الطاقة النظيفة وصلت !

03/05/2016 1
راكان الفريدي

أصبحت الدول المتقدمة تولي المحافظة على بيئة كوكب الأرض أهمية  قصوى، لتخلف للأجيال القادمة على الأقل سيرة طيبة عن جيل سبقهم كان يتجه إلى تدمير كوكبهم بسبب الجشع أولاً وثانياً بسبب الغباء المتوارث، وليس الإنسان هو المتضرر الوحيد الأن ومستقبلاً بل وصل أمر التلوث إلى جميع المخلوقات الحية على الكوكب.

فعندما يعمل العلماء ليلاً نهاراً للبحث عن بديل للطاقة الإحفورية التي توشك على تغيير طريقة العيش لمليارات البشر وإلى الأسوأ طبعاً، هو عمل يجب أن يدعم ويجب أن تتبناه الحكومات بكل جدية وتمنحه كافة الدعم والتسهيلات الممكنة.

بدأت كثير من الدول بالوصول إلى نتائج مذهلة بعد عمل أستمر لسنوات وبدأ الأن وقت التغيير والشروع في العمل الجماعي للإستغناء التام عن الطاقة الإحفورية، وبدأت ألمانيا وهي واحدة من الدول المتقدمة في مجال التكنولوجيا بتبني سياسات تشجع مواطنيها على التحول للطاقة النظيفة والمتجددة ، ومن ضمن ما أعلنت عنه ألمانيا في هذا الصدد توزيع مكافآت على كل من يشتري سيارة كهربائية وذلك بواقع 4 آلاف يورو، وهي طريقة ممتازة حتى ولو لم يشتري الشخص هذا النوع من السيارات فقد وصلت إليه الفكرة والمغزى منها على أقل الأحوال.

أما في هولندا فيسعى البرلمان لإصدار قانون يمنع دخول السيارات التي تعمل على مشتقات البترول بحلول عام 2020، وهذا التوجه تنظر إليه أغلب دول العالم بإهتمام بالغ، لأنه ينذر بتغير جذري سيحصل خلال فترات بسيطة مقبلة.

وكانت لبعض الدول طريقة أخرى لتشجيع مواطنيها على التحول للطاقة النظيفة والمتجددة بأقل الخسائر الممكنة وذلك عن طريق تقديم قروض ميسرة بدون فوائد لتركيب أنظمة تعتمد على الطاقة الشمسية على أسطح المنازل لتوليد الكهرباء مع صيانة مجانية لعشرات السنين.

خلاصة القول أن التغيير قادم بل وصل مبكراً حتى ولو كان بسيطأ في بدايته والإعتماد على الطاقة النظيفة أصبح مطلباً ملحاً، ومن المعروف أن البشر يستجيبون للتغير ببطء شديد، لذلك من الضروري البدأ في توعية شاملة تكشف الفوائد الكبيرة للتحول للطاقة النظيفة وأهمها تلك التي تحافظ على صحة المخلوقات في كوكب يعاني منذ عقود إرتفاعاً متواصلاً بمعدلات التلوث.