يعتبر النقل عنصرا أساسيا في التنمية الاقتصادية والاجتماعية، لكونه يشكل حلقة وصل بين مختلف فروع النشاط الاقتصادي، وأداة ضرورية في خدمة القطاعات المنتجة والمواصلات والتبادل التجاري والسياحة ، إذ لا يمكن تصور مجهود تنموي في أي مجال من المجالات دون أن يلعب النقل فيه دورا حيويا وحاسما، كما لا يمكن تصور تنمية في منطقة ما دون الاعتماد على المؤشرات الثابتة لتقدم منطقة ما والمتمثلة في الطريق والسكة الحديدية والميناء والمطار.
بالفعل مطاراتنا لا تليق بنا مقارنة بمطارات الدول الخليجية في تقنيته الرفيعة وهندسة مبانيه وجمال تصميمه كما اصبحت مطاراتنا في آخر الركب بمباني أكل عليها الدهر وشرب، وما زاد الطين بلة أسطول «السعودية» الذي اصبح يعاني امراضاً فنية مزمنة وتأخراً شبه دائم في رحلاته وخصومات مع تذاكر مجانية ومقاعد يقال بأنها محجوزة والطائرة (فل) وعندما تقلع نجدها فارغة تندب حظها!
الحقيقة ما لم تتوافر للخطوط السعودية المرونة التشغيلية الكافية واستقلالية التحرك واتخاذ القرارات التشغيلية في الوقت المناسب والإمكانيات والموارد الملائمة بعيدا عن الروتين والبيروقراطية الحكومية فإنها لن تستطيع اللحاق بركب شركات الطيران العالمية المتقدمة، ويتطلب هذا الأمر تحويل المؤسسة إلى كيان تنظيمي حديث يمكنها من المنافسة والعمل على أسس تجارية بحتة، وإذا كانت الخصخصة هي أحد الحلول العملية فيجب الإسراع إلى تطبيقها.
نحن نتطلع للتنمية بمواجهه التخلف وذلك بعدم ترك الأمور للعوامل التلقائية والمصالح الفردية والأخذ بالأسلوب البديل وهو أسلوب التخطيط الذي يمثل وسيلة علمية منظمة ومستمرة لحصر الموارد المادية والبشرية والمالية في المجتمع وتقديرها وتحديد طريقة استغلالها وتوجيهها وتوزيعها للمساعدة بتحقيق الغاية المرجوة في فترة أقصر وتكلفة أقل.