أوضحت في مقال الأسبوع الماضي كيف أن الأسلوب الخاطئ الذي خُصصت به شركة الاتصالات السعودية تسبَّب في وأد برنامج التخصيص في المملكة، والذي يبدو جلياً منذ توقف هذا البرنامج منذ ذلك الحين حتى الآن.
وتكمن المشكلة في أننا لم نستوعب أن التخصيص الحقيقي يتصف بالقسوة، خاصة في حق العاملين في الجهة المستهدفة بالتخصيص.
وعلى سبيل المثال، عندما أخضعت الخطوط الجوية البريطانية لبرنامج تخصيص خفض عدد العاملين فيها في المرحلة قبل التخصيص من 56 ألف موظف إلى 39 ألف موظف فقط، أي أن 17 ألف موظف فقدوا عملهم بهدف ضمان تحولها إلى جهاز قابل لأن يخصص. وفي ضوء كل ذلك فإن أسلوب التخصيص الذي طُبق في البلدان الأخرى غير مناسب لنا؛ ونحن بحاجة إلى أسلوب أكثر تواؤماً مع واقعنا.
أسلوب التخصيص المناسب لنا هو ألا نحاول تخصيص الجهاز الحكومي المقدِّم للخدمة بشكل مباشر، وإنما بطريقة غير مباشرة، من خلال إنشاء جهاز موازٍ، يخضع منذ يومه الأول لمعايير الربحية والتوظيف في القطاع الخاص؛ فيتقدم موظفو الجهاز الحكومي الحالي لفرص العمل المتاحة في الجهاز الجديد، مثلهم مثل غيرهم، ومن يتم قبوله منهم للعمل في الجهاز الجديد ينتقل إليه، أما بقية العاملين فينقلون إلى ملاك وزارة الخدمة المدنية؛ لتتولى نقلهم إلى جهات حكومية أخرى.
وبهذا الأسلوب نكون قد تفادينا اتخاذ قرارات قاسية بحق من لا يحتاج إليهم الجهاز الجديد من موظفي الجهاز السابق، وفي الوقت نفسه حمينا الجهاز الجديد من إثقال كاهله بموظفين لا حاجة له بهم؛ فترتفع تكاليفه بصورة تجعل تخصيصه مستحيلاً.
أي أنه حل متوازن وواقعي، يضمن تحقيق هدف رفع الكفاءة في القطاعات الخدمية القابلة للتخصيص، دون تحميل العاملين في تلك الأجهزة عبء ذلك كما حدث في البلدان الأخرى التي نفّذت برامج تخصيص ناجحة، لكنها قاسية بحق العاملين بصورة تجعلها غير ملائمة لحالة المملكة.
من جانب آخر، فنحن قد ارتكبنا خطأً جسيماً بتركنا للأجهزة الحكومية المرشحة للتخصيص مسؤولية تحضير نفسها للتخصيص؛ إذ تسبب ذلك في تضارب حاد في المصالح، كما نتج منه إيكال مهمة إدارة هذه العملية لمن لا يملك أدنى خبرة في ذلك؛ فحدثت تجاوزات وأخطاء، بما في ذلك مبالغات هائلة في التكلفة التشغيلية، وفي مخصصات العاملين، بصورة تجعل الانتقال إلى مرحلة التخصيص الفعلي أمراً مستحيلاً.
ولتفادي هذه الإشكالية الخطيرة فإنه يلزم إيجاد جهة حكومية متخصصة، تدير عملية التخصيص في الأجهزة الحكومية كافة في استقلالية تامة عن الأجهزة المستهدفة بالتخصيص؛ ما يضمن عدم حدوث تجاوزات واستغلال سلبي للمرونة المالية والإدارية التي تُمنح للجهاز في فترة التحضير للتخصيص، وهو ما نراه يحدث حالياً في أجهزة حكومية عدة، يُفترض أنها الآن في المرحلة قبل التخصيص، بينما هي في الواقع أبعد ما تكون عن ذلك نتيجة تجاوزات ومبالغات هذه المرحلة.
نقلا عن الجزيرة
فكر جميل يادكتور ....لكنك اشرت الى تضارب المصالح .....البلد برمته يعاني من تضارب المصالح ....معظم كياانات الدولة تعاني من تضارب المصالح
تخصيص قطاع الاتصالات وليس بيع شركة الاتصالات السعودية في وقت د. السويل كان سبب لوجود منافسة حقيقية في القطاع ولعل شراسة المنافسة بالاضافة لسوء الادارة كانت سبب لتدهور بعض شركات القطاع. لا تنسى قيمة الرخص التي دخلت للدولة من منح الامتياز وكذلك الرسوم السنوية المفروضة على الايرادات لجميع الشركات في القطاع ويقابل ذلك تطور الخدمة بشكل مذهل وخصوصا لمن عايش ايام ما قبل التخصيص وبيع الارقام والموظفين الذين يطلع لبيته رقم ويبعيه بعشرين الف ريال. المشكلة الحالية والتي تتحث عنها في المقال هو عن وضع شركة الاتصالات من يوم بيعها وعدم تخلي الحكومة عن الـ 70 % من اسهمها مما رسخ الاعتقاد انها شركة حكومية والموظفين الذين كانوا يبيعون الخطوط استلموا الاداراة وعليها قيس النتيجة. تحياتي
اتوقع ان تغيير الملكية هو الطريقة الاولى لتغيير الادارة وليس تصنع دور القطاع الخاص من موظفي الشركات الحكومية ( سابك - الكهرباء - المياه الوطنية ) بأخذ المزايا وتحسن طفيف في الخدمة المقدمة. تحريروتخصيص القطاع يكون بوجود عدة شركات متنافسة بشرف وبجودة محكمة من المشرع للقطاع وليس بوجود الشركة الوحيدة في قطاعها في سوق الاسهم وهو المفهوم لدى العامة وقد يكون نفسه لدى المشرع. اين تخصيص قطاع الكهرباء الذي توقف في اخر لحظة بسبب مدير الشركة القادم من شركة حكومية ( ارامكو) واين دور المشرع للقطاع ؟. شركة المياه الوطنية مشكلتها اكبر فهي شركة وحيدة في قطاعها ولم نرى اي توجه لعمل تخصيص للقطاع ولو على استحياء ولعل الفواتير القادمة التى ارتفعت 1000% تصحي النائم !
الدكتور يقترح طريقة طبقت بالفعل فى قطر ففى قطر اصبحت هناك هيئات بدلا من الوزارات تقوم بتقديم الخدمة وهذه الهيئات طريقة عملها تشبه طريقة طريقة عمل القطاع الخاص