هي إذاً رسالة واضحة، وعلى جميع الوزراء ومن تحت إداراتهم من كبار المسؤولين التقاطها والعمل بمقتضاها.
وعنوان الرسالة: التواصل مع الناس.
وفحواها: الخروج عن الأنماط التقليدية في الإدارة، الشفافية، الالتصاق بالواقع والخروج من المكاتب المكيفة،للوقوف على التحديات والمشاكل التي تواجه سكان الدولة.
إن أحداً من رؤساء الحكومات حول العالم لم يفعلها قبل صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد.
إن الإعلان عن التشكيل الوزاري العاشر في تاريخ الدولة عبر «تويتر» يؤكد أنها حكومة شابة، تسعى إلى الاستفادة من ثورة التواصل الاجتماعي التي خلقتها التكنولوجيا الحديثة.
هي إذاً حكومة شابة سناً وفكراً تجدد دماءها، وتتطلع إلى المستقبل وتحدياته بروح متفائلة طموحة.
واللافت أن أغلب وزراء الحكومة القدامى، وحتى الوجوه الجديدة المنضمة أخيراً، مغردون مشاهير يتابع بعضهم مئات الآلاف.
والمدقق يستطيع أن يتبين أن عدداً منهم يديرون حساباتهم بأنفسهم، ويتواصلون مع متابعيهم بعبارات حميمية،وكأن هناك صداقة قديمة تجمعهم، ويردون على ما يصلهم من شكاوى
بفاعلية، بل يقطعون على أنفسهم وعوداً On line باتخاذ الإجراءات اللازمة، ويبثون للمتابعين لاحقاً ما أنجزوه بشأن هذه الوعود، والأمثلة كثيرة.
وحتى إن وُجد وزير في الحكومة لا يمتلك حساباً في تويتر، فمن المستبعد أن يستمر بعيداً عن موقع التواصل الاجتماعي الشهير بعد خطوة إعلان التشكيل الجديد عبره، على الأقل ليكون
مطلعاً على أي تطور مماثل في المستقبل.
الرسالة واضحة إذاً .. تواصلوا مع الناس، وتفاعلوا معهم، وليكن تجاوبكم سريعاً، لأننا نعيش في عصر ثورة التكنولوجيا المتجددة لحظياً، ولتتحلوا بالشفافية، فالفضاء الإلكتروني مفتوح كأبواب دواوين الحكام المشرعة لاستقبال كل صاحب حاجة أو مظلمة أو طلب، ولكنها دواوين إلكترونية تسهل على الناس الوصول إلى غايتهم بشكل ناجز ومؤكد.
والسؤال هو: ما هي المفاجأة المقبلة لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد؟