيز مرونة المنظمات من خلال جعل الابتكار أداة استراتيجية قادرة على الاستجابة للمتغيرات السريعة ولبناء ثقافة مؤسسية مرنة، وثانياً تطوير نماذج القيادة العليا القادرة على تحويل الرؤية إلى واقع وصناعة القرار المتوازن بين الحكمة والسرعة، وثالثاً بناء كفاءات وطنية قيادية عبر استراتيجيات تنموية مستدامة تجمع بين الممارسة العالمية والتكيف المحلي المتوافق مع مستهدفاتنا الوطنية، ورابعاً مواءمة رأس المال البشري مع عصر الذكاء الاصطناعي من خلال استراتيجيات استباقية وأدوات تحليل ذكية تؤهل كوادرنا للريادة في بيئة رقمية متكاملة.
ويعتبر التدريب والتطوير حجر الزاوية لمواكبة التغيرات السريعة في القطاع المالي، خصوصًا في مجالات الذكاء الاصطناعي وإدارة البيانات، حيث تعزز هذه التقنيات القدرة التنافسية من خلال تقديم تحليلات دقيقة، مما يساعد المؤسسات على التكيف مع التغيرات السريعة في السوق، ويحسن جودة اتخاذ القرارات، كما يشجع التدريب على التفكير الابتكاري، مما يزيد استعداد العاملين لإيجاد حلول مبتكرة، ويساهم في تعزيز القدرة التنافسية للمؤسسات المالية.
إن المستقبل واعد في القطاع المالي، وإن الطموح اللامحدود للقطاع المالي، يعني أن هناك الكثير من الفرص للاستثمار والنمو لتحقيق الأهداف الاقتصادية، بالإضافة إلى التغييرات الجذرية في القطاع المالي، سواء من حيث المنتجات الجديدة أو القنوات والتشريعات، مما يعكس ديناميكية القطاع وقدرته على التكيف مع المتغيرات.
في الختام، يعكس ملتقى الأكاديمية المالية التزام القطاع المالي والحراك الذي يقوده القادة فيه نحو تبني الابتكار والتكيف مع التحديات المستقبلية، وهذا يعزز من قدرة القطاع على تحقيق النمو المستدام والتمكين الفعّال.
نقلاً عن الرياض
