الطيار.. لماذا قبل 24 ساعة فقط من انطلاقة الاكتتاب؟

21/02/2010 4
محمد أبو مليح

أعلنت هيئة  السوق المالية السعودية أمس "عن موافقتها على طلب مجموعة الطيار للسفر ايقاف عملية الطرح العام لاسهمها وذلك لعدم اكتمال عملية بناء سجل الاوامر من قبل المؤسسات المكتتبة وفقاً للنسب المحددة في نشرة الاصدار."، وذلك قبل بدء الاكتتاب على أسهم المجموعة بحوالي 24 ساعة، حيث كان من المقررأن يبدا الاكتتاب غدا الاثنين الموافق 22 فبراير 2010.

وبعيدا عن الأسباب التي جعلت الشركة تطلب إيقاف الاكتتاب وما قاله الرئيس التنفيذي للشركة الدكتور ناصر الطيار من أن إجازة الربيع هي السبب وراء عدم تغطية الاكتتاب من قبل المؤسسات المالية، حيث وفي رأيه "لم يكن لديهم وقت كاف لدراسة بياناتنا المالية"، بعيدا عن هذه الأمور وما إذا كانت منطقية أم لا.

فالأمر الذي لفت انتباهي في هذا الموضوع هو: لماذا أعلنت الهيئة عن إيقاف الاكتتاب قبل 24 ساعة فقط من انطلاقة الاكتتاب، وهل هذا المدة كافية ليعيد المستثمرون ترتيب أوراقهم مرة أخرى، ومن يعوض من خسر من هؤلاء؟

من المعروف أن الشعب السعودي عنده شغف وعشق للاكتتابات، ومن الطبيعي أن الكثيرين يستعدون عندما يسمعون عن تاريخ بدء اكتتاب قبله بمدة كافية، فمنهم من يؤجل دخوله في مشروع كان ينوي الدخول فيه، حيث إن الاكتتاب عادة يكون ربحيته عالية خاصة إذا باع في أول يوم، ومنهم من تصرف في أسهم كانت معه حتى يدخل بها الاكتتاب، وغير ذلك، فكل واحد من الناس له ترتيباته الخاصة.

ولذلك أتساءل لماذا لم تعلن الشركة عن طلب إيقاف الاكتتاب قبل ذلك، مع العلم بأنها قد نظمت جلسة عمل يوم  6 فبراير 2010م لمناقشة استفسارات المؤسسات بخصوص الشركة واكتتابها العام والتي تعد جزء من عملية بناء سجل الأوامر التي ستتم بالتعاون مع شركة مورغان ستانلي السعودية المستشار المالي ومدير سجل الاكتتاب ومتعهد التغطية الرئيسى للإكتتاب العام بالإضافة إلى حضور ممثل هيئة السوق المالية إلى الجلسة، وأشارت إلى أن الدعوة وجهت إلى جميع الصناديق الاستثمارية والمؤسسات المالية المرخصة في المملكة من قبل هيئة السوق المالية لإطلاعهم على تفاصيل استراتيجية الشركة ونشاطاتها تمهيداً لطرح أسهم الشركة للاكتتاب العام.

فهل الهيئات أو المؤسسات لم تفصح عن نيتها كل تلك الفترة، أو لم يعلم مدير الاكتتاب بهذا؟ أم كان مدير الاكتتاب ينتظر أن يتم تغطية الاكتتاب من قبل المؤسسات في آخر يوم؟ وإذا كانت عطلة الربيع فعلا هي السبب فهل مدير الاكتتاب لم يكن يعلم أن عطلة الربيع في هذا الوقت؟

أما إذا كانت هناك أمور خفية تبرر ما قامت به الشركة والسوق فلماذا لم يتم الإعلان عنها، ويتركوا الناس للشائعات؟ وماذا ستفعل هيئة سوق المال حيال هذا الأمر، هل ستضع ضوابط وشروط بحيث يشعر المستثمرون بأنها تقف بجانبهم أم أن الأمر سيمر مرور الكرام؟

كل هذه أسئلة نتمنى أن يوجد لها إجايات خلال الأيام القادمة.