الفساد.. مرة أخرى

22/09/2013 2
صلاح الحمود

بحر الفساد شاسع وواسع ومن الصعب الغوص فيه لإيجاد أرقام وإحصائيات دقيقة حول هذه الظاهرة وذلك بسبب غياب الشفافية وصعوبة تتبع خيوط المفسدين لكن من المؤكد أن التكلفة الاقتصادية والاجتماعية وحتى السياسية تكلفة كبيرة جدا، وما كشف عنه يبقى قليلا من كثير وما خفي من الفساد دائما أعظم.

يقال حينما تغيب الشفافية والمحاسبة يحل الفساد، ولا مبالغة أن جميع الكتاب والمتخصصين والمسؤولين الا وقد تناولوا موضوع الفساد بشكل او بآخر، وقاموا بتوجيه دعوات مختلفة لمحاربة هذه الظاهرة والقضاء عليها! وهذا الموقف ليس بجديد على أبناء هذا الوطن الشرفاء الذين يحاولون الوقوف في وجهة الفساد بشتى الطرق والوسائل والذي كان يختبئ بيننا ويتحرك بهدوء ليؤذي بلدا وشعبا كريما بكل أطيافه، الا ان الأمر لا يخلو من المبالغة في التعاطي مع موضوع ظاهرة الفساد، وإن كان هذا الفساد مؤثرا وفعالا بشكل سلبي على مجتمعنا لكنه لا يعني بأي حال من الأحوال أن يكون الفساد هو السمة الغالبة في السعودية.

إننا بحاجة لتغيير مفاهمينا لتخدمنا لا أن نقوم بخدمة اهداف المفسدين، ولكن البعض غلب عليه تخيله وتصور له أننا نعيش فوق أكوام من الفساد التي لا حصر لها وبات يقنع نفسه ويسوق هذا الفكر للآخرين بأنه يعيش في وطن فاسد من خلال طرح تلك الأفكار والمعتقدات في تويتر وغيره من مواقع التواصل الاجتماعي، ومن المؤكد ان هذه المنهجية في الطرح لا تخدم قضيتنا بل سوف تمهد للفساد بصورة أخرى لسنا بحاجة إليها.

لسنا متطرفين ولا حالمين حتى نقسم الأمور إلى خيارين لا ثالث لهما بين تنمية نظيفة تماماً أو فساد كامل، كما اننا نعيش في الوطن الذي تعيشون فيه ونرى تماما ما ترون ونتفق جميعا بأن الفساد مرض يجب القضاء عليه ولكن نختلف بأن التنمية هي الأبقى، ويجب أن يبقَى طرحنا محصوراً بقدر كل قضية وليس بالعموم وستبقى ظاهرة الفساد ما بقي الإنسان.

نقلا عن جريدة اليوم