الضيف الذي استضافنا 80 عاماً

08/12/2019 5
عبدالله الجعيثن

تعجز عبارات الترحيب والامتنان، وحفاوة الاستقبال الجماعي أمام الباب، عن إيفاء واحد في المليون من حق أكبر وأكرمُ مضيف في العالم والتاريخ، استضافنا مجتمعين ثمانين عاماً بعطاء مُستمر كالسيل المبارك المُنهمر، ولم يكتفِ باستضافة شعب المملكة العربية السعودية وحدها، بل فاض خيره وسخاؤه على العرب والمسلمين، وامتد نفعه وعطاؤه لجميع العالمين، وكان أكبر مضيفٍ كريم في كل أحقاب التاريخ..

ذلك الضيف الكريم هو (النفط السعودي) الذي تُمثّله (أرامكو) بكل وفاء واعتزاز وتبجيل، فمنذ تمّ اكتشاف النفط في أرض المملكة المباركة عام 1933 في عهد مُوحّد المملكة العظيم، عبقريّ العروبة والإسلام الملك عبدالعزيز آل سعود -طيّب الله ثراه- لمِا امتاز به ذلك الملك الفذّ من الإخلاص لله عز وجل، ثم للوطن، مع حسن السياسة وبُعد النظر، والنفط  السعودي يواصل كرمه على المجتمع السعودي، وتهلّ سحائبه، ويُتضاعف عطاؤه عاماً بعد عام، متجاوباً مع الاستقرار العميم الذي حباه الله -عز وجل- للمملكة على أيدي ملوك آل سعود الميامين، فلولا الله ثم رسوخ الاستقرار ومتانة الأمن، وحسن السياسة، لدى قادة هذه البلاد، ملِكاً بعد ملك، لما استطاع أكبر مُضيف في العالم، مواصلة العطاء، ومضاعفة الجود، والاستمرار في النمو والازدهار، وفتح المزيد من قصور الضيافة الراعية لكل نشاط بشري، من الصحة والتعليم إلى الصناعة والزراعة ومختلف الخدمات والمناشط على مستوى العالم.. حتى تحقّق في المملكة أكبر تنمية تاريخية شاملة في فترة وجيزة تُعَدُّ في أعمار الأمم مجرد ومضة أو غمضة عين، تلك التنمية التي سوف تتضاعف وتتسم بالاستمرار، بإذن الله، وفق رؤية المملكة (2030) بقيادة الملك العظيم سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين الأمير الشاب الشجاع محمد بن سلمان -حفظهما الله-.

والآن يتفضّل هذا المضيفُ التاريخي الذي ضرب أكبر الأرقام القياسية في كرم الضيافة، ويُطِلّ جزء منه ضيفاً على سوقنا وعلينا مجتمعين، فلا تكفي كل عبارات الاحتفاء والاحتفال والإكرام بإعطائه جزءاً ضئيلاً من فضله التاريخي الغزير الكبير.

نقلا عن الرياض