"الشيوخ أبخص"

09/03/2013 2
صالح الروضان

نردد ونسمع هذا القول حيال الامور والقرارات الغير مفهومه بينما قصة هذا المثل مخالفة تماما للغرض المقصود وهي ان شابا من اهل احدى الهجر كان يضايق ابنة امير هذه الهجرة وبدأ يتمادى في معاكستها دون اكتراث ,فأخبرت والدها وهو امير هذه الهجرة وبحكمة هذا الامير لم يريد ان يشوش على ابنته ولكنه يريد بنفس الوقت تأديب هذا الشاب المعاكس , فأتفق مع امام المسجد على طريقة يعاقب بها هذا الشاب على فعلته دون شوشرة وهي ان يراقبه هل يحضر للصلاة مع الجماعة , وبالفعل تأخر في احد الاوقات فاحضروه للأمير وطلب من الامام ان ينفذ فيه العقوبة وهي الجلد , بالطبع هذا الشاب يعرف ان السبب بكل تأكيد ليس غيابه عن الصلاة ولكنها عقوبة معاكسته لابنة الامير , وأثناء تنفيذ العقوبة مر رجل لم يعرف سبب هذا الجلد المبرح فسأل ماسبب هذه العقوبة القاسية ؟ الشاب خوفا من الفضيحة قال بصوت مرتفع : "الشيوخ أبخص".


القصة الاخرى ان احد الاعيان طلب منه الحاكم سرا مغادرة البلاد فقرر الهجرة الى فلسطين وكل من سأله لماذا انت مهاجر رد عليه "الشيوخ أبخص".

وصارت هذه المقولة مثلا يقال عندما تعلم السبب ولكنك لا ترغب بذكره أما انه سرا أو انه خوفا من الفضيحة .

الغريب استخدامنا هذا المثل في اغلب الاحيان في غير محله خصوصا اذا كان القصد ان اهل الحل والربط هم اهل الخبرة وهم اهل دراية ويجب ان لا نتدخل في قراراتهم او نسأل لماذا سواء على المستوى السياسي و الاقتصادي والإداري والاجتماعي او حتى المستوى الشخصي مع القريب والبعيد.

الامر الاخر هو من هم الشيوخ المقصودين ! فقديما كان يطلق لقب الشيوخ على الحاكم او من يمثله اما اليوم اصبح هذا اللقب يطلق على كبار السن والعلماء والأمراء وأصحاب المال والمراكز وكذلك المهن اصبح لها شيوخ فالشيوخ تعددوا وكثر من يقول الشيوخ أبخص.

لماذا نبرر عدم منطقية بعض الامور او القرارات بهذه العبارة وهي في الاصل اثباتا اننا نعرف السبب ولكنه لا يقال وليست تبريرا لحكمة او دراية صاحب القرار وكأننا ندين انفسنا عن أي تقصير او تجاوز غير منطقي لنخفي امرا لا يقال ..  بالضبط كما فعل هذا الشاب أو ذاك الكبير