علاوة الإصدار: مشكلة تقييم أم مشكلة سلوك!

31/05/2015 6
عبدالله عبدالعزيز المحمود

تختلف آليات التقييم للأسهم والشركات المذكورةُ في كتب المالية، والتي يمكن توزيعها بشكل عام على ثلاث مجموعات: التقييم باستخدام أصول الشركة، أو التقييم باستخدام العوائد والأرباح، أو التقييم باستخدام التدفقات النقدية المتوقعة. ولست هنا بمقام عرض وتحليل ما يندرج تحت كل مجموعة، وما هي مميزات وعيوب كل نوع.

التقييم علم وفن صعب (كما قال الملوينير الأمريكي الشهير وارن بفت)، فهو يعتمد على قدرة المحلل على استخدام المعادلات الرياضية وتطبيقها على الواقع، وكذلك قدرته على الحكم على سلامة القوائم المالية؛ وأخذ الحيطة والحذر من المبالغة في بعض الأرقام، وقدرته على "قراءة ما بين الأرقام" (مصطلح جميل استخدمه الدكتور فهد الحويماني)، وقدرته على الحكم على وضع الشركة، والتنبؤ بمستقبلها، ومستقبل الخدمات أوالسلع التي تقدمها الشركة، ووضع ومستقبل الأسواق التي تتعامل فيها.

عندما ترغب أي شركة في إدراج أسهمها في السوق فإنه لا بد من تقييمها، ثم بيع جزء محدد للمساهمين الجدد بعلاوة إصدار – غالبا ما تُتهم بأنها مُبالغ فيها - أو أن يتم إدخال المساهمين الجدد بحصص إضافية. في طريقة البيع، تذهب المبالغ للمساهمين البائعين، وفي طريقة الإدخال تذهب المبالغ للشركة.

يبقى السؤال: من يملك صلاحية التقييم؟ وصلاحية الموافقة على الإدراج بالقيمة الزائدة عن القيمة الاسمية؟

هيئة السوق المالية لديها صلاحيات واسعة لحماية السوق والمتعاملين فيها، وعليها واجب تطوير الأسواق المالية، ومنها سوق الأسهم. ومن هذا المنطلق، تسعى الهيئة على حث الشركات المؤهلة الناجحة على الإدراج في سوق الأسهم؛ مما يساهم في زيادة عمق السوق.

وتعتمد الهيئة في هذه الإدراجات على طريقة بناء سجل الأوامر، والتي ينتقل فيها عبء التأكد من عدالة التقييم إلى مؤسسات الاستثمار المختلفة. لذا فإن هذه الشركات تحتاج إلى حوافز تدفعها للإدراج في السوق والخضوع لمتطلبات وتشريعات الهيئة.

بعض من يدرجون أسهم شركاتهم في السوق، يرون فيه مكاناً لبيع جزء من شركاتهم بقيمة مبالغ فيها، وهذه القيمة تعوضهم عن ما دفعوه لتأسيس الشركة، وتحقق لهم أرباحاً لم تكن في الحسبان.

كما أنهم بعد عدة سنوات وبعد رفع الحظر المفروض عليهم، قد يقومون ببيع جزء آخر في السوق بأضعاف قيمة الإصدار؛ ليس لأن الشركة نمت وحققت أرباحاً ولها مستقبل، بل ببساطة لأن سوقنا غير كفء، ولا يقيم الأصول المالية بناء على ما تستحقه وبناء على المعلومات. ونظرية أو فرضية كفاءة السوق معروفة في كتب المالية، لكنها غير معروفة في سوقنا.

فالمعروف هو ما كُتب في المنتديات من توصيات مجهولة المصدر، أو توصيات يُصدرها فلان؟ والسؤال الحثيث عن المضاربين أفراداً ومجموعات، وفي أي سهم هم يضاربون الآن، وغيرها من الأمور المضللة. ختاماً، إن ما يهم المستثمرين الأفراد هو قدرتهم على بيع أسهم الاكتتاب، وتحقيق الربح، بغض النظر عن عدالة التقييم!