نكمل أعزاؤنا من حيث انتهينا في الجزء السابق ودخول العملاقة أرامكو لمجال رياضة السيارات من الباب الكبير ومن خلال الفئة الملكة الفورمولا1 كراعي رئيسي وشريك في الدعاية للرياضة ذات الشعبية الكبيرة في العالم والمتزايدة بشكل متسارع في منطقتنا، في مارس 2020 أعلن عملاق النفط عن رعاية استراتيجية طويلة الأمد مع شركة فورمولا1 ووفقاً لأرامكو تعتبر أول رعاية على مستوى عالمي لمنظومة رياضية بارزة تحظى بشعبية ما يزيد عن 500 مليون مشجع حيث تبث سباقاتها وفعالياتها في أكثر من 180 دولة، ويجدر الذكر أن هذه الشراكة لن تقتصر على المجال الإعلامي والدعائي وحسب، بل ستتعاون أرامكو مع الفورمولا1 والفرق والشركات الراعية الأخرى لتطوير تقنيات حديثة صديقة للبيئة وذات كفاءة عالية، كالوقود الحيوي Bio-Fuel الصديق للبيئة وتقنيات النقل والخدمات اللوجستية، بجانب الرعاية والتطوير العلمي، دخلت أرامكو كراعي رئيسي وشريك في أحد أعرق صناع السيارات في العالم وهو فريق الأستون مارتن حيث عاد هذا الفريق لبطولة لفورمولا1 بعد غياب دام أكثر من ٦٠ عاما.
وأثمرت هذه العلاقة بين أرامكو وأستون مارتن عن نتائج رائعة حيث يعتبر الفريق الآن أحد أهم وأقوى المنافسين في البطولة بعدما كان قابعا في المركز الأخير في الموسم الماضي، ينسب الخبراء تحسن الوضع الإداري والفني والرياضي للفريق لخبرة أرامكو الإدارية واختياراتهم الدقيقة للتعاقد مع أفضل المهندسين والسائقين، فبعد اعتزال سائق الفريق السابق بطل العالم ٤ مرات الألماني سيباستيان فيتل عام 2022، أعلن الفريق التعاقد مع بطل العالم لمرتين الأسباني المخضرم فيرناندو ألونسو، مما أضاف للفريق عنصر الخبرة في المضمار، وأيضا تعاقد الفريق مع المهندس (المقرب للعبقري أدريان نيوي) "دان فالوز" مهندس الديناميكا الهوائية ليصنع سيارة تستطيع ان تنافس فرق المقدمة.
وأيضا، تشارك أرامكو ممثلة بمركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي (إثــراء) بتنظيم المسابقة الدولية الفورمولا في المدارس F1 in Schools والتي تسعى لتطوير المواهب الإدارية والفنية للفورمولا بين طلاب المدارس حول العالم. وفي هذه المسابقة يشكل كل فريق متنافس مجموعة تضم مهندس ومصمم وإداري ومدير مشروع ومسؤول العلاقات عامة والتسويق، حيث يصنع سيارة تنافس في البطولة المحلية ويتأهل منها ثلاثة فرق للنهائيات، وأقيمت النهائيات الوطنية السعودية لعام 2023 في مركز إثراء وتأهل فيها ثلاثة فرق ستمثل المملكة العربية السعودية في النهائيات العالمية في سنغافورة في منتصف شهر سبتمبر.
نستطيع أن نقول أن الدعم السعودي لطالما كان جزءا هاماً من رياضة الفورمولا ورياضة المحركات منذ سبعينات القرن الماضي، فبداية بفريق الويليامز مع الخطوط الجوية العربية السعودية مرورا بالسيد منصور عجة مع المكلارين، إلى دعم الشركات الوطنية لمختلف السائقين في مختلف البطولات الميكانيكية مرورا برعاية شركة الاتصالات السعودية لسباق جائزة السعودية الكبرى وصولا الى رعاية شركة أرامكو لبطولة الفورمولا وفريق الأستون مارتن في وقتنا الحالي.
ونحن في مينا جراند بري نرجو ان تستمر شعبية هذه الرياضة بالنمو في منطقتنا وان تكون مجالا جاذبة للاستثمارات المحلية.
خاص_الفابيتا
كاتب في مينا جراند بري