يشتكي الطلبة من مواد الاقتصاد، وما من صعوبة فيه. فهو دراسة منطقية لسلوك الإنسان والمجتمعات في السوق. والصعوبة، إنما تأتي من التصورات الخاطئة المسبقة في ذهن المتلقي الذي يؤول الكلام ويفهمه على تصوره المسبق لا على ما يسمعه أو يقرأه.
فأول ما ينبغي للمتلقي أن يتلقى العلوم الاقتصادية كما يتلقى الفيزياء والطب والكيمياء. فيعزل المفاهيم الدينية والسياسية والاجتماعية. فالدين من عند الله والمجتمعات من خلقه، والسوق من خلقه وتجري فيها سننه الكونية.
فالنظريات الاقتصادية الحديثة كلها مشاهدات واقعية ترجمت لنماذج اقتصادية، ثم أثبتت علاقاتها بالرياضيات. وما أثبت رياضيًا فمنطقه صحيح، فبالرياضيات صعدنا الفضاء وتحدثنا عبر الإنترنت واللا سلكي. وأما ما تحدث من نكسات هنا وهناك تقوم بعدها أقوى وتصحح أخطاءها، فالعبرة في النتيجة والاتجاه العام، فالنكسات أيضًا من سنن الله كما هُزم المسلمون في أحد وجاعوا في عهد النبوة وفي عهد الفاروق وكما اقتتلوا بينهم.
والاقتصاد الحقيقي الحديث هو نظرية اقتصادية محضة سلمت تنظيراتها للانصياع لسنن الله الكونية فلم تعاندها. فمبدأها هو حرية السوق التي يمثلها حرية الأسعار بشرط حرية المنافسة.
فمتى تحقق هذا توفرت السلع بسعر التكلفة فلا ربح ظالم لتاجر ولا إسراف من مستهلك بسبب تقديم سلعة له لا يقدر ثمنها. وبهذا يتم استغلال الموارد الاقتصادية المحدودة أمثل استغلال، لحرص المتنافسين على رفع كفاءة الإنتاج بأقل كلفة، ليحققوا الأرباح. وهذا مبدأ معروف من قديم وقد أمر عليه السلام به حين رفض التدخل في السوق فرفض التسعير، فقال: إن المسعر هو الله.
وأمر بتحقيق المنافسة فحرم عليه السلام تلقي الركبان. ولذا منع الاقتصاد الحديث التدخل الحكومي. فالعدل كل العدل في السعر العادل، والاستغلال الأمثل للموارد في حرية الأسعار والمنافسة. فالسوق تحكمه الأسعار والأسعار تحكمها الكلفة. فكل زيادة مصطنعة في الكلفة يمكن للدولة منعها فيجب أن تمنعه، كمنع الاحتكار والامتيازات والضرائب، وهذه كلها قد وافقت الأوامر النبوية.
وكذلك منع كل تخفيض مصطنع للكلفة. فهو لن يكون مجانًا، بل على حساب طرف من أطراف المجتمع ليسرف طرف آخر بحصوله على مورد اقتصادي لا يقدر ثمنه. وقد أمر الإسلام بالعدل مع الغني والفقير، فلم تنحاز الرأسمالية للتجار ولا للحكومات ولا للشعب بل لما يحقق المثالية الاستغلالية للسوق وبهذا يتحقق تعظيم اقتصاد المجتمع كله. ولهذا منع الاقتصاد الحديث الإعانات الإسرافية وأقر الإعانات التي تعظم الإنتاج وبالتالي الأرباح.
فالاقتصاد الحر، لم يمنع التعاون والصدقات والإحسان، بل منع تدخلها في السعر العادل، فعزلها عن الاقتصاد بعزل السياسة الحكومية عنها وعن الاتجار بها في السوق.
نقلا عن الجزيرة
الاسلام امر بالعدل بين الناس ... التاجر له الحق ان يكسب ويربح وينمو ولكن ايضا المستهلك من حقه ان يحصل على سلعه بسعر مناسب يناسب دخله ... يقال ( التاجر فاجر ... الا من رحم الله وقليل ماهم ! ) اذا ترك له الحبل على الغارب فانه سيفجر بالناس ويحتكر ويفعل كل الموبقات من اجل ان يعظم ارباحه ولايهمه الناس عاشوا ام هلكوا !!... لذا لزاما على الدوله ايدها الله ان تلعب دور الموازنه بين الطرفين التاجر والمستهلك ... لاتسمح بالاحتكار ولا بالغش ولا التدليس ولا التزوير .... تضع من الانظمه والتشريعات مايمنع الاحتكار والتلاعب والغش وان تكون هناك عقوبات رادعه ( حقيقيه ) للتاجر لكي يفكر الف مره قبل الغش والاحتكار والتلاعب ... وبهذا تستقيم حياة الناس ... والله اعلى واعلم.
مقال رائع لكن يبدو لي ان وراء المال رساله مبطنه لم تظهربشكل واضح
الله العالم أنه يقصد حساب المواطن !!!
حرية الأسواق وأنها توازن نفسها بنفسها ورفع الدعم وخصخصة القطاع العام ، هو ما أعتمدته نظرية فريدمان .. فإذا لم يتم تكييف هذه النظرية بحسب وضع كل إقتصاد وخصوصيته فالنتيجة زيادة أسعار السلع والبطالة ومعدلات الفقر ، خدمة لزيادة ثراء الأغنياء ..!!
عزل الحكومة يبدأ من بيع اسهمها في الكهرباء وسابك والاتصالات والبنوك . لا يجتمع خصخصة وحب تملك من الحكومة !
في أجازتي الأخيرة في مصر وجدت أحد محلات الفيديو جيم يقوم بعماليات دعاية شديدة لإنه الاول في المنطقة الذي يوفر أجهزة بلاي ستيشن 3 .... كانت هذه العملية تتم بعد مرور عام كامل على نزول بلاي ستيشن 4 للأسواق ... ولكن ظل بلاي ستشين 2 هو المسيطر في منطقتي .... وللأسف ذات الوضع يتكرر في المنطقة العربية ككل .... فبعد أن فشلت نظريات تماما أو على الاقل فشلت في تحقيق ما وعدت به .... نجدها تسوق نفسها عربيا وكأننا سنعيد إختراع العجلة ... الرأسمالية وقواعد السوق الحر فشلت تماما في النجاح في العالم ... او على الاقل فشلت في تحقيق ما وعدت به .... الآن تسوق الرأسمالية نفسها على أنها أفضل الحلول السيئة المتاحة .... الرأسمالية تقول أنا السبيل للإقتراب من العدل خطوة او إثنان ... والآن يسوق لها الكتاب العرب أنها السبيل للعدل المطلق كما أمر به الله وأن الرسول كان أول رأسمالي في العالم .. وربما نجد غدا من يتحدث عن الرأسمالية في حلقات الاعجاز العلمي في القرآن والسنة .... الرأسمالية فاشلة ... الرأسمالية تفقر الشعوب .... أكثر الشعوب رفاهية ( وليس أقوى الدول ) هي الشعوب التي جحمت من الرأسمالية وقواعد السوق الحر وأدخلت الدولة كعامل قوي في كثير من الأحيان .... فنلندا مثلا الاولى في العالم في التعليم وتسيطر الدولة على نظام التعليم بصرامة في الوقت الذي تعاني فيه المدارس الامريكية من قواعد السوق الحر ... لو أردتم أن تبيعوا لنا اختراعات الغرب الفاشلة فبيعوها لنا ولكن بيعوا لنا حقيقتها بعدما خبرها العالم ولا تبيعوا لنا التوقعات المستهدفة منها والتي لم تصيب ولا مرة واحدة