حقق سوق الأسهم السعودية خلال الأسبوع المنصرم أعلى مستوى له منذ شهر نوفمبر 2015م ورغم ذلك فقد أغلق المؤشر العام على خسائر أسبوعية بلغت 221 نقطة أي بنسبة 3% وذلك بعد عمليات جني الأرباح التي طالت جميع الأسهم القيادية خاصةً تلك التي ارتفاع بشكل قوي جداً خلال الأسابيع القليلة الماضية كالبنك الأهلي ومعادن وجبل عمر لذا كان تأثيرها واضح على حركة السوق خاصة الجلسات الثلاث الأخيرة.
أما من حيث السيولة فقد بلغت للأسبوع الماضي حوالي 15.4 مليار ريال مقارنةً بنحو 26.1 مليار ريال للأسبوع الذي قبله, ولا شك أن تراجع السيولة مع المحافظة على دعم 7,100 نقطة أمر إيجابي ويشير إذا ما استمر الوضع بهذا الحال على أن الهبوط الحالي ما هو إلا تصحيح سعري وصحي لأجل أن يواصل السوق صعوده خلال الأسابيع القليلة القادمة, لكن لابد من النظر إلى العوامل الأخرى والتي يتأثر السوق بها وهي حركة أسعار النفط وفترة إعلانات الربع الثاني والتي بدأت بالفعل والتي اتوقع بشكل مجمل أن لا تكون بعيدة عن نتائج الربع الأول لكن يبقى هاجس خروج إعلانات ضعيفة نوعاً ما من القطاع البنكي هو ما سيجعل السوق تحت الضغط خلال المرحلة المقبلة.
التحليل الفني
بعد اختراق مقاومة 7,100 نقطة وتحولها إلى دعم أصبح من الضروري البقاء فوقها حتى يستمر المؤشر العام في مساره الصاعد الحالي والذي تجاوز خلال الأسبوع الماضي مقاومة 7,500 نقطة لكنه ما لبث أن عاد دونها بسيولة ضعيفة لذا من المهم مراقبة تلك المقاومة خلال الأيام القادمة لأن باختراقها سيتجه السوق نحو مقاومة 7,700 نقطة والتي تعتبر من أقوى المقاومات خلال المرحلة الحالية.
ومع الأخبار السياسية والاقتصادية المحلية والدولية المتسارعة وفي هذه المرحلة "الفنية" للسوق أجد أنه من المهم جداً جداً مراقبة الحركة الفنية للمؤشر وللشركات لأن السوق أصبح أقرب من أي وقتٍ مضى إلى إنهاء المسار الصاعد الحالي وبعدها سيبدأ مسار هابط رئيسي ربما يفقد معه السوق الكثير من قيمته السوقية لذا فالمحافظة على الأرباح والبقاء بعيداً عن الخسائر قد الإمكان هي ما يطمح إليه أي متداول ولا يكون ذلك والمستثمر بعيداً عن مراقبة السوق.
أسواق السلع الدولية
بعد أن احترم خام برنت دعم 43$ للبرميل تمكن من الصعود بشكل جيد حتى مشارف 49$ ثم بدأ بعملية تصحيحية أراها جيدة ما دام فوق 43$ لأنها تهيئ الخام لاختراق مقاومة 50$ وربما الثبات فوقها خلال بقية الشهر الحالي وهذا يأتي بعد أن اقتربت الدول التي أنتجت بشكل ملفت خلال الأشهر القليلة الماضية مثل الولايات المتحدة الأمريكية ونيجيريا وليبيا وإيران إلى أقصى قدرة إنتاجية بالإضافة إلى ارتفاع مضطرد في الطلب العالمي والذي من المتوقع أن يزداد بنحو 1.4 مليون برميل خلال النصف الثاني من هذا العام.
وتلك المؤشرات الفنية والاستراتيجية تشير إلى أن الخام موعود بالثبات فوق 50$ وهو ما سيعزز عمليات الصعود على سوق الأسهم السعودي بحول الله.
أما أسعار الذهب فلا زالت تحترم دعم 1,200$ للأونصة وهذا أمر إيجابي يعزز من السيناريو الفني الذي يشير إلى أن المعدن الأصفر سيلامس مستوى 1,580$ وربما يكون هناك دافع لهذا الأمر ربما من توترات سياسية أو تخوفات من انهيارات قادمة لأسواق المال العالمية خلال عدة أشهر من الآن كما أظهرت بعض التقارير الدولية.