قراءة في اتفاقية تبادل الكلنكر بين اسمنت العربية والشمالية

18/02/2013 12
حجاج حسن

أعلنت شركتي اسمنت العربية واسمنت الشمالية أمس عن اتفاقية، بموجبها تقوم شركة اسمنت الشمالية بتزويد اسمنت العربية بـ  700 ألف طن كلنكر سنوياً بمصنع رابغ.. مقابل قيام اسمنت القطرانة (التابعة لاسمنت العربية) بتزويد مصنع اسمنت الشمالية بالكرك في الاردن بنفس الكمية.

وقالت أسمنت الشمالية أن هذه الاتفاقية ستساهم في تحسين أدائها بمبلغ 50 مليون ريال سنوياً، في حين قالت أسمنت العربية أن هذه الاتفاقية ستساهم في تخفيض تكاليف اسمنت القطرانة بنحو 26 مليون ريال سنوياً .

وفي الحقيقة أن اسمنت الشمالية بعدما كانت تزود مصنعها بالأردن بمادة الكلنكر وهو ما كان يُعطيها ميزة تنافسية أكبر عن مثيلاتها، إلا انها سريعا ما فقدت تلك الميزة بعد قرار وزارة التجارة بمنع تصدير الاسمنت ومشتقاته،  لتقوم بعدها بشرائه من موردين محليين ومن ثم ارتفعت تكاليف الشركة وانخفضت هوامشها.

في المقابل فان شركة " اسمنت العربية " في الاردن تعاني من ارتفاع تكاليف الإنتاج و انخفاض الطلب و الاستهلاك، فهي لا  تستطع حتى ان تستغل نصف الطاقة الانتاجية لمصنع اسمنت القطرانة، ومن هنا يبدو واضحاً ان فائدة اسمنت الشمالية ستكون اكبر عن نظيرتها العربية.

في (السعودية ) ...  سوف تتمكن شركة اسمنت الشمالية من التخلص من مخزوناتها المتراكمة من الكلنكر في السعودية والتي  كانت( بنهاية 2011 بـ 300 ، بنهاية 2012 كانت 700 بنهاية يناير 2013 كانت 820 ألف طن)، مع العلم أن تلك الكمية المباعة تمثل نحو 40 % من الطاقة الانتاجية السنوية لشركة اسمنت الشمالية .

النقطة الثانية والتي قد تكون هي الاساس في قيام اسمنت الشمالية بهذه الخطوة هي أنها وبطريقة غير  مباشرة ستعود لتصدير الكلنكر ( 700 ألف طن)  إلى شركتها التابعة بالأردن .. وذلك من خلال شركة اسمنت القطرانة ( العربية) وبأسعار السعودية الأقل عن أسعار الاردن.



أما في (الاردن) ...  سنجد أن فائدة اسمنت العربية تكمن فقط في زيادة الطاقة الانتاجية بكمية 700 ألف طن لشركة اسمنت القطرانة، ومن ثم ارتفاع في الهوامش نتيجة انخفاض تكاليف الطحن والنقل، إلا أنها تبقى خطوة أولى نحو علاج ازمة اسمنت القطرانة التي لا تنتهي.