استطاعت القاهرة بعد طول انتظار الحصول على موافقة صندوق النقد الدولي بمنحها قرض (الإنقاذ) البالغ (12 مليار دولار) بعدما قام المركزي المصري بتوفير تمويلات اجنبية بـ 6 مليارات دولار، واتخذت الحكومة مجموعة من الاجراءات الجريئة و (المؤلمة) لقطاع كبير وكبير جداً من المواطنين، كتحرير سعر الصرف وخفض دعم الطاقة ورفع الضرائب والذي تمثل في فرض ضريبة القيمة المضافة، والتي كان قد تطلبها الصندوق للموافقة على القرض.
هذه الاجراءات والتدابير وما قد يتبعها من اجراءات جديدة قد تكون أكثر ألماً، تفرض تساؤلاً هاماً حول مدى قدرة الحكومة المصرية في استغلال تلك الفرصة لإعادة الاستقرار للاقتصاد المصري المترنح واخراجه من عنق الزجاجة ؟!
بدايةً، موافقة الصندوق الذي يضم 189 دولة هم اعضاؤه، تعد بمثابة اعترافاً ضمنياً أمام المجتمع الدولي في قدرة الاقتصاد المصري التعافي من جديد، وهو الامر الذي تحتاج الحكومة المصرية تسويقه بشكل جيد لجذب الاستثمارات الاجنبيه المباشرة وغير المباشرة، والمتنافرة منذ اندلاع ثورة يناير 2011، في ظل عدم الاستقرار الامني والسياسي والاقتصادي للبلاد.
فلا سيما أن عودة الاستثمارات الأجنبية في البلاد سيدفع وبلا ادنى شك عجلة الاقتصاد إلى الأمام وستعمل ايضاً على توفير الكثير من فرص العمل، لكن كل هذا يحتاج إلى سياسات واضحة ومراقبة فعالة من اجل تحسين مناخ الاستثمار، كالقضاء على البيروقراطية التي طالما بقيت عائقاً أمام اي استثمار سواء محلياً كان او خارجياً ( واتخذ المجلس الاعلى للاستثمار 17 قراراً لجذب وتهيئة مناخ الاستثمار)، نأمل ان يتم ترجمتها على أرض الواقع.. فهل ياترى ستنجح ؟
وفيما يلي توضيح تطور لصافي التدفقات النقدية الوافدة لمصر، كما وضحها البنك الدولي :
التحدي الثاني، وهو العملة الاجنبية وما ادراك ما العملة الاجنبية التي اصبحت سلعة يتداولها ويضارب عليها قطاع كبير في ظل غياب الرقابة، في الوقت الذي تقلصت فيه موارد الدولار كقناة السويس والسياحة التي تراجعت بشكل كبير منذ احتجاجات يناير 2011، و تحويلات المصريين التي اتجه معظمها للسوق السوداء ..
ومصر تستورد بأكثر 75 مليار دولار، في حين انها تصدر بحوالي 20 مليار دولار فقط.. وفي ظل تقلص موارد الدولار الاخرى سيظل العجز موجوداً والازمة ستزداد تفاقماً، ما لم تقم الحكومة بتنمية حقيقة لموارد العملة الصعبة .. فهل ياترى ستنجح ؟
وفيما يلي تطور حجم الصادرات والواردات:
والتعويضات الاخيرة التي استعادها الجنيه من خسائره (وليس زيادة مكاسبه كما يطلق عليها أخرون ) امام الدولار فور الموافقة على القرض، يجب ألا ننخدع فيها (وصل إلى 15 بعد ان تجاوز الـ 18 جنيهاً بالبنوك الرسمية) لان ذلك رد فعل مؤقت ليس إلا، ولن تستمر ما لم يتم تنفيذ خطط واضحة على ارض الواقع لاستعادة الثقة في الاقتصاد المصري، وإلا كانت قد انقذته مليارات الخليج (من 2011 وحتى 2016 حصلت القاهرة على منح من السعودية = 8 / الامارات = 6 / الكويت =5 / قطر = 8 / ليبيا = 2 )..
تحديات كبيرة وكبيرة جداً يواجهها طرفي اللعبة (الحكومة والشعب)، الاولى باتخاذها اجراءات جريئة وقدرتها في تنفيذها ورقابتها بشكل يضمن نجاحها بما يخدم الوطن والمواطن، والثاني شعب قد يعاني ويعاني كثيراً منتظراً نهاية لمسلسل يأمل ان تكون نهايته قد اقتربت...
فمصر تمتلك بإمكاناتها الهائلة، من حيث الايدي العاملة، وحجم سوقها الكبير، وموقعها الجغرافي المميز، واكتشافاتها الجديدة، وكونها احد اهم الوجهات السياحية، ليس بعيداً عليها ان تعود كواحدة من اهم و اقوى الاقتصاديات بالمنطقة، فقط اذا قام عليها رجالٌ مخلصون اكفاء يقدرون هذا الوطن ..
حفظ الله مصر ..خاص_الفابيتا
مشكله المصريون انهم احسن ناس وفي نفس الوقت مافيه غلابه في الكون كله الا هما هنا تكمن المشكله
أهم حاجة استغلال القرض بشكل سليم، ويكون في رقابة مالية مشددة (يعني نعرف الفلوس رايحه فين وهنعمل ايه بيها) ويكون في دراسة سليمة لأهم المشاريع اللي يحتاجها الاقتصاد لدفع العجلة لقدام
شكرا زميلنا الفاضل ا/ حجاج..وبالفعل توجد خطة إعادة هيكلة للاقتصاد بتدابير (مؤلمة وقاسية) ووافق عليها الصندوق وإلا ما اعطى القاهرة القرض وسيراقب تطورها بإستمرار وإلا ما قسم القرض على دفعات .. وفي رأيي لو كانت مليارات الأشقاء في الخليج تحت رقابة الصندوق وبخطة واضحة كانت أظهرت تطورا كبيرا....وسيظل الجنيه تحت الضغط للأسف حتى يتوازن سوق العملة الصعبة لأن البنوك للأسف تتحرك في اتجاه واحد وهو الشراء للدولار ولا وجود لبيع حر ..هذه الخطوة هامة جدا واعتقد يمكن تحقيقها مع وصول استثمارات خارجية بعد موافقة القرض لكن ليس بشكل آني لأن الصناديق العالمية ترى ان هناك طلب يتراوح بين 9 مليارات إلى 11 مليار دولار يجب استيفائه كي تدخل مصر لماذا؟؟ حتى يستقر سعر الصرف ويقل تذبذبه..ومن المعلوم ان القاعدة الذهبية لأى مستثمر هي التفكير في كيفية الخروج من أي سوق وسهولة ذلك قبل التفكير في الدخول وبساطته.
ما شاء الله عليك استاذ حجاج ولكن بعد كل هذه القرارات الجيدة لن تتحرك العجلة الي الامام الا في وجود رقابة قوية من قبل الدولة ما فائدة القانون او القرار الجديد ولا توجد اي رقابة علي تنفيذه ارجو من الله ان يصلح حال هذه الامه
ارى انه الحكومة بعد تعويم الجنيه سوف تنتظر "سعر توازني" لتثبيت سعر الجنيه فى مقابل الدولار وهذا السعر التوازني لن يحدث، حيث نواجه أزمة هيكلية فى الاقتصاد من جانب، وفجوات تمويلية ودولارية واسعة من جانب أخر.. فما هو إلا سراب وستظل الأزمة قائمة، وهو ما لا نتمناه :) - اعتقادي انه كما ذكرت ما هو إلا حل وقتي على مدي قريب وفقط ليس إلا.. فى ظل عدوم وجود رؤية واضحه ناهيك عن التخبط والوعود الكاذبه ... وهنا فى سياق النقاش حول "الإقتصاد المصري" وما يخصه لن نستطيع أن نغض الطرف عن الأحوال السياسية والوعود الرئاسية التي لم تحدث، منها على سبيل المثال فقط لا الحصر: انه لن يتم رفع الدعم إلا بعد إغناء الشعب أولا، فتلك القرارات الأخيرة تعالج العرض وليس المرض.. فالاصلاحات الهيكيلية لبنية الاقتصاد المصري لا نرى لها رؤية واضحه من جانب الرئاسه او الحكومة حتى الآن. * يسرقون رغيفك .. ثم يعطونك منه كِسرة .. ثم يأمرونك أن تشكرهم على كرمهم .. يالوقاحتهم !! *
12مليار على مدى ثلاث سنوات تعتبر كقطرة في بحر ومفعولها معنوي ونفسي وتسويقي ودعائي للمستثمرين فقط، وأما من يقول انهم وافقوا لثقتهم في اقتصاد مصر والقائمين عليه فهذا غير صحيح، ولكنه العالم بأسره سيدفع ثمن اكثر لو تركوا مصر لمصيرها، تحياتي للجميع وحفظ الله مصر وأهلها.
يابو حسن، الوضع صعب جدا، الحكومة مطنشة التنمية، لم تستفد من ال 64 مليارا التي استلمتها سابقا ، فكيف بمبلغ بسيط مثل ال 12 مليار، الله يعينكم
لا يوجد عبر التاريخ حكم انقلابي نجح في النهوض بالدولة من جديد .. مصر لم تصل إلى القاع بعد .. ما زال للسقوط بقية ..
من يقود اَي بلد هل الاقتصاد هو القاءد ام السياسه هي إلقاءه ؟
بالتأكيد الاقتصاد يقود السياسة وبالتالي يقود البلد وتوجهاتها ..