ما زلنا معكم اعزاءنا ومع علاقة المملكة برياضة السيارات وكيف وصلت هذه العلاقة الى ما هي عليه اليوم، سار اهتمام الشباب السعودي برياضة السيارات بوتيرة متصاعدة، وبات كل جيل قدوة للجيل الجديد فانتشرت الرياضة في المملكة ولم تكتفِ المواهب السعودية بالإطار المحلي، بل تعدتها إلى مشاركات دولية سمحت لهم بمشاركة إخوانهم العرب والتنافس معهم، فانطلقوا إلى آفاق عالمية ودولية ورفعوا العلم السعودي في المحافل الدولية، وأبصر النادي السعودي للسيارات والسياحة النور وقاد تحقيق حلم الكثير من هواة وممارسي رياضة السيارات في المملكة، كما تأسست حلبة الريم الدولية وشهدت مشاركة العديد من المواهب السعودية الشابة وتنظيم العديد من البطولات مثل كأس "بايسن ميني السعودية" وكأس سوبرليغييرا وبطولة راديكال، حتى وصل الحد إلى إنشاء فرق سعودية على غرار فريق "زين الريم للسباقات" أو فريق "الفيصل للسباقات" بقيادة الأمير عبدالعزيز بن تركي الفيصل (وزير الرياضة حالياً) والأمير خالد بن سلطان العبدالله الفيصل (رئيس مجلس إدارة الاتحاد السعودي للسيارات والدراجات النارية)، واكتشاف مواهب جديدة أمثال سعيد الموري، وبندر العيسائي، وبندر علي رضا ومدحت شيخ الأرض ورائد أبو زنادة وحسن الصبان.
كل ذلك مع دخول الشركات السعودية على خط الدعم على غرار بايسن وزين وتويوتا، مما منح رياضة السيارات في المملكة دفعة قوية، وتزامنت كل هذه الأحداث مع نهضة إدارية لمواكبة هذا التطور، فتأسس الاتحاد السعودي للسيارات والدراجات النارية وهو حالياً برئاسة الامير خالد وتم تعيين الامير عبد العزيز وزيراً للرياضة. قبل كل هذه الأحداث وتحديداً قبل تأسيس الإتحاد العربي السعودي للسيارات والدراجات النارية، نُظم أول رالي في المملكة في عام 2001 وحمل حينها اسم "ماريوت رالي السعودية" وفاز به السائق الإماراتي محمد بن سليّم ، وتلاه العديد من الأحداث على غرار رالي الشرقية الذي أبصر النور عام 2008، ورالي جدة (2014)... وصولاً إلى بطولة تويوتا للراليات التي تتألف من خمس جولات ويشرف الاتحاد السعودي على تنظيمها حيث فاز بالنسخة الأولى عام 2019 السائق يزيد الراجحي، قبل أن تؤجل عام 2020 بسبب فيروس كورونا، لتعود عجلتها للدوران هذا العام، وفي منطقة حائل كان إطلاق شرارة الراليات العالمية على أرض المملكة، عندما نظمت في عام 2006 النسخة الأولى من رالي حائل، قبل أن تكر السبحة وتدخل العالمية في بعض الأعوام، في استمرارية النجاح حيث بقيت على الخريطة العالمية حتى يومنا هذا بفضل تكاتف وتعاضد المسؤولين وأبناء حائل إلى جانب جهود الاتحاد السعودي للسيارات والدراجات النارية خلال كل هذه الأعوام.
ضمت لائحة السائقين في الراليات وعلى الحلبات عبدالله المالكي (ملاح)، وأحمد إلاوي (رالي الأردن 1987)، وخالد دلال، وأحمد الشيقاوي، وفرحان الشمري، وعبدالرحمن بن سعد، وفيصل القباني، وطلال بن لادن، وفيصل بن لادن، وفهر الشريف، وفهد القصيبي، وإلى كل ذلك، نضيف حاملي الراية في الحقبة الحالية على غرار يزيد الراجحي، وهو أوّل سائق عربي يحرز لقب رالي طريق الحرير "سيلك واي رالي" وصاحب الإنجازات المحلية والعالمية وتحديداً في رالي داكار والمتوج بلقب النسخة الأولى من بطولة المملكة للراليات، ومواطنه ياسر بن سعيدان الفائز بلقب فئة الـ "تي2" وثم "تي3" في كأس العالم للراليات الصحراوية، والمتصدر الحالي لكأس العالم.
كما برزت سائقات سعوديات مع دورهن الجديد في عالم الرياضة ومنهن ريما الجفالي، ودانية عقيل، ومشاعل العبيدان، وإسراء الدخيل. واعتباراً من ديسمبر ٢٠٢١ اصبحت المملكة العربية السعودية على جدول سباقات الفئة الملكة وهذا سيستمر لعدة سنوات بدءأً بحلبة كورنيش جدة ثم على حلبة القدية حين الانتهاء منها، لكن على الارجح نرى ان المملكة ستبقي على سباق حلبة كورنيش جدة الى جانب حلبة القدية. من جهة اخرى، وفي عام ٢٠٢٢ أصبح عملاق النفط السعودي العالمي أرامكو شريكاً في بطولة العالم للـفورمولا ون وللقصة تتمة.
خاص_الفابيتا
كاتب في مينا جراند بري