إذا أجريت استطلاعاً وسط قطاع الأعمال في جدة وسألت عن أهم أولويات رجل الأعمال أو توقعاته من غرفته التجارية الصناعية بجدة لجاءتك إجاباته تلقائية وعفوية وهي ضرورة أن تخدم مصالح القطاع الخاص التي أنشئت من أجلها وقد يطلب بعضهم أن تحد الغرفة جذرياً من أي إجراء بيروقراطي يعطل أداءها ويضر بالمشتركين وبأصحاب المصلحة أفراداً وشركات.
إن دور الغرف التجارية الوظيفي يتمثل فى خدمة قطاع الأعمال ويجب أن تكون ظهيراً ومنبراً يخدم الاقتصاد الوطني عبر تنمية القطاع الخاص من خلال خدمة أعضائها الذين يعتمدون على التجارة في معاشهم وحياتهم ومن المعلوم أن التجارة تنمو في البيئة التي لاتوجد فيها بيروقراطية ولا عجب أن من أهداف الغرف التجارية الإسهام في تحسين عوامل نمو قطاع الأعمال وزيادة ربحيته.
لقد أصبحت البيروقراطية سمة ملازمة لإجراءات الغرفة وهي بالتالى عدو يهزم أهداف الغرفة وتفشي هذه الظاهرة سيربك ويقلب أولوياتها ويصرفها عن اهتماماتها ، ويبدو هذا واضحاً فى الاهتمام بالوفود والاجتماعات وتطوير الأبراج وتوفير المزيد من المباني فهل هذه اهتمامات الغرفة ؟ أم أن واجبها إزالة المعوقات البسيطة التى تواجه مشتركيها؟ مثل حل مشاكل ترفع كلفة الإنتاج.
ووضع مصالح القطاع الصناعي نصب أعينها وتذليل مصاعب تصنيع المنتجات واستيراد المواد الخام؟
إن معالجة مشاكل التجار تكمن في تطوير البنية التحتية للمدن الصناعية وتسهيل إجراءات التخليص الجمركي وتوفير وسيلة أو وسائل بالتنسيق بين جهات الاختصاص وطالبي الخدمات مثل تسهيل تجديد السجل التجاري من نافذة واحدة ..وحيث هذه الجوانب البسيطة فالأسئلة تتصل بما تم وخاصة لأهميتها للمؤسسات المتوسطة والصغيرة لأنك اذا تركتها لمصيرها وقلة خبرة مؤسسيها يقود ذلك لانهيارها.
إن مسعانا بهذه الأسئلة “ يأتى من باب العصف الذهنى” حتى نحرك “ ساكن الغرفة” لتطوير الأداء والعودة للأولويات ونبذ التفكير البيروقراطي.
وهدفنا نبيل فى نهاياته لإزالة الإرباك والتشويش حول هذه الأمور .
ونعتقد أن نقد الغرفة ليس بالضرورة أمراً سلبياً لأن من إيجابياته توضيح ما يجهله الناس أو دفع الغرفة للنظر لأدائها بعين النقد الإيجابي خاصة وما نكتب ليس بعين السخط التي تبدي المساوئ ولكن بعين المحبة والتوقعات العالية من الغرفة التجارية بجدة باعتبارها من أقدم الغرف في المملكة وبالتالي يفرض عليها هذا مسئوليات تعكس روح الإنجاز في عصر الانترنت والتويتر والبث الفضائي وبالتالي لا مكان للبيروقراطية في غير موضعها وهو ما يستلزم أن تقود غرفة جدة ثقافة الخدمة وتعزيزها في كل الغرف التجارية .
بالرغم من إيجابيات الغرفة الكثيرة لكن هناك شكاوى من غيابها عن مشاكل القطاع الخاص وهو يُنسي المحبين إيجابياتها لانها مطالبة بالمشاركة فى طرح الحلول للحد من تكلفة الإنتاج وقلة المستودعات وارتفاع إيجاراتها أو حل شكوى تجار المؤسسات الصغيرة والصناعات التقليدية وعدم تركهم مكشوفي الظهر لشروط تعجيزية من جهات حكومية لا تدرك واقعهم وكان يمكن تذليل مشاكلهم تلك بالاستماع اليهم ، لأن تنمية هذا القطاع تساعد على توظيف المواطنين ناهيك عن تنويع مصادر الدخل الوطني.