في إحدى الإجتماعات لشركة سناب شات سأل أحد الموظفين عن عدم فهمه لرسالة الشركة٬ التي تقول: مشاركة التقدم الإنساني بالسماح للبشر بالتعبير عن ذواتهم!. فهو يسأل ماذا نقصد بالتقدم الإنساني٬ وكيف نشرح ذلك لعملائنا خارج الشركة؟. فعدم وضوح رسالة الشركة وأهدافها وكثرة إستقالة موظفيها مؤخراً٬ جعل هناك الكثير من الشكوك حول فشل الإدارة في التطوير من خدماتها والقدرة على منافسة شركات التواصل الإجتماعي الأخرى٬ خاصة بعد طرحها للإكتتاب العام بداية العام الماضي ٬٢٠١٧ وهبوط قيمتها السوقية من ٢٨ مليار دولار الى ١٤ مليار دولار فقط.
يرجع تراجع أداء الشركة إلى التحديث الأخير الذي قام به إيفان شبيغل (٢٨ عام٬ أحد المؤسسين والمدير التنفيذي للشركة) على التطبيق٬ والذي أدى إلى صعوبة لدى كثير من المستخدمين في إستخدامه٬ وبالتالي إنخفاض الوقت المنصرف على التطبيق وعزوف البعض الأخر٬ هذا من الناحية الفنية.
أما من الناحية الإدارية٬ فحسب أخر حديث له مع مجلة بلومبرغ الأسبوعية٬ تحدث شبيغل عن بعض إخطائه في إدارة الشركة٬ وألتي منها أنه لا يحب النقد أو يتهرب منه٬ فهو خجول ويتجنب الحديث مع الموظفين٬ بالإضافة إلى المركزية أو السرية في التواصل وتبادل المعلومات والقرارات بين إدارات الشركة وأقسامها المختلفة٬ والتي كان أحد نتائجها إستقالة خمسة من كبار الموظفين مثل مدير الموارد البشرية٬ والمدير المالي٬ ومدير المبيعات٬ وإستبدالهم بمدراء أخرين في أقل من سنة. مما كان له الأثر السلبي على نتائج الربع الثاني لهذا العام. حيث أنخفض العدد اليومي للمستخدمين النشطين بمقدار ٢٪ مقارنة مع الربع الأول٬ والذي يعتبر تراجع في النمو من ١٩١ مليون مستخدم إلى ١٨٨ مليون٬ وهو مؤشر سلبي في قدرة الشركة على جذب عدد أكبر من المستخدمين وهي مازالت في مرحلة النمو.
أيضاً من التحديات التي تواجه الشركة٬ هو تجاهل مديرها التنفيذي الحديث عن الشركات المنافسة ومراقبة ما يقومون به من أعمال٬ مثل تويتر وفيس بوك وتحديداً من انستغرام٬ وألتي قامت الأخيرة بتقليد سناب شات وإبتكار وتطوير ما لديها من خدمات٬ وألتي تجاوز عدد المستخدمين النشطين اليومي لها ٤٠٠ مليون مستخدم٬ أكثر من ضعف مستخدمي سناب شات٬ والذي كان له الأثر الكبير في تباطؤ نمو سناب شات مؤخراً.
ولمواجهة هذه التحديات ومنافسة الشركات الأخرى٬ قامت الشركة في بداية النصف الأول من هذا العام بتحديد خمسة أهداف٬ سوف تسعى لتحقيقها مع نهاية العام الحالي٬ وهي بالترتيب كالتالي:
- تحسين أداء الموظفين
- رفع عدد المستخدمين اليومي
- نمو المبيعات
- زيادة الوقت المنصرف على التطبيق
- بناء أعمال مستدامة
فمثلاً لتحسين أداء الموظفين٬ قامت الشركة بالتعامل مع شركة للإستشارات والتدريب لتدريب الموظفين والذي يبلغ عددهم ٣٠٠٠ موظف٬ بالقيام بالدورات والإجتماعات الدورية٬ والتي تجاوزت ٧٨٠ دورة٬ ترتكز جميعها حول طرق لتحسين الإداء٬ ومساعدة الموظفين في عرض أفكارهم وتطويرها وتبادل أراءهم بطريقة أكثر إحترافية. أما شبيغل المدير التنفيذي والحلقة الأهم في قيادة الشركة٬ فقد تم التعاقد له مع مدرب شخصي محترف (كوتش)٬ يساعده في التطوير من مهاراته الإدارية وقدراته القيادية٬ كتواصل الجيد مع الموظفين وتقبل الإنتقاد والتحدث أمام الجمهور٬ بالإضافة إلى تخصيص جزء من وقته الشخصي في قراءة الكتب الإدارية وتطوير الذات.
وأخيراً ما يراه البعض فشل فقد يراه الأخرون فرصة٬ فبالرغم من إنخفاض عدد المستخدمين٬ ألا أن نتائج الربع الأخير أظهرت بعض النتائج الإيجابية مثل إرتفاع المبيعات وإنخفاض الخسائر مقارنة مع العام الماضي٬ ولعل هذا ما شجع بعض المستثمرين مؤخراً بشراء أسهمها والإستثمار في الشركة٬ مثل شراء شركة تنسنت الصينية ١٢٪ من إجمالي أسهمها بقيمة ٢ مليار دولار٬ وأيضاً شراء الأمير الوليد بن طلال حصة ٣,٢٪ بقيمة ٢٥٠ مليون دولار.
ففي نهاية الأمر سناب شات يجب أن تعمل على توضيح رؤيتها ورسالتها ألتي تريد إيصالها إلى عملائها٬ والعمل على زيادة مستخدميها وتحقيق الأرباح عاجلا أم آجلا. فهل سوف تنجح في تحقيق ذلك أم لا٬ هذا ما سوف تظهره لنا النتائج وتؤكده لنا الأرقام في الأيام القادمة.