انتهى سباق موناكو وعدنا إلى الجدل، بين مؤيد ومعارض، بين محب وكاره، بين من يريد هذا السباق الذي لم يغب عن جدول السباقات، وبين من يتمنى عدم وجوده الحلبة الاقصر على الجدول ٣،٣ كلم والاضيق واكثر من ذلك حدودها جُدر وحواجز حديدية، فنيا تطلب قوة سفلية عالية وخاصة بها. عادةً ترسم معالم السباق السبت (في الحصة التاهيلية )خاصة في الحقبات الاخيرة حيث السيارات أطول واعرض من السابق من حيث الأفضلية للفوز بالسباق ومدى تأثير كل من السائق والسيارة على هذا الفوز الأمر يميل لصالح السائق قليلا في الحصة التأهيلية مع بعض اللحظات التي قد يلعب الحظ فيها دور ما، كخلو الحلبة من السيارات ونظافتها أثناء خروج السائق في اللفة السريعة خاصته. اما يوم السباق فالامور تسير لمصلحة المنطلق اولا، المشاهد كأنه يشاهد موكب عرس لا أفضلية فيه للاسرع إنما الأفضلية للمركز في السباق، وفي السباق الأخير زاد الطين بلة الحادث الذي حصل في بدايته واستغلال الفرق ذلك لتغيير الإطارات، وحتى لم يفكرو باستراتيجيات، اللهم الا ما قام به فريق الفيراري من تحكم في الازمنة بين السيارات خوفة من توقف مجاني لفريق المكلارن وبالتالي أفضلية إطارات،
بالنسبة لي أرى أن سباق موناكو جزء من هذه البطولة رغم مساوئه ولا افضل زواله من البطولة لكن بالتأكيد لا اريد سباقات شبيهة له، أو حتى قريبة منه، هو له رمزيته وفي الماضي كان علامة بارزة للسائق الذي يفوز به، فلا غرابة ان سينا الأكثر فوزا به، لكن شتان بين زماننا وزمان سينا، كانت السيارات أصغر وكان يوجد تجاوزات وكان يوجد ما يميز به السائق الفذ على هذه الحلبة, ورغم الملل في السباق الأخير الذي شعر به البعض الا انه وجد في السباق بعض الإيجابيات، فحصل ثلاث تجاوزات ترفع القبعة لمن فعلهم خاصة انهم في مؤخرة الترتيب واجملهم كان تجاوز بوتاس، إضافة إلى فوز لكليرك في سباق بلاده وفي المكان الذي ترعرع فيه والعرض الذي حصل امام كم هائل من المشاهير كانو على أرض الحلبة، بالنسبة لي ليست الحلبة الأسوأ، والجميل ان من يفوز في سباقها عادة لم يكون هو بطل العالم فتخلط الأوراق في منتصف الموسم رغم قلة الأمور الفنية التي ممكن ان يتحدث او ينتبه لها المتابع.