تتجه الكثير من الشركات في الإقتصادات الكبرى لأتمتة العديد من الوظائف التي يشغلها العنصر البشري وهو الأمر الذي سيولد نوع جديد من البطالة يحتاج لسياسات مبتكرة لمحاصرته ووفقاً لأحدث الدراسات فإن الأتمتة ستستحوذ على 30% من الوظائف في العالم بحلول العام 2030 وسيفقد مايقارب الـ 800 مليون عامل وظيفته التقليدية.
وتعتبر هذه التحولات بنظر العديد من الشركات ممتازة لحد كبير كونها ستخفض تكاليف التشغيل وتضاعف ساعات العمل وهو الأمر الذي سيدعم عوائدها وأرباحها، وبالتالي سيصبح الطلب على هذه التقنيات في إزدياد ملحوظ وسيدخل في هذه التحولات تبعاً وبكل تأكيد الشركات الأقل حجماً والحكومات وما يرتبط بها، وبعد كل هذه التحولات المستقبيلة سيصبح الوضع رمادياً بين من يتوقع تغيرات كبيرة على نوعية الوظائف البشرية المطلوبة وبقائها بنفس معدلاتها وبين من يرى فيها مشكلة كبيرة ستخلق تحدياً كبيراً لكثير من الدول، فبرر من يرى أن الأتمتة غير مؤثرة على الوظائف الحالية وأن الوظائف ستتوفر بنفس وتيرتها الحالية ولكن ستتغيرنوعيتها لتخدم هذا التوجه الجديد في معظم قطاعات الإقتصاد، أما عن نوعيتها فهي لن تكون بأي شكل من الأشكال تقليدية مثل السائدة حالياً.
ومن هذا المنطلق فلابد لنا كإقتصاد واعد يسير حسب رؤية دقيقة وكبيرة هدفها تغيير خريطة العالم الإقتصادية من وضع الترتيبات المناسبة والمحكمة لمواجهة هذه التغيرات التي بدأت بالظهور وبقوة، فمؤخراً شاهدنا مطعماً في إحدى الدول الأسيوية تديره روبوتات ومقهى يقدم أنواع عديدة من المشروبات بواسطتها وما تسعى إليه شركة ضخمة مثل أمازون لرفع نسبة الأتمتة لديها بشكل كبير، فأن نبقى مشاهدين أو مندهشين من هذه التحولات لن يضيف لنا سوى المتاعب في المستقبل، فمن الإجراءات التي يجب تنفيذها بشكل عاجل هي تغيير نمط التعليم التقليدي والتحول إلى نوعية تعليم جديدة تعتمد بشكل أكبر على إفراز فنيين في مجال التقنية وفي مجالات البرمجة وما يتبعها وصناعة التكنولوجيا الحديثة التي تحاكي ما تحتاجه أسواق العمل في السنوات المقبلة، أيضاً تدريب من هم على رأس العمل على هذه التحولات وحثهم على التكيف مع المهن الجديدة وهي مسؤولية القطاعين العام والخاص بشكل أكبر كمساهمة مباشرة في التنمية، كذلك تقترح بعض المنظمات لمواجهة هذه الطفرة المقبلة كإسعاف أولي بفرض الضرائب على الشركات التي تحولت بشكل كبير للأتمتة كنوع من التعويض للعاطلين وخلق فرص عمل جديدة في مجالات تردف هذه التغيرات، والحلول لمواجهة هذه التحولات كثيرة ومفيدة إذا كانت في توقيتها المناسب فقط ومن خلال إقتصاد ديناميكي فعال متناغم مع كل جديد.
خاص_الفابيتا