لافت ما قاله بعض محللي الأسواق المالية في تغطيات القنوات الفضائية عن أنه لا يوجد سبب لعدم مواكبة سوق الاسهم السعودية للأسواق الاقليمية والعالمية بالارتفاع، فتقريباً كان الوحيد المتراجع من بين الأسواق الناشئة المهمة، واذا كان ما يقصدونه هو أن الأوضاع الاقتصادية محلياً ودولياً تأخذ منحى لا يضغط على الأسواق عامةً بدليل ارتفاع غالبية الأسوق بالعالم وتسجيلها أرقاماً غير مسبوقة وأن الاقتصاد الوطني يحقق معدلات نمو بالقطاعات غير النفطية بشكل جيد؛ مما عكس حالة من الحيرة لدى شريحة المتعاملين بالسوق وأيضاً بعض المحللين الذين صرحوا بعدم منطقية التراجعات وعدم وجود سبب حقيقي لها وهو أمر مخالف لطبيعة الأسواق إذ إنها لا تتحرك بدون سبب في أي اتجاه..
فالأسواق المالية هي قائد الاقتصاد بمعنى أنها ترتفع أو تنخفض قبل أن تتحقق توجهات الاقتصاد في النمو أو التباطؤ لأن حركة الأموال فيه من قبل المستثمرين تستبق الأثر علي نتائج الشركات وهنا لابد من ذكر عامل قد لا يلتفت له الكثير فباعتبار أن السوق يسبق توجه الاقتصاد وتاثيره على نتائج الشركات فإن أحد أهم أسباب سلوك السوق السعودي الذي يختلف في حركته عن باقي أسواق المنطقة وكذلك العالم هو أن الاقتصاد السعودي منذ عقود أخذ نهجاً خاصاً حيث تبنى توجهاته على « الدورة العكسية» أي يكون زخم النمو القوي عندما يتراجع الاقتصاد العالمي؛ مما يخلق استدامة تنموية ما بين فترة نمو الاقتصاد العالمي يكون الأثر إيجابياً برفع مستوى الاحتياطيات من الفوائض المتوفرة بسبب ارتفاع النفط، ثم يستفاد منها خلال فترة انخفاض معدل نمو الاقتصاد العالمي حتى تكون التنمية مستدامة، وبنسب نمو عالية فهذا النهج من الطبيعي أن ينعكس بدورة السوق المالية التي تسبق معدلات الضخ المالي المرتفعة بالاقتصاد وهو سلوك أصبح راسخ بالسوق.
وقد يتغير مستقبلاً بعد أن تتكامل مشاريع الرؤية فحالياً مازال السوق يسير بذات النهج والتوقع بأنه سيحقق «مستويات عالية خلال السنوات الخمس القادمة» نابع من الانتقال لإنجاز المشاريع العملاقة التي بدأت تظهر معالمها وبالتالي ستنتقل لمستويات يزداد الطلب فيها على المنتجات التي تدخل في بنائها إضافة لانطلاق المشاربع الكبرى المتعلقة بالاستحقاقات القادمة مثل معرض اكسبو الرياض 2030 وبطولة كأس أمم أسيا 2027 وكأس العالم 2034 وما يصاحبها من مشاريع سياحية وكذلك تطوير مرافق مهمة تستبق إقامة هذه المناسبات بفترة زمنية مناسبة إضافة لبدء تشغيل المشاريع العملاقة التي قاربت على الانتهاء اضافة لتنشيط قطاعات عديدة كالتطوير العقاري والصناعة والخدمات اللوجستية وغيرها مما يعني أننا سنشهد طلباً عالياً في الاقتصاد مستقبلاً، ولذلك سيبدأ السوق بحساب أثر كل ذلك حالياً وهو ما يدعم توجه المستثمرين لزيادة المراكز وإعادة توزيعها بين القطاعات حسب استفادة كل قطاع من الخطة التنموية إضافة لتوقعات قوية بتراجع.
فالتجميع او ما يسمى توزيع المراكز سبب رئيسي لما يشهده السوق من تحرك سلبي وهناك دلائل على ذلك، أبرزها تسجيل صافي مشتريات غالباً وعلى المستويات الاسبوعية والشهرية والربعية؛ فقد سجل السوق صافي مشتريات في النصف الأول لهذا العام بحوالي 7،مليار ريال، ومن بين المؤشرات على التجميع عدم التجاوب مع الأخبار الايجابية، سواء الاقتصادية أو نتائج الشركات عموماً التي تحقق معدلات نمو عالية، اضافة لتراجع أسعار أغلب الشركات التي تدرج حديثاً دون سعر الاكتتاب الذي بني عليه سجل الأوامر، اضافة لضعف السيولة وميل أغلب صفقات المضاربة للخسارة؛ فمزاج السوق هو إيجاد حالة من الملل لدى عموم المتداولين والمضاربين تحديداً وزرع الشك بمدى جدوى الاستثمار بالسوق ليسهل التجميع عليهم وبأسعار منخفضة للتحوط ورفع العائد المستقبلي رغم أن مكررات الارباح حالياً جاذبة لأغلب القطاعات، وجل العوامل الاقتصادية إيجابية، اضافة للعديد من المؤشرات والدلالات التي تصاحب مراحل التجميع.
أما وضع أي سبب متغير من قبل البعض، مثل زيادة تداول المستثمرين السعوديين بالأسواق الأمريكية او توجه البعض للودائع فهي حالات لا يمكن اعتبارها مؤثرا استراتيجيا طويل الامد؛ فالتغير فيها وارد ولذلك حسابات المستثمرين الكبار تنصب على التوقعات المستقبلية المتوسطة والبعيدة المدى..
الاسواق المالية لا تتحرك دون سبب، ومن يعتقد عكس ذلك بالتأكيد ليس لديه خبرة كافية ولم يعاصر دورات السوق وما يؤثر فيها، أو لا يجيد الربط بين بعض المؤشرات التي تعطي تصورا حقيقيا لما يدور بالاسواق عند التقاطها وربطها ببعضها وتفسير دلالاتها.
نقلا عن الجزيرة
في الحقيقة الخوف من سعر النفط المتدهور وانه سؤثر على الاقتصاد مستقبلا
"السوق السعودي ليس معزولًا، لكنه يتحرك وفق إيقاع مختلف. الدورة العكسية تعني أن الصعود القوي قد يبدأ عندما تبدأ الأسواق العالمية في التباطؤ. المستثمر الذكي يشتري عندما يشعر الآخرون بالملل." مصادر للتعمق، (تقارير صندوق النقد الدولي عن الاقتصاد السعودي، بيانات الهيئة العامة للإحصاء عن نمو القطاعات غير النفطية، تقارير عن تدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر).
ربما إن الأستاذ محمد لم يفهم سلوك الصانع لليوم أو لازال عائش على تحليلات الماضي دوروووس وادعس وعفشك والجبل … اليوم حتى شركات الاكتتاب تغيرت شركتين تراجع وشركة ترتفع وحتى شركات المضاربة أو الاستثمار في السوق اختلف طريقة تحركتها وحتى القطاعات اختلفت طريقة تحركها شاهدنا مياه ينطلق من ١١ ويصل ٤٥ ريال وشاهدنا شركات الطحين تتراجع وشاهدنا علم يصعد من ١٣٠ حتى يتجاوز ١٢٥٠ وشاهدنا أكواباور تصعد من سعر اللكتتاب ٥٤ حتى تتجاوز ٥٠٥ ريال وشاهدنا ناسا تتراجع وشاهدنا الاندية تصعد خلال يومين ٦٠٪ … وشاهدنا المؤشر يرتفع في أربع شركات فقط ٥٠٠٠ نقطة من ٩٠٠٠ وصل ١٣٩٥٦ نقطة في أرامكو والراجحي ومعادن وأكوباور … وشاهدنا مؤشر قطاع التامين يرتفع من ٤٠٠٠ حتى وصل ١٢٠٠٠ في أربع شركات التعاونية من ٥٣.٢٥ حتى تجاوزت ١٦٥ ريال قبل المنحة وبوبا من ٨٠ حتى تجاوزت ٢٠٠ ريال بعد المنحة والراجحي تكافل سنوات ارتفع صاروخي من ١٦ ريال حتى تجاوز ٢٠٠ ريال قبل المنحة والإعادة من ٦ ريال حتى تجاوزت ٦٦ ريال وباقي شركات قطاع التامين تسجل قيعان جديدة من سنوات لليوم … شاهدنا شركات تتدبل عشر مرات مثل استرا من ١٤ تجاوزت ٢١٤ ريال والبابطين من ١٥ حتى وصلت ٥٨ ريال وغيرها شاعدنا شركات الأسمنت تتراجع وتسجل قيعان جديدة وتاريخية وكأنها تعيد سيناريو قطاع البنوك عام ٢٠١٦ —٢٠١٩ حينما وصل سعر الرياض ٩ ريال والإنكا ء٨ والبلاد ٧ ريال والجزيرة ٧ ريال وشاهدنا العديد من الاندماجات والاستحواذات في قطاع البنوك واليوم نشاهد التطبيل للقطاع من كل حدب وصوب ..، مستحيل … مستحيل أي سوق يسير ككتلة واحدة مؤشرات الأسواق الأمريكية تسجل قمم تاريخيّة وشاهدنا عشرات الشركات تتراجع وعلى رأسها لوسيد من ٦٠ دولار لاقل من ١.٨٠ دولار وشركات تعلن افلاسها وبنوك تعلن افلاسها من ٢٠٢٣ مثل أشهر وأكبر وأقدم بنك في سويسرا …
قد تنشط الامور عندما يتم بيع الاراضى التى اعلن عنها سمو ولى العهد نتيجة تنشيط حركة البناء التى ستتيعها والتى ستحدث اما الان فلن يحدث شىء الامور ماش الله يسلمك
ترى السوق اصبح به متداولين اجانب وصناديق لمؤسسات مالية كبرى ولو كانن الامور جيدة او ان يتوقع ان تكون جيدة لرأيتهم يهجمون على سوقنا ذو التقيميات المنخفضة كما يتخيل البعض ولكن فى واقع الامر السوق متضخم او انه عادل لذلك لانجد رغبة او شهية من المستثمرين الاجانب لزيادة تمركزهم فى السوق
وضع السوق محير جداً....!