سوق اضرب واهرب

17/02/2016 5
صالح الروضان

تزامنا مع اكتمال كل الاستعدادات لاستقبال المستثمر المؤسسي الاجنبي للدخول بالسوق السعودي للاسهم ومع اكتمال الحملة الدعائية التي قامت بها شركة سوق المال بالتعاون مع هيئة سوق المال ومجموعة من الشركات المدرجة من اجل استقطاب رؤس الاموال الاجنبية للدخول بالسوق السعودي والتي انتهت باستقالة رئيس تداول وبالتزامن مع توجهات الهيئة باعطاء الشركات والمؤسسات المالية الاولوية في أي اكتتاب جديد بحيث يثم رفع نصيب المؤسسات وتخفيض نصيب الافراد بشكل تدريجي والذي بدأ بالفعل منذ سنة.

وبالتزامن مع توجهات الهيئة في حملتها الدعائية " التثقيفية" من اجل تشجيع المتداول للتحول الى الاستثمار من خلال الصناديق الاستثمارية المدارة من البنوك والمؤسسات المالية المصرح لها من اجل حمايته من مخاطر السوق بالرغم من نتائج تلك الصناديق لاتشجع مطلقا من ناحية العائد السنوي فقد كانت مخيبة للامال في اخر نتائج سنوية.

بالرغم من هذا كله تجد ان الطابع السائد في حركة التداول اليومي هي "اضرب واهرب" وهو مايعرف ب Hit & Run.

هذا السلوك موجود في اغلب الاسواق لكن نسبته جدا ضئيلة ولا تقاس عند مقارنتها بفكر الاستثمار السائد حتى بين الافراد.

الافراد بطبيعتهم لديهم حساسية مفرطة تجاه السوق فتجده يقع في مصيدة الخسارة فبدلا من ان يضرب ويهرب يُضرب ثم يُضرب ثم يهرب بعد الخسارة في نفس الوقت لدية الرغبة السريعة للثراء وقد وجد سوقا متاح واسهم كالريشة يتحكم بها مضارب واحد فيجذب اليها الاف المتداولين برفعها وهي لاتساوي قيمتها الاسمية وبعد ان يصل الى هدفة  يبدا بالتخلص منها باي سعر وتنتهي بربح 10 متداولين او اقل "متمكنين" مقابل خسارة الاف من صغار المتداولين.

هذا المضارب الحذق استغل عدم ممانعة النظام من التدوير المخادع والبيع العشوائي ووجود بيئة خصبة من عدد من الشركات الخفيفة الوزن خفيفة القيمة والمنفعة بل واغلبها مهددة بالايقاف بسبب خسائرها المتراكمة.

في العرف العامي البعض يقول " من حصل شي يستاهلة" في النهاية هيئة سوق المال لو اكتشفت أي مخالفة بعد عدة سنوات ستطالبة بجزء من الارباح التي حققها اما انت عزيزي المتداول ارجع لمن امرك بالدخول بهذه المجازفة.

والذي زاد الطين بللا انك تشاهد ان المؤسسات المالية المصرح لها بالتقييم وتقديم المشورة  توصي بالمضاربة وتنشر ذلك بين الافراد وكأنه سلوك مرغوب بل الادهى ان بعضها تمادى وقام ينشر نشرة يومية بمجموعة من اسهم الشركات تحت بند "اضرب و اهرب " علنا وامام الجميع بما في ذلك هيئة سوق المال التي انشغلت بمطاردة الافراد الذين يقدمون توصيات عبر وسائل الاتصال الاجتماعية بالرغم من التاثير المحدود جدا لهؤلاء الافراد مقابل الاثر والانتشار القوي لتوصيات "بيوت الخبرة" المصرح لها والتي تركت دون مسائلة سواء بتوصيتها بالمضاربة او بتوصيتها بشراء الاسهم التي تحت "تغطيتها" وتقيمها باسعار مبالغ بها من ناحية القيمة العادلة وفي الغالب تجد الاسعار تتجة عكس مايوصون به والشواهد والادلة كثيرة جدا ومتعدده تستطيع الهيئة عمل احصاء وتحليل ستكون نتائجها ممتعة جدا لهم وللمراقب.

المستثمر طويل المدى لايهتم لكل هذه التقلبات في النهاية هو يركز على اداء شركاته وعلى نسب العوائد فكلما هبط سعر اسهم شركاته زاده ذلك اغراء في زيادة نسب تملكة طالما الشركة لم تتأثر ماليا والسعر يهبط بسبب نفسيات المتداولين اليوميين وضحايا الضرب والهروب.