تمكن سوق دبي المالي في خمسة أشهر من إشباع شهوة المتداولين المتعطشين إلى مضاربات الخطف ،كما حقق للمستثمرين مكاسب لم يكن أكثرهم تفاؤلا يحلم بتحقيقها قبل سنة من الآن، فالمؤشر العام لسوق دبي قفز بسرعة من مستويات ألف وستمئة نقطة في شهر يناير الماضي ليغلق أمس - الثلاثاء 14 مايو 2013 - عند ألفين ومئتين وخمسين نقطة أي عند أفضل إغلاق له منذ النصف الثاني من عام ألفين وتسعة وليصبح أداؤه خلال الربع الثاني من عام 2013 الأفضل على مستوى العالم حسب وكالة بلومبيرغ التي تراقب أربعة وتسعين مؤشرا استرشاديا حول العالم.
المستثمرون والمضاربون في سوق دبي سعداء هذه الأيام ، كيف لا وقد حقق بعضهم مكاسب وصلت لأكثر من مئة في المئة خلال الأشهر الخمسة الماضية ، بل ويمكن القول أن الكثير من المستثمرين نسى كل الآلام التي تعرض لها - خلال الأزمة المالية العالمية، وأزمة ديون دبي ، وأزمة الديون السيادية الأوروبية – وأصبح سعيدا بما حقق من مكاسب أو استرجع من خسائر ، وهو جاهز اليوم للمخاطرة والدفع بالمزيد من أمواله في آتون البورصة طمعا في المزيد من الأرباح وقد يكون على حق فالبورصة عودتنا خلال السنوات الخمس الماضية على لا منطقية الهبوط والصعود ، والذكي هو الذي يركب موجة الصعود ويهرب قبل الهبوط.
خلال الأيام الماضية ارتفعت معدلات التفاؤل بين أوساط المتداولين في سوق دبي إلى مستويات لم نشهدها منذ خمس سنوات ، بدليل أن المؤشر الفني RSI على الإطار الزمني الأسبوعي أعلى من مستوى 80 وهذا الأمر لم يحصل منذ عام 2008 ، كما أن المؤشر الفني MACD على الإطار الزمني الأسبوعي عند مستوى 127 وشقيقه DEA عند مستوى 100 وهذا الأمر أيضا لم يحدث منذ منتصف عام 2008 ، وبالرغم من تشبع هذه المؤشرات صعودا فإن الشراء ما زال مستمرا.
بعد إغلاق السوق أمس أجريت تحليلا بسيطا لأعرف من اللاعب الرئيسي في السوق هل هم صغار المستثمرين أم المحافظ والصناديق الاستثمارية ، وركزت على الأسهم الثلاثة الأعلى تداولا وفق التالي :
من الجدول السابق يتضح لنا أن اللاعبين هم كبار أي هوامير أو صناديق و محافظ استثمارية فقيمة الصفقات كبيرة وقيمة صفقات صغار المستثمرين بالعموم لا تتجاوز 50 ألف درهم . للوهلة الأولى الأمر مفرح ، ويسعد ،ولكن بعد التأمل قليلا ، علينا افتراض أمرين ومناقشتهما قبل التأكد من أن فرحنا وسعادتنا في مكانهما أم أن وراء الأكمة ما وراءها ، الفرضية الأولى إيجابية ومبنية على أساس أن سوق دبي أصبح مؤهلا للترقية من سوق مبتدئ إلى سوق ناشئ على مؤشر مورجان ستانلي وأن المحافظ والصناديق تتأهب لهذا الأمر وتحتل مراكز استثمارية استباقية قبل أن يأتي الأجانب بقضهم وقضيضهم.
الفرضية الثانية سلبية - قائمة على الظن – ومفادها أن المحافظ والصناديق جمعت ما تريد من أسهم خلال الأشهر الستة الماضية وهي اليوم جاهزة لتصريف مقتنياتها بعد أن حققت أهدافها ، وإذا صدق ظني فإن المحافظ والصناديق تقوم حاليا بعملية تدوير محترفة استعدادا لتصحيح مقبل قد يكون مؤلما للغاية.
بالنسبة لي ، أرى التصحيح مقبل في الحالتين السابقتين، والفرق أنه في الحالة الأولى علينا الانتظار نحو شهر من الآن حتى يبدأ التصحيح أما في الحالة الثانية فإن التصحيح قد يكون هذا الأسبوع أو الأسبوع القادم ، فارتفاع قيمة التداولات في حفلة اليوم إلى مليار ومئة ألف درهم لا يسعدني كثيرا خاصة أنه يتزامن مع مؤشرات فنية مشبعة شراءً وصعوداً ، ويتزامن أيضا مع ارتفاع أسعار الأسهم إلى مستويات أعلى من سعرها العادل ،صحيح أن مفاجآت السوق كثيرة وأنا لا أستبعد أن نرى خلال اليومين القادمين تداولات بمليارين أو ثلاثة أو حتى خمسة ولكن ماذا بعد ؟!..
لا أعتقد أن السوق قادر على تنمية قيم وأحجام التداول فوق مستوى مليار ونصف المليار درهم لفترة تتجاوز الأسبوع ، وبعدها ستعود حليمة لعادتها القديمة وسيبدأ صراخ صغار المستثمرين وتحميل تبعات خسائرهم لوسائل الإعلام وإدارة السوق والمحللين .. الخ ، وما أكتبه هنا ليس للمخضرمين في السوق فلهؤلاء خبرتهم وقادرون على تدبر أمرهم ، وإنما هو موجه لهؤلاء الأغرار ممن اشتروا خلال الأيام الماضية على وقع التفاؤل ويمنون النفس بالربح الوفير والثروة السريعة.
اخى الاستاذ / محمد سليمان ... اشكرك على مقالك الهام والذى قليلا ما نجد من الكتاب من يستشرف المستقبل ويحذر وسط المتفائلين وبالطبع العديد من النقاط التى اثرتها هامة ومنطقية ولكن لم اثر الاسواق العالمية فى المقال وهو عامل هام ينبغى عدم اغفاله .... ليت اعرف رأيك فى هذا الصدد .... وتقبل خالص تحياتى
دكتور جمال .. اشكر مرورك جدا .. وأشكرك على مجاملتك اللطيفة .. لم أثر عامل الأسواق العالمية لأني أرى أن الارتباط النفسي بين سوق دبي والأسواق العالمية قد تراجع إلى أدنى مستوياته خلال الفترة الراهنة بعد أن كانت قمة هذا الارتباط أثناء حدوث أزمة ديون دبي العالمي .. أنا أعتقد حاليا وقد أكون مخطئا بأن عامل الارتباط النفسي لم يعد له دور كبير إلا إذا حدثت فقاعة جديدة وكنت الاسبوع الماضي قد كتبت مقالا بعنوان الثيران والطريق نحو فقاعة جديدة يمكنك الرجوع إليه فإن حصلت فقاعة وهذا مستبعد حاليا فإن الحركة العادية وحتى القياسية للاسواق العالمية لن تمنع الأسواق المحلية من التصحيح حسب رأي لان عامل الارتباط النفسي عند أدنى مستوياته .. وشكرا لمرورك
وجهة نظر محترمة، ولكن أحذر من الاعتقاد أن كل ارتفاع سيكون تصحيحه قريباً... أكبر غلطة لأي متداول في السوق الخروج من السوق وهو في مرحلة صعود لاعتقاده إنه ارتفع كفاية. الخروج من سوق دبي الآن خطأ فادح ومحاولة توقيت التصحيحات لعبة خاسرة.
دائما زيادة احجام التداول في قمم سعريه دليل ومؤشر حقيقي على قرب موجه تصحيحيه وكل علامات الموج الخامسه الصاعده الاخيره منطبقه تماما على سوق دبي وابو ظبي من زيادة حجم التداول الى كثرة الاخبار الايجابيه والتصريحات الاعلاميه .. واللبيب بالاشارة يفهم والله اعلم
انا من الناس اللي داخل سوق دبي منذ 2007 وكانت اسعار اعمار ودبي الاسلامي فوق 15 درهم وبعد ذلك صار تقسيم وتخفيض سعر السهم وانخفضت الاسعار ولازلت الا هذا اليوم ونشاهد صعود الاسعار التدريجي ونتكسب من الارباح اخر مرة زودت في سهم دبي الاسلامي عند ماكان سعره 1.98 درهم والان ماشاالله فوق 3 درهم احيانا ياتيني انطباع ان اخرج التدريجي من السوق وجني الارباح ولكن هناك تفاوءل بان الاسعار طالعه فوق لتطور وتعافي اقتصاد دبي وانا مع الاستمرار في السوق وجني الارباح السنوية بغض النظر عن ارتفاع سعر سهر دبي الاسلامي فهل هناك نصيحة من الخبراء في السوق وهل ينصح بضخ سيولة جديدة في ظل الارتفاعات مع العلم باني متورط في سهم دانة غاز ولاشفنا اي ارباح شكرا للجميع