في إحدى الرحلات إلى الولايات المتحدة جلس إلى جانبي شاب فيما كانت يدي تخط مقالي الاسبوعي.
حاول الشاب مقاطعة سلسة افكاري عرف نفسه إلي بمحمد قلت له أنا خالد، صمت قليلا ثم عاد لي ليتعرف على ماذا أكتب، فأجبته عن الاقتصاد، سألني ما هو الاقتصاد؟ هل هو سوق المال أم الوظائف أم ماذا؟ قلت له هو علم إنساني يهدف لدراسة كيفية تحقيق التوظيف الأمثل للموارد المتاحة، بما لا يغفل عنصر الندرة بها،وشرحت له قليلاً عن الاقتصاد بمفهوميه الجزئي والكلي وكيف يهتم الكلي بالمثال بمصادر النمو ويحارب الركود والتضخم ويحاول الاقتراب من تحقيق التوظيف الأمثل لعناصر الانتاج، قال إذا هذا العلم يريد الوصول إلى تحقيق المدينة الفاضلة ولم يصل حتى الآن، أجبته بأن تقاطعات العالم هي من تحرك اتجاهات الاقتصاد عموما،سكت قليلاً لينشغل في وجبة العشاء التي وصلت للتو.
انتهى من عشائه ليعود ليسألني من جديد عن كون الاقتصاديين صادقين فيما يتوصلون إليه من نتائج؟ قلت له نوعا ما، أجابني أين هم عن الأزمات المالية العالمية التي أنهت حياة شركات كبرى عالمية وهددت حكومات الدول، هذه ليست دراسات إنها أقرب للتنجيم أو «خراص»، فكرت قليلاً وأجبته بالمفهوم الكينزي وهو الأمثل لتساؤله بأن الاقتصاد طريقة للتفكير تحاول تصحيح المسارات والنتائج ولا تقدمها، همهم قليلاً وقال كيف سيدرسون وكل شيء يتغير أمامهم لحظياً، أجبته بأنهم يهملونها أو بالأصح يعتبرون المتغيرات الهامشية ثابتة ويقيسون بناء على المتغيرات الرئيسية المؤثرة.
قال لي وكيف سيلتزم الفرد في تحقيق أهدافهم، أوضحت له بأن الانسان رشيد بطبعه ويبحث عن الفرص التي تطرحها الفرص الاقتصادية كونها تصب في مصلحته عموما، قال لي هل هذا العلم محصور في فئة معينة نفيت ذلك، تردد قبل أن يقول ما يجول في خاطره من تساؤلات حول عدم وجود هذا العلم في المدارس العامة، قلت له حقيقة لا أعلم السبب ولكننا فعلا نحتاجه على المدى البعيد، لا أعلم إن كان محمد قد اقتنع ما حكيته له، لكنه فتح أبوابا لأسئلة كثيرة حول الاقتصاد كمفهوم ، وقدرته على تجاوز الاهتزاز في الثقة به وبمؤسساته عقب الأزمات المالية التي ضرب في جسد الاقتصاد العالمي ككل حتى وصلنا إلى العاصمة الامريكية.
كاقتصادي محنك... استطيع ان افهم من مقالك,اننا مقبلون على طفرة كبيرة :)