في ظل التطورات المحلية والعالمية من المهم تطوير مؤسسة النقد، مما يشمل ضخ دماء جديده، وطاقات شبابيه إبداعيه وإنتاجيه، وكفاءات ومهارات بشريه عاليه.
وكما من المهم أيضاً تحويلها بشكل رسمي على المستوى المحلي والدولي إلى "المصرف السعودي المركزي" بدلا من مؤسسة النقد العربي السعودي.
وحيث أن يتم نقل المقر الرئيسي للمصرف إلى مركز الملك عبدالله المالي، أو بالقرب منه, ذلك بإنشاء برج يعانق السحاب، كأطول برج في مدينة الرياض، "كمعلم حضاري ومعماري فريد من نوعه للعاصمة السعودية" والذي سوف يمثل أهمية وثقل المصرف على المستوى الدولي.
وأن يتم منحه مزيد من الإستقلالية والمرونة مع الحفاظ على قيمة صرف العملة المحلية، وإرتباطها بالدولار الأمريكي، ذلك أن أي تصرف وتحرك يستهدف رفع قيمة الريال السعودي، أو التخلي عن الدولار والإنتقال إلى عملة أقوى، فإنه سيكون تصرف غير حميد على الإطلاق، وخطر جسيم على تنافسية الصادرات الوطنية في الأسواق الدولية، وإيضا على تنافسية جذب وإستقطاب الإستثمارات الأجنبية إلى السوق المحلي.
كما أنه تصرف يزيد من قيمة دخل وتحويلات العمالة الأجنبية إلى بلدانها ذات العملات المنخفضة، وهذا من غير الضرر الكبير على سمعة العملة الوطنية، وسلامة وإستقرار الإقتصاد المحلي، والثقه بهما عند الإقتصاديين، والإستثماريين، والمؤسسات الإقتصادية الدولية على المدى المتوسط وكذلك على المدى البعيد.
وفي حال إطلاق العملة الخليجية الموحدة يجب أن لا يرتفع سعر صرفها عن قيمة الريال السعودي أو الريال القطري، أو التخلي عن الدولار، ذلك أن الإقتصاد الخليجي إقتصاد نامي وليس لديه طاقة لتستوعب تلك التحركات، والتي لامحالة تضر بشكل مباشر على نمو وتنافسية الصادرات، ومن هدف تنويع الدخل، والإتجاه نحو إقتصاد التصنيع، وإيضا يؤثر على تنافسية البيئة الإستثمارية المحلية، خصوصا أن الأسواق العالمية تعاني من تنافسية شديدة لتنمية صادراتها الوطنية، وجذب الإستثمارات الأجنبية إليها.
كما أن هنالك دول صناعية متمسكة على بقاء صرف عملاتها منخفضة، لأنها تعطي مزيد من المزايا لصادراتها الوطنية النامية، وتنمية فرص الإستثمار والوظائف لديها.
وحيث أن السوق الخليجي صغير ولا يستوعب نمو وحجم صادرات السعودية، وايضا تركيبة الإقتصاد الخليجي ليست ناضجه إطلاقاً، ولاتتمتع بالطلب المحلي الكبير على غرار " الإقتصاد الأوروبي"، بل إقتصاد تقليدي، وذو مورد دخل واحد، وسلع وخدمات وقطاع خاص مدعوم من قبل الحكومة، ومجتمع إستهلاكي ذو إنتاج منخفض، وإقتصاد يعتمد بالكامل على التصدير إلى الأسواق الخارجية، وللأسف على سلعة واحدة ناضبة.
ويجب على المصرف المركزي السعودي تعزيز النمو الحقيقي والسليم للإقتصاد السعودي، وكما النظر إلى إنشاء مؤسسة إستثمارية منبثقة من المصرف لغرض إدارة أصول الدولة بكل كفاءة وفاعلية عالية من الإحتياطات النقدية الأجنبية.
وكذلك يجب على المصرف التعمق أكثر بالمسؤولية نحو المجتمع، والعمل على دعم رفاهية المجتمع، ومعالجة آثار التضخم قدر المستطاع عبر إنشاء جهاز إستثماري -ذو طابع إجتماعي بحت- يسعى إلى محاربة الآليات التي تنخر بالطبقه الوسطى، ويهدف إلى كبح إتساع دائرة الفقر، وتعزيز القوة الشرائيه للمواطن، ذلك أن عمل الجهاز الإستثماري أساسا يحارب ظاهرة التضخم محلياً لصالح تعزيز الطبقة الوسطى وتضييق الطبقة الدنيا، كي لايحدث خلل بين نمو الإقتصاد السعودي وقوة المواطن الشرائيه عبر أليات متميزة وحديثة.
وإيضا إنشاء مركز تابع للمصرف يختص بإعداد الدراسات والتقارير الموثوقة عن تطورات القوة الشرائية للمواطن.
وكما النظر جدياً إلى فصل مهام الإشراف والرقابة والتنظيم على قطاع التأمين، وتسليم إدارة هذا القطاع إلى هيئة معنية بذلك، بدلا من المصرف المركزي.
ومن ثم الإتجاه نحو تحويل المعهد المصرفي التابع للمصرف، إلى كلية الرياض للعلوم المالية والأعمال المصرفية – تعزز العاصمة السعودية كإحدى أهم المراكز المالية الدولية- ويجب أن تهدف الكلية إلى أن تنافس أرقى المؤسسات العلمية العالمية للعلوم المالية والأعمال المصرفية، وأن تستهدف بربط التعليم النظري بالتطبيق، وجذب البعثات الدراسية الأجنبية إليها، وكما ضخ كوادر بشرية ماهرة ذات تأهيل عالٍ في مجال الإدارة المالية والعلوم المصرفية، تلبي رغبات المؤسسات المالية والمصرفية بالعاصمة نحو التنافسية، عبر الشراكة الإستراتيجية مع مدرسة لندن للإقتصاد والعلوم السياسية، وثم إستحداث مقر رئيسي للكلية عبر إنشاء مبنى ذو تصميم معماري إبتكاري، كتحفة فنية رائعة، وواجهة حضارية وإجتماعية مميزة، تضاف للعاصمة السعودية.
أشكر جزيل الشكر كافة فريق عمل الفابيتا الكرام على نشر المقالة....... أخيكم عبدالعزيز الجميعة
ما جبت جديد .. !!!
أشكرك على المرور...
أخي الكريم انت تطالب بعدم رفع سعر الريال..... وفك الارتباط مع الدولار أمر غير وارد ... إذن ماهو الحل مع انخفاض قيمة الريال بسبب ربطه بالدولار المريض ؟! ... المواطن اهلكه الغلاء بسبب هذا الأمر ... لايكفي التفكير بان تغيير سعر صرف الريال سيضر الصادرات السعوديه ... ماذا عن معاناة المواطن بسبب هذا الأمر ؟! ... سبب الغلاء الذي اهلك الناس هو الانخفاض المستمر بقيمة الريال لارتباطه بالدولار ولم نرى حتى الآن كاتبا اقتصاديا واحدا يقدم حلا عمليا لهذه المعضلة ! ... كلهم يقولون لا. لفك الارتباط مع الدولار ... ولا لرفع سعر الريال ... إذن مالحل ؟!
رفع الرواتب... تصحيح أسعار الأراضي...
ولك تحياتي أخي الفاضل....
رفع الرواتب يحمل الدولة ما لا تطيق ويجعل رفع سعر صرف الريال مستقبلا امر صعب. الصحيح هو رفع سعر الريال مع الابقاء على الربط بالدولار لأنه الأقرب الى قيمة الريال الحقيقية. الابتعاد عن سعر الريال الحقيقي مضر على المدى البعيد ولا يمكن أن يدوم لأنه حالة غير طبيعية. والعودة لسعره الحقيقي لاحقا سيكون مكلف اكثر. بمعنى آخر ستدفع ثمن الابتعاد عن السعر الحقيقي عاجلا ام آجلا ولكل قرار ضريبته.
صباح الخير أخي مستثمر.. ردا على تعليقك الكريم من وجهة نظري أن بقاء سعر صرف العملة مع رفع الرواتب أفضل بكثير، لأنا الاول لديه تبعات كبيرة تتخلخل في مفاصل عديدة خصوصا في دولة ذات إقتصاد ريعي وذو مورد واحد متذبذب وناضب. أما لو تم زيادة أجور موظفي الدولة فرضا بنحو 50% لن تتجاوز قيمة الزيادة سنويا عن "قيمة 25 مليار دولار"، مبلغ يسير في ظل إيرادات حكومية تتجاوز إيرادات كوريا الجنوبية، وصلت إيرادات الدولة نحو 330 مليار دولار، وحصة أجور موظفي الدولة لاتتعدى عن 50 مليار دولار سنوياً. للمعلومية أخي الفاضل وفق قوانين التجارة العالمية عندما يحدث فائض ميزان تجاري لدولة ما يجب عليها فعل أحد الأمرين: أما ان ترفع قيمة عملتها لحماية التوازن التجاري العالمي، او فعل الأمر الثاني ضخ إستثمارات في البلد الذي حدث لديه عجز تجاري. والصين لديها سياسة نقدية عالية الذكاء، تحاول بشتى الطرق منع رفع قيمة عملتها ذلك أن حجم صادراتها العالمية وصلت إلى قيمة ضخمة جداً وأصبح ميزانها التجاري السنوي يفيض لديها سنويا وفق رقم كبير جداً مع عجز تجاري لدول إقتصادية كبرى مع إنكماش في إقتصاداتها وصادراتها. وتحياتي العميقة لك.
وبكل صراحة أرى أن السياسة السعودية النقدية حكيمة جداً ومميزة، وداعم رئيسي وقوي لنمو وتنمية الإقتصاد السعودي والصناعة وحجم صادرات السلع المصنعة محليا. ولكن العيب في السياسة المالية السعودية ووزارة المالية، ذلك أنها تأخذ المملكة الحبيبة إلى طريق وعر ومظلم. وكما أني تطرقت ذلك في مقالة نشرت هنا بأسم ((نحو سياسة مالية حكومية أكثر كفاءة وفاعلية)). والسلام عليكم ورحمة الله وبركاتة.
دولة مستوردة .. وتصدر فقط سلعة مقومة بالدولار .. الي يشوفنا يقول الصين ولا فيتنام لازم العملة تكون منخفضة عشان نمشي بضاعتنا او عشان مواطنينا العاملين في الخارج يضخوا عملة صعبة مثل الحاصل في الهند وتركيا .. وش عندنا نصدره غير المنتجات الأساسية !! .. يتضح لي من عدد من كتاب ألفا بيتا ادعاء الفزلكة وأنهم يعرفون سبر أغوار الأمور وإنكم ايها العامة لا تفقهون بأختيارهم لمواضيع تلخم ..
أخي الفاضل، حكومة المملكة تسعى إلى تجسيد خطتها الإستراتيجية في نقل الإقتصاد السعودي من إقتصاد ريعي إلى إقتصاد إنتاجي يعتمد على تصدير السلع والخدمات المحلية إلى الأسواق الدولية، وذلك لن يحدث إلا في إستقرار السياسة النقدية مع بقاء إرتباطها بالدولار ولكن في حال الوصول تستطيع حكومة المملكة فصل الريال عن الدولار وثم تعويم سعر العملة على حسب السوق.
المملكة كدولة لاتملك قرار فك ارتباط الريال بالدولار ولاحتى تعديل سعرة بدون موافقة الادارة الامريكية
لا ليس كذلك بل لأن المتضرر من رفع قيمة الريال هم التجار وأصحاب الحسابات المليارية في الخارج.. والحكومة لأنها ستصرف رواتب قيمتها مختلفة .. المستفيد الوحيد الموظف. .. لذلك هو قرار حكيم وينم عن حنكة وذكاء وبعد نظر ..
أخي الكريم رقع قيمة الريال هو من مصلحة الغني والتاجر درجة أولى، ذلك أن المليارات والمشاريع سوف ترتفع قيمتها عن السابق. وكما أن الإقبال سوف يزيد على بضائع التجار المستوردة الإستهلاكية، والدولة سوف تستنزف إحتياطاتها، وايضا سوف تزداد الواردات الإستهلاكية. ولكن بالمقابل المملكة سوف تكون طاردة للإستثمارات الاجنبية، وصعوبة تحقيق هدف تنويع مصادر الدخل.
اجب بصراحة، انت موظف في مؤسسة النقد؟
لا والله هههههههه
السلام عليكم شكرا للاستاذ عبدالعزيز اعتقد ان فيه امور تاخذ في الحسبان لمعالجة التضخم : اولا التضخم اصاب العالم بالكامل والسبب الرئيسي الفساد المالي في الولايات المتحدة وزيادة استخدام الادوات المالية ذات المخاطر العالية بالعامية اشبه بالمقامره واعتماد هذا النظام على النظام المالي الراس مالي والذي يتسم بالاعتماد على الائتمان بشكل كبير وعبر تلك السنوات الماضية تزداد بالونة الائتمان بشكل كبير وكما قلنا استخدام ادوات مالية في السنوات الاخيرة ذات مخاطر عالية اصاب الاقتصاد الامريكي ما يسمى الهاوية المالية وجميع الدول تتعامل بالدولار فشي طبيعي ان الدولار الي معك من احتياطيات في الدول تتاثر وكذلك تاثرت عناصر تكلفة الانتاج من اجور عمااة واجور سلع وخدمات . ثانيا سعر الريال في الوقت الحالي غير حقيقي سابقا تقوم العملة باحتياطي الذهب ثم تطور الان الى سلة العملات كم تمتلك من عملة صعبة وتطور الشي هل العملة الصعبة التي تمتلكها لاي بلد هل انها البنية التحتيه لتلك البلد وامور اخرى متعلقه بها . ثالثا اقتصادك غير منتج سلع وتمتلك نفط احتياطيات النفط تعتبر ثروه يجب ان يكون سعر الريال الحقيقي اعلى من ذلك لكن تحديدا صعب ، ويرجع الكثيرين ان ارتفاع العملة غير مجدي لان الصادرات تتاثر طيب صادرات تعتمد على ثروات طبيعيه قليله جدا تعتمد على الماء مثل الزراعة وكذلك شركات الالبان والمياه في شحوعندك ثروه اخرى اكثر لكن سوف تنضب بسبب الاستهلاك المحلي لانه رخيص الثمن وكذلك الصدير بسعر عملة مقوم بالدولار برخص هل الاجدى ان تبيع بسعر عملتك مرتفع القيمة وتبيع ثروتك بكميات اقل لتحافض على نفطك . واخيرا انا ارى انا هنالك ادارة سيولة جيدة من خلال التحكم في اسعار الفائدة في زيادة السيولة ونقصها والمشكلة تكم الان ان التضخم عندنا بوجود سيولة كثيرة ويوجد عدت ادوات لسحبها او تبخيرها. واخيرا شكرا للكاتب على هذا الموضوع ثالثا
طبعا اقصد بالثروه الطبيعية نفط وما يتكرر منه من منتجات .
مشاركة قيمة جداً من أستاذ قدير.. بارك الله فيك.