تعاقب "اللمت داون" بعد "اللمت أب" وتأثيره الضار على البورصة

04/05/2014 2
بشير يوسف الكحلوت

كان من تأثير موجة الارتفاعات المتتالية لمؤشرات البورصة والأسعار في الأسابيع الثلاثة الأولى من إبريل أن عَلقتُ على ذلك قائلا بأن الأمور قد خرجت عن نطاق المألوف وأن قواعد التحليل المتعارف عليها لم تعد تنطبق على ما يجري من تحركات في البورصة، ولم تعد بالتالي تصلح لتفسير ما يجري أو لبناء توقعات موثوق بها.

وعلى سبيل المثال كان سعر سهم أزدان يرتفع لأيام متتالية "لمت أب" دون أن يفهم أحد السبب وراء ذلك....

فهل هي توقعات بأرباح غير عادية في الربع الأول سترفع عائد السهم من دراهم معدودة إلى أكثر من ريالين للسهم مثلا؟؟ وبما يعدل مكرر الربح للسهم إلى مستويات طبيعية؟؟ هل هناك أخبار أو صفقات تبرر هذا الإتفاع المحموم للسهم؟.

ولم تكن هناك من إجابات على الأسئلة المطروحة، ولم نسمع من إدارة البورصة أو الهيئة ما يفيد بأنهما قد طلبتا من الشركة تبرير ما يحدث من تداول غير طبيعي على السهم يوجب هذه الارتفاعات غير المعقولة.

ولأن الأمر لم يتوقف عند سهم أزدان وإنما تعداه إلى أسهم عدة شركات أخرى-وإن بدرجة أقل -من بينها فودافون ومزايا والمناعي ودلالة وغيرها، فإنني كمحلل اعتبرت أن ما يجري قد يكون سمة لمرحلة جديدة تسببت فيها مجموعة من العوامل الإيجابية، وأن عودة القطريين الأفراد إلى البورصة بعد اكتتاب مسيعيد قد أعطت التداولات زخماً لم تشهده السوق منذ عام 2008.

وكان علينا أن ننتظر لحين صدور نتائج الربع الأول من العام لنرى ما قد تحمله من مفاجآت.كما كنا ننتظر الأول من مايو لنرى التدفق  المنتظر  من جانب المستثمرين الأجانب بعد ترفيع بورصة قطر إلى ناشئة.

 وفي حين جاءت نتائج عدد من الشركات في الربع الأول إيجابية ومرتفعة، فإن نتائج شركات أخرى كانت أقل من المتوقع، وفي مقدمتها صناعات والخليجي وودام. وجاءت نتائج بعض الشركات مثل أزدان ومسيعيد  ودلالة وملاحة ضمن المتوقع وبدون مفاجآت  وخاصة على صعيد عائد السهم الذي يحدد حجم توزيعات الأرباح في نهاية العام.

وقد تصادف في آخر أيام موجة الارتفاعات المحمومة  أن كسر المؤشر العام أعلى مستوى تاريخي له، كان قد وصله في عام 2008، وكان ذلك إيذانا بحدوث مرحلة من التصحيح والتراجع في الأسعار.

ورغم أن مثل هذا التصحيح أمر شائع ومتعارف عليه في الأسواق، إلا أن الأمر الغير صحي والغير معقول هو أن يتحول الارتفاع المتواصل "لمت أب" على سعر سهم مثل أزدان، إلى انخفاض متواصل "لمت دون".

وهنا وجد الكثير من الأفراد أنهم قد دخلوا في مصيدة لا يستطيعون الفكاك منها!!!! وخاصة من دخل إلى السوق في مرحلة متأخرة، فوجد نفسه يهبط مع تدحرج السعر دون أن تكون لديه فرصة للخروج ولو بخسارة معقولة.

فإذا كان نظام اللمت أب واللمت داون موضوع  أصلا لحماية المستثمرين من التقلبات الشديدة في الأسعار، فإنه بذلك قد بات قيداً يعوقهم عن المناورة والقدرة على التصرف.

ويزداد الموقف صعوبة في الشركات العائلية التي ترتفع فيها حصة المؤسسين سواء كانوا أفراداً أم مؤسسات.

إن حدوث مثل هذه المواقف يستدعى وجود تشريعات تلزم مثل هذه الشركات بالتعهد بتوفير مزود للسيولة لأسهمها بحيث يقوم المزود بطرح أسهم عند زيادة الطلب بشدة، وشراء الأسهم عند زيادة المعروض وانخفاض السعر بشكل غير طبيعي أو متوقع.

لقد كان من نتائج ما حصل في الأسبوع قبل الماضي أن ارتفعت الرسملة الكلية للسوق بأكثر من 60 مليار ريال في أسبوع واحد، وتجاوزت الرسملة بذلك حجم الناتج المحلي الإجمالي، وذلك قبل أن تعود وتفقد 70 مليار ريال في الأسبوع الماضي.

إن تكرار مثل هذه التقلبات السعرية الشديدة والمطبات التي يقع فيها بعض المستثمرين، في قادم الأيام قد يفقدهم الثقة في أمان وسلامة التداولات، ويضطرهم إلى الابتعاد ثانية عن البورصة بعد أن نجحت تجربة اكتتاب مسيعيد في إعادتهم إليها.

والمسؤولية مشتركة وتقع على كافة الأطراف الفاعلة من أجل تحقيق نجاح جماعي للأداء  بحيث لا يستفيد أطراف على حساب آخرين. 

ويظل ما كتبت راي شخصي يحتمل الصواب والخطأ والله جل جلاله أعلم.