القوة الاقتصادية لأي بلد تكون الرافعة له في الوتائر الأخرى ومن بينها الرياضة، وأكثر البراهين على ذلك ما جرى في نهاية أبريل الماضي إذ ربح فريق بايرن ميونيخ الألماني فريق برشلونة بأربعة أهداف مقابل هدف يتيم وفي أول مايو الجاري تأهل بروسيا دورتموند الألماني على حساب ريال مدريد.
وحُق لمشجعي (برشلونة) الذي تم تأسيسه في عام 1899 من قبل مجموعة من الهواة الإنجليز والسويسريين والإسبان الربط بين هزيمته وبين سقوط الاقتصاد الإسباني تحت أقدام منافسه الألماني.
والاستنتاج تتأكد حقيقته من كون أن الاقتصاد الإسباني دخل في نفق مظلم يصعب رؤية ضوء في نهايته. وللمفارقة عندما خرج الإسبان من عهد فرانكو انخرطوا في مرحلة من التطوير والعمل الجاد والتحديث للحاق بالعصر، وأصابوا نجاحًا وصارت الرياضة الإسبانية رمزا للتقدم الاقتصادي الإسباني، وبدوره أثار الإعجاب والدهشة في نمو الناتج الإجمالي الذي قُدِّر حينها بأنه يعادل مجموع الناتج المحلي الإجمالي للدول العربية مجتمعة.
ونجاح دول كإسبانيا جعل الانضمام لمنطقة اليورو محط الأمل والفرحة ولكن يبدو أن الفرح خبأ أو انقلب حزنًا وخوفًا وخيبة بعد أن مارست بروكسل لربع قرن وصفات علاجية جعلت اقتصاد مدريد يغرق في مستنقع من النوايا المتضاربة ويدخل غرف الإنعاش.
لأن حصيلة سياسات بروكسل رفعت نسبة البطالة في الربع الأول من العام الحالي إلى ما مجموعه 6.2 مليون إسباني أو ما يعادل 237 ألف أو ما نسبته 27.2% وهو ما يعني خسارة الاقتصاد الاسباني 3.581 وظيفة يوميًا لا عجب إن وجدت 9.1 مليون أسرة إسبانية نفسها في دائرة البطالة التي بلغت نسبتها في منطقة مثل الأندلسية 36.8% وهي الأكثر كثافة، كما بلغت نسبة البطالة بين الشباب 57.2%، وتقدر في جزر الكناري بحوالى 70% وهو وضع دفع لهجرة واسعة عمت البلاد وتحولت أمة عظيمة كالأمة الإسبانية إلى مجرد مستهلك أو دولة تستجدي الاستدانة والهجرة، ويدخل اقتصادها في حقل الأشواك الكبير الذي لا ينبت إلا إفلاسات لها مذاق العلقم أو أمر.