حوكمة الشركات كنظام يتضمن مجموعه من القواعد القانونية وغير القانونية، وتطبيقه يعتمد بشكل كبير على ممارسة الأطراف أصحاب المصالح. عدم ممارسة أصحاب المصالح لهذه القواعد قد يثير التساؤل خصوصاً وأنها تحفظ حقوقهم وتراعي مصالحهم. ما حدث في السوق السعودي العكس. صدرت قواعد الحوكمة، في لائحة حوكمة الشركات ونظام الشركات، ولم يتم ممارسة أغلبها خاصة المتعلقة بحقوق المساهمين لفترة من الزمن حتى أصبح عدم الممارسة هو الأصل. ودام هذا الحال حتى عام 2016.
في يوم الاثنين الموافق 26/9/2016، انتخبت الجمعية العامة العادية لشركة مجموعة المعجل مجلس إدارتها الجديد. وفي محاولة لإنقاذ ما تبقى من الشركة، المجلس الجديد جاء خلفاً للمجلس السابق المستقيل متضمناً أسماء مساهمين معروف عنهم النشاط بالمطالبة بحقوق المساهمين.
انتخاب مساهمين نشطاء لعضوية مجلس إدارة شركة مساهمة يعتبر نقطة تحول في موقف المساهمين في التعاطي مع شؤون الشركات المساهمة، ذلك أن السلبية هي ردة الفعل المتوقعة من المساهمين (مؤسسي/ فردي) في السوق السعودي، بمعنى عدم المشاركة في شؤون الشركة أو ممارسة حقوقهم المكفولة نظاماً.
بعد هذا الحدث بأقل من سنة، وافقت الجمعية العامة غير العادية لشركة اللجين على عزل مجلس الإدارة، وعدم إبراء ذمم أعضاء المجلس. بيان الشركة المنشور على "تداول" بين أن الموافقة على عزل مجلس الإدارة جاء بناءً على الطلب المقدم من عدد من مساهمي الشركة عددهم (9)، يمثلون 5.028% من رأس مال الشركة.
على النقيض من مجموعة المعجل، أداء شركة اللجين كان أقل من بعض منافسيها في نفس القطاع من حيث الربحية ولكنها ليست على هاوية الإفلاس كما هو حال مجموعة المعجل. ضعف أداء الشركة يمثل حجر الزاوية في عدم اقتناع المساهمين بأداء مجلس الإدارة، وهذا يعكس مدى تطور الوعي لدى المساهم في استخدام حقوقه المكرسة في قواعد الحوكمة.
قبل انتخاب مجلس إدارة جديد لمجموعة المعجل وعزل مجلس إدارة اللجين، كان التعبير عن عدم الرضا على أداء الشركات في الغالب لا يتجاوز المجالس الخاصة ومواقع التواصل الاجتماعي دون ترجمت ذلك في شكل إجراءات أو مشاركة في الجمعيات العمومية، وإذا حصلت المشاركة فهي من مساهمين لا يمثلون نسبة عالية من رأس مال الشركة.
نشاط المساهمين الحالي والمشاركة في شؤون الشركات يقود إلى التساؤل: هل لم يعد المساهم في السوق السعودي يغفر ويتغاضى عن سوء أداء مجلس إدارة الشركات؟
من حيث المبدأ لا يتصور إجابة سؤال بسؤال، ولكن من الصعوبة بمكان الإجابة على هذا التساؤل إلا إذا عُرف سبب تحرك المساهمين في شركتي مجموعة المعجل واللجين في البداية.
قد يرى البعض أن التحديث الذي طرأ على البيئة التنظيمية خصوصاً صدور نظام الشركات الجديد (وهو يتضمن مجموعة من قواعد الحوكمة) حدث كفيل بتسهيل مشاركة المساهمين. وقد يرى البعض الآخر في الحملات الدعائية التي تقوم بها هيئة السوق المالية لتوعية المساهمين بحقوقهم وتطوير لوائحها التنفيذية أسباب قد تفسر نشاط المساهمين.
بالنظر إلى ما قام به مساهمين مجموعة المعجل واللجين يتبين أنها ممارسة لحقوق المساهمين التي كرسها نظام الشركات القديم ولم يتم استحداثها في نظام الشركات الجديد ولم تضيفها لوائح هيئة السوق المالية التنفيذية. هذا يقود إلى القول أن آليات الممارسة كانت موجودة منذ زمن ولكن لم يتم اللجوء لها. وعليه، يمكن استبعاد التطور التشريعي والتنظيمي كأحد أسباب ممارسة المساهمين لحقوقهم، على الأقل في حالتي هاتين الشركتين.
مشاركة مساهمي الشركتين، في نهاية المطاف، رفعت سقف التوقعات على أمل أن تتكرر التجربة في شركات أخرى. في حقيقة الأمر، ليس هناك ما يضمن التكرار ولكن هذه التطورات يفترض أنها تشجع مساهمين الشركات المدرجة على المشاركة وممارسة الحقوق.
خاص_الفابيتا
اتوقع ستتكرر بحول الله في انابيب العربية نماء صناعة الورق دار الاركان الكابلات بشرط تحرك المساهمين والتصويت بكل حرص واهتمام على بنود الجمعية والمطالبة بعزل المجالس الغير مقنعة