تعتبر أسواق المال في العالم أحد الأدوات المهمة للاستثمار في كثير من الدول , وتعد قوة الشركات بهذه الأسواق ومدى ربحيتها عامل جذب مهم للمستثمرين , ولهذا يتهافت المستثمرون كبارا وصغارا على السوق لشراء الأسهم , وفي المملكة يعتبر سوق المال من أكبر أسواق المنطقة العربية من حيث السيولة المدارة وعدد الصفقات اليومية , وخلال تاريخ تداول الأسهم مرت هذه السوق بعدد من القرارات التطويرية منذ إنشائها حتى الآن من أجل زيادة كفاءة السوق وحماية المستثمرين , ولا زالت هيئة السوق المالية تعمل بشكل مستمر من أجل تطوير السوق وزيادة نضجه عبر إدخال عدد من المواد لنظام السوق لسد بعض الثغرات في الأنظمة السارية,وآخر هذه المواد ما نشرته الهيئة مؤخرا لاستطلاع رأي المساهمين فيه , ومن ضمن المواد ما اشتملت عليه هذه المواد من طرق لمعاملة الشركات الخاسرة في السوق وتصنيفها إلى شركات خسائرها بين 50% إلى 75% وشركات خسائرها أكثر من 75% إلى 100% , وشركات خسائرها أكثر من 100% .
وإذا استثنينا شركات قطاع التأمين الخاسرة من مجموع الشركات الخاسرة في السوق لكونه قطاع حديث وشركاته لا تزال في بداياتها فإن عدد الشركات الخاسرة من القطاعات الأخرى محدودة بالنسبة إلى إجمالي عدد الشركات المدرجة في السوق .
وقبل اعتماد هذه المواد ونفاذها بعد دراستها واستطلاع أراء المتداولين الذين استطلعت أرائهم نتساءل , هل يمكن للدولة أن تتدخل لصالح ملاك هذه الشركات من المواطنين بحيث لا يوجد شركة خاسرة في السوق عند سريان القرار , ومن ثم تمنح هذه الشركات فرصة جديدة لإثبات وجودها في السوق , وفي حال تحول أي شركة مستقبلا إلى الخسارة يتم تطبيق النظام بحقها.
إن تدخل الدول المقتدرة ماليا في أسواقها المالية أمر مشهور ومعروف , وللتدليل على ذلك فقط فقد تدخلت دول أوربية وأمريكا في إنقاذ بنوك وشركات من الخسائر والإفلاس بطرق مختلفة , كما دعمت دول خليجية شركات خاسرة فعززت أصولها وتحولت إلى شركات رابحة ومن ذلك على سبيل المثال دعم قطر لشركة المواشي عندما قدمت لها دعم مباشر بمبلغ 41 مليون ريال لتغطية خسائرها فانعكس ذلك على وضع الشركة وتجاوزت مشاكلها المالية .
ومن المعلوم أن الشركة المساهمة العامة يمتلكها مجموعة كبيرة من المساهمين , وكلما ابتعدت الشركة عن الربحية قل فيها كبار المستثمرين وبالتالي أصبح ملاكها في الأغلب من صغار المستثمرين المتنقلين من شركة إلى أخرى بغية تحقيق ربح سريع بين سعر الشراء والبيع , ولا أدل على ذلك من أن عدد ملاك شركة بيشة يزيد عن 10 آلاف مساهم رغم أنها أصغر شركة في السوق من حيث عدد الأسهم ( 5 مليون سهم )
وبما أن أغلب المواطنين لديهم محافظ استثمارية ولديهم أسهم قليلة أو كثيرة في شركات متنوعة , وبحساب عدد ملاك الشركات الخاسرة بشكل مجمع فإن العدد ربما يكون بالملايين أو مئات الآلاف على أقل تقدير, ودعم هذه الشركات هو في الحقيقة دعم لفئة واسعة من الشعب اغلبهم من صغار المستثمرين حتى وإن كان عدد أسهمهم قليلا فإن هذا العدد القليل لديهم يعثل الكثير بالنسبة لهم بالنظر إلى مستوى دخلهم , ومثل هذا الدعم ليس غريبا على الحكومة التي تدعم المواطن في مختلف المجالات , وتقف باستمرار إلى جانبه في جميع الظروف لا سيما أبناء الطبقة المتوسطة والفقيرة.
ومن الفوائد الأخرى لمثل هذا الدعم ما يتجاوز هذه الشركات إلى ما هو أكبر حيث تعزز الثقة في السوق المالية إجمالا, وحماية صغار المتداولين وهم أغلبية ملاك هذه الشركات , وترك انطباع جيد عن الوضع الاقتصادي للدولة أمام المستثمر المحلي والأجنبي , وإتاحة الفرصة مجددا أمام هذه الشركات للعمل والإنتاج والربحية خاصة وان بعض الشركات ليس لديها أصول أو مال عامل وبالتالي فمهما كانت الإدارة جيدة فلن تتمكن من فعل شيء لها ,كما أن البنوك ومراكز التمويل ترفض إقراض هذه الشركات .
إن المملكة تعد من الدول المالية القوية ولله الحمد , وفي السنوات الأخيرة تنعم المملكة بفوائض مالية يمكن أن يوجه جزء بسيط منها إلى هذه الشركات بحيث يخصص على سبيل المثال مليار واحد أو نحوه ويوزع على هذه الشركات , أما طريقة الدعم فهناك عدة طرق كالدعم المباشر بأن تعطى كل شركة مبلغ مالي كهبة من الدولة يغطي خسائرها , ويعتبر للشركة كربح استثنائي يرفع حقوق المساهمين وتستفيد منه الشركات في تسديد التزاماتها وإعادة تحريك عجلة نشاطاتها , ويمكن كذلك أن يكون هذا الدعم مقابل إصدار أسهم جديدة يتملكها صندوق الاستثمارات العامة للدولة بما يضمن تغطية خسائرها وإعادة نشاطها من جديد بحيث لا يبيع الصندوق هذه الأسهم قبل فترة زمنية لا تقل عن 3 سنوات , كما يمنع كذلك كبار المستثمرين في هذه الشركات إن وجدوا من البيع قبل 3 سنوات كذلك , وبهذا تعطى شركات السوق فرص جديدة للعطاء , وفي حال تآكلت أصول أي شركة بعد هذا الدعم يطبق عليها النظام الجديد .
انا بصفتي مواطن لا ارضى ان الدولة تدعم شركات حرامية سرقوا البلد ... هذا سوق اسهم قابل للربح والخسارة و على الجميع تحمل قراراتهم ...
القول بفساد الشركات قول بلا دليل - وما اسهل رمي الاتهامات الشركات الخاسرة القديمة مرت بظروف منها كساد التسعينات وتراجع النفط الى 7 دولار ثم بسبب صغرها لم تستطع الوقوف مرة ثانية الى اليوم دعمها الان واجب وغير مكلف وفيه دعم لمئات الالاف من المواطنين مثل بيشة - الباحة - ثمار
هناك مشاريع كثيرة مرة بانتكاسات و افلاس وهي خارج سوق الاسهم فهل يجب دعمها ام لا !!! وما هو مصير من لا يعرف سوق الاسهم لكي تدعم من اموال الدولة لشريحة معينة من المستثمرين ... الشركات تمر بنكسات و المستثمرين غير ملزمين بالبقاء فيها بل عليهم البيع و الذهب لشركات ناجحة اما الشركات الخاسرة فلتفلس و تريح الناس منها ... احد امثلة الفساد انعقاد اجتماع الكابلات في اسطنبول هههههههه !!!! وتبغا ندعمها
الشركات خارج سوق الاسهم مملوكة لعدد محدود من المستثمرين اما الشركة المساهمة في سوق الاسهم فملاكها بمئات الالاف مثلا شركة اعمار اكتتب فيها حوالي 10.5 مليون سعودي يعني حوالي نصف الشعب فدعم هذه الشركات دعم لهؤلاء الملاك لان اسعارها ستزيد في السوق وكذلك ربما تتحول الى الربحية ويحصلون على ارباح
نتمنى الدعم للشركات الخاسره لتصحح وضعها او يسمح لمن يملك المال الوفير في هذا البلد ان يقومو يدعم هذه الشركات مثلاً لو يأتي رجل اعمال وفيه خير ويريد الاجر بأمكانه ان يدعم شركة بيشة ويفك كربة ١٠٠٠٠ مساهم دفعه واحده
شكرا لك عل ىالتعليق
شكرا لك على التعليق والاضافة للموضوع
الامثلة التي ضربتها غير صحيحة . الحكومات استولت علي الشركات ودعمتها ومن ثم اعادت طرحها مرة اخري في اسواق المال . وكان اشبة بالتأميم اميركان انترناشيونال غروب وجنرال موتروز وسيتي غروب كلها وفريدي ماك كلها التزمت الحكومة الامريكية بسداد ديونها مقابل حصة فيها , ومن ثم بدات ببيع حصصها في اسوق المال فمن ملك جنرال موتورز او اميركان انترناشيونال غروب قبل قرار شبة التاميم لايملك حصة في الشركات الحالية . ولماذا دعمت الحكومة تلك الشركات لان افلاس AIG كان سوف يكون دمار شامل علي كامل النظام المالي , واجنرال موتورز لانها توظف 350 الف انسان بطريقة او اخري . فهل افلاس ثمار او بيشة مهم للاقتصاد المحلي ؟؟؟؟ وهل شمس ركيزة تستحق ان تضخ فيها اموال الدولة و وجزء من المال اموال الزكاة !!!!
شكرا لك على الاضافة والتصحيح واحب ان اعلق ان الامثلة المطروحة صحيحية لكني لم اتطرق لتفاصيل الدعم وكل دولة لها ظروفها ولكنها تشترك في الدعم وبالنسبة لشركة المواشي القطرية عليك بالبحث في الانترنت لتحقق من ذلك احب ان اؤؤكد نقطة مهمة ان هذا المقال له جانب انساني واقتصادي والجانب الانساني هو الاهم لانقاذ مئات الالاف وربما الملايين من المواطنين من تجميد اموالهم والحكومة تدعم المواطن في مختلف الظروف لكن جانب سوق الاسهم لم يتطرق له احد رغم انه سبب نكبات كبيرة جدا لمعظم المواطنين ليس هذا دعم لمجالس اداراتها لانهم غير متضررين ورواتبهم ومكافآتهم يحصلون عليها سواء ربحت او خسرت الشركة