ازمة الوقود .. والحلقة المفقودة بين ارامكو وشركات الاسمنت

03/09/2013 8
حجاج حسن

يبدو ان بوادر أزمة جديدة تلوح في الأفق بين اسمنت نجران وارامكو بعدما رفضت وزارة البترول تزويد الأولى بالوقود اللازم لخط إنتاجها الجديد، وإلي أن تنتهي المعركة الإعلامية المتوقعة لتحديد المسئول الحقيقي عن الأزمة كما حدث قبل عامين مع اسمنت ينبع، يعيش مستثمري الشركة أياماً من الحيرة والقلق حول مصير الخط الجديد !!

وإذا عُدنا قليلاً لعام 2012 حينما قامت اسمنت نجران بطرح اسهمها للاكتتاب، وقتها قالت الشركة ان هدفها من متحصلات الاكتتاب هو إنشاء خط ثالث بطاقة 1.92 مليون طن سنوياً، يبدأ انتاجه بنهاية عام 2013، لترفع الشركة من خلاله طاقتها الانتاجية من 2.9 مليون طن إلي 4.8 مليون طناً من الكلنكر في السنة ..

في الوقت نفسه قالت اسمنت نجران في نشرة الاصدار أن ليس لديها أي ضمانات بتمكنها من تأمين الكميات اللازمة من الوقود لتشغيل الخط الجديد بعد عملية الاكتتاب - فهي لم تكن قد تعاقدت مع ارامكو بشأنه - وقالت ان ذلك قد يؤدي الي اغلاقه وبالتالي التأثير على الشركة وعملياتها ووضعها ونتائجها المالية المستقبلية ..

وعلى الرغم من ذلك ودون حصولها على موافقة من ارامكو، قامت الشركة وبتكلفة بلغت 974 مليون ريال ( منها 500 مليون ريال قروض من البنك الفرنسي) بإنشاء الخط الثالث ... فهل كان لديها الثقة الكاملة في موافقة ارامكو ؟ أم انها خاطرت لتضع الأخيرة أمام الأمر الواقع ؟ ومن المسئول الحقيقي عن هذه الأزمة، ارامكو ام الشركة ام وزارة البترول والثروة المعدنية ؟

اسمنت نجران.. من جانبها ستقول أنها أخلت مسئوليتها عندما قالت للمكتتبين ان ليس لديها اي ضمانات بتوفير الوقود للخط الجديد بعد عملية الاكتتاب .. إذاً فلماذا خاطرت بإنشاء الخط الجديد  ؟

 أما ارامكو فستقول بأن عدم وجود اتفاقية مسبقة يخلي مسؤوليتها من أي آثار قد تترتب عن عدم توفر الوقود لخط الإنتاج الجديد كما حدث في ازمة اسمنت ينبع، ولها كامل الحق في ذلك ..

أما عن وزراة البترول والثروة المعدينة، فيبدو أنها هي الوحيدة التي يمكن ان تُنهي تلك الازمة بل وهي أيضاً الوحيدة التي يمكن من خلالها تجنب أي أزمات جديدة، وذلك من خلال التنسيق بين ارامكو وشركات الاسمنت، وكذلك إلزام شركات الاسمنت بعدم الشروع أو حتى الإعلان عن أي توسعات جديدة  دون الحصول على موافقة من ارامكو بتأمين كميت الوقود اللازمة لتلك التوسعات، على ان تشرف هي بنفسها على توفير الوقود للشركات في الوقت وبالكميات المحددة ..

الأن.. كل هذا بالطبع لا يجدي بشيئاً لمستثمري شركة اسمنت نجران، بعد تفاعل سهمهم بشكل سريع مع الاحداث، فهم الفئة الاكثر ضرراً والاقل حيلة في تلك الازمة، اذن ما هي السيناريوهات المتوقعة لازمة شركتهم مع ارامكو :

الاول .. هي ان نشاهد معركة إعلامية و سلسلة من التصريحات والاتهامات حول المتسبب ومن ثم الدخول في مفاوضات بين ارامكو واسمنت نجران حول الكمية المطلوبة ومواعيدها ومن ثم توفيرها للاخيرة، كما حدث مع اسمنت ينبع قبل عامين، خاصة مع زيادة الطلب مع الاسمنت في ظل طفرة الإنشاءات التي تشهدها المملكة.

الثاني .. وهو الاحتمال الذي وضعته الشركة في نشرة اصدارها بأن يتم ايقاف الخط وأغلاقه، واعتقد واتمنى ان يكون ابعد الاحتمالات.

الثالث .. وهو ان تغلق الشركة احد خطوطها القديمة وتستبدله بالخط الجديد الاكثراقتصاداً وتوفيراً، وهو اعتقد ما قامت به الأن- بشكل مؤقت -  اثناء انتاجها التجريبي للخط الجديد وقد ظهر ذلك على مبيعات الشركة الشهرية وتراجعه الملفت في الشهر الأخير.

في النهاية .. الازمة الحالية بين اسمنت نجران وارامكو ستنتهي كما انتهت ما قبلها من ازمات، وبأي سيناريو كان، ولكن الاهم هو الوصول إلي الحلقة المفقودة بين ارامكو وشركات الاسمنت بشكل عام، حتى لا تتكر الأزمة نفسها مستقبلاً ..