اعترف أنني كدت في الشهور الأخيرة أفقد الثقة في إمكانية حدوث أي اكتتابات لأسهم شركات جديدة في بورصة قطر في المدى المنظور، كيف لا والوعود والتصريحات التي ترددت على مسامعنا بهذا الخصوص قد ذهبت كلها الواحدة تلو الأخرى أدراج الرياح من بداية العام حتى نهايته.
وقد عبرت عن قلقي هذا في أكثر من مقال كان آخرها مقالِ الأحد الماضي والذي سبقه.
لكن حضرة صاحب السمو الأمير المفدى حسم الموضوع في الأسبوع الماضي وأمر بخصخصة حصة قطر للبترول في ثلاث شركات للبتروكيماويات هي كيوكيم 1، وكيوكيم 2، وشركة قطر للفينيل، لإقامة شركة جديدة تحت مسمى شركة مسيعيد القابضة.
وقد كان رد الفعل ساراً وخاصة لجهة أن الاكتتاب سيقتصر على القطريين فقط، وزاد ذلك من أجواء التفاؤل التي عمت احتفالات قطر بعيدها الوطني.
ولم يتضمن الخبر أي تفاصيل أخرى عن هذا الطرح المرتقب، باستثناء الإشارة إلى أنه سيكون الأول ضمن سلسلة من عمليات الخصخصة لشركات تابعة لقطر للبترول بقيمة إجمالية تصل إلى 50 مليار ريال في عشر سنوات.
وفي وقت لاحق ذكرت الصحف أن وزيري المالية والطاقة سيعقدان مؤتمراً صحفياً اليوم الأحد لشرح تفاصيل الاكتتاب.
وفي غياب أية تفصيلات أخرى عن الموضوع حتى اللحظة، فإنني سأحاول في هذا المقال الإجابة على بعض التساؤلات التي وصلتني هاتفياً من القراء مع التسليم بأنها إجابات قائمة على الاستنباط والتخمين دونما معلومات تؤكدها أو تسندها، وذلك على النحو التالي:
1-إذا كان الحديث عن طرح شركات تابعة لقطر للبترول للاكتتاب ليس بالأمر الجديد، وسبق أن تم تداوله خلال هذه السنة، فإن الجديد في الموضوع هو أن شركة مسيعيد للبتروكيماويات لن تكون نسخة ثانية من شركة صناعات، بل هي شركة من نوع جديد تقتصر ملكيتها على الأفراد دونما شراكة من قطر للبترول أو المؤسسات الحكومية وغير الحكومية، وهذا ما نفهمه من تعبير " اتخاذ الإجراءات العملية لتخصيص الشركة" وأنها ستكون للقطريين فقط.
المعروف أن الاكتتابات تكون عادة للقطريين، ومن ثم فإن التركيز على هذه النقطة الأخيرة يعني أنها تخص الأفراد دون المؤسسات أو الشركات.
2-أن الاكتتاب يمكن أن يتم ما بين فبراير ومارس، باعتبار أن مدة 3 شهور تبدو فترة كافية لترتيب وتجهيز ما يلزم من دراسات وإجراءات، خاصة بعد إنتهاء السنة المالية لشركات كيوكم1 و 2 وقطر للفينيل، وإقفال حساباتها لعام 2013، وهذا لن يكون متاحاً قبل منتصف يناير.
3-أن سعر السهم الذي سُيطرح للاكتتاب العام قد لا يكون 10 ريالات باعتبار أن العملية تخصيص لشركات قائمة، وليست تأسيساً لشركة جديدة.
وهذه الشركة القائمة لها ميزانيات يمكن الإطلاع عليها، في وقت لاحق، ولكنها ليست متاحة الآن.
وطالما أن صاحب السمو الأمير يريد من هكذا اكتتاب أن يعود بالفائدة على الأسر القطرية في حاضرها ومستقبلها، لذا فإن السعر المنتظر سيكون أقل بكثير من القيمة الدفترية للسهم، كما حدث مع صناعات من قبل.
4-أن تكلفة إنشاء كيوكيم 2 قد بلغت 1.3 مليار دولار يخص قطر للبترول منها 51% أي 2.4 مليار ريال، فإذا أضفنا إلى ذلك تكلفة تقديرية للمصنعين الآخرين، فإنني اقدر مبدئياً قيمة حصة قطر للبترول في الشركات الثلاث بنحو 5 مليار ريال-طبعاً هذا مجرد تخمين- وقد يتم بيع الحصة للجمهور بسعر مخفض بحيث قد لا تزيد القيمة عن 3 مليار ريال، وأن يتراوح سعر السهم ما بين 15-20 ريالاً، وعدد الأسهم المطروحة للاكتتاب ما بين 150-200 مليون سهم.
5-سيكون هناك تهافت كبير على الاكتتاب باعتبار أن سعر السهم أقل من قيمته الحقيقية، وقد يتم الاكتتاب بأضعاف المبلغ المطلوب، مما سينتج عنه عملية تخصيص بحيث يحصل المكتتبون على حد ادنى لكل شخص،مع تقسيم الباقي على المكتتبين كل بمقدار القيمة التي اكتتب بها.
6-سيتوقف إجمالي المبلغ المكتتب به على مدى مشاركة البنوك في تمويل الاكتتابات، وعلى مدى وضوح المعلومات المتصلة بنشاط شركة مسيعيد.
ومرة أخرى أؤكد أن هذه كانت مجرد تصورات، ووجهة نظر شخصية لما قد يكون عليه الحال، ونرجو أن يوفر المؤتمر الصحفي اليوم كافة المعلومات والتفاصيل التي يحتاجها الجمهور لاتخاذ قراراته الإستثمارية، باعتبار أن لكل مواطن ظروفه الخاصة من حيث الاستعدادات والإمكانيات. وقد أعود لهذا الموضوع ثانية إذا ما دعت الحاجة.