تحدثنا في المقال السابق عن نتائج بنك الرياض، وذكرنا بان المؤشرات تدل على ان بنك الرياض كان من بين اقل البنوك تعرضا للشركات المتعثرة و التي كان الجدل يدور حولها طيلة العام الماضي، و إكمالا لمسلسل البنوك مع الشركات المتعثرة سنتبع في هذا المقال نفس الخطوات مع بنك الاستثمار و الذي نشر قوائمه المالية المفصلة يوم أمس الأول، و ستلاحظ عزيزي القارئ الفرق الكبير بين بنك يبدو أنه منكشف على بعض الجهات المتعثرة و بنك أخر استطاع أن يخرج من الأزمة بأقل الخسائر عند الاطلاع على المقارنة بين بنك الاستثمار و بنك الرياض المضافة في أخر هذا المقال.
الوضع في بنك الاستثمار يختلف كثيرا عما شاهدناه في بنك الرياض، حيث سجل البنك خسائر خلال الربع الرابع من العام 2009 بلغت 109.4 مليون ريال، و حقق البنك نموا في الأرباح السنوية بمعدل 2 % .. و لهذه النتائج مبرراتها كما سنرى في التحليل أدناه.
ارتفعت القروض المتعثرة عند بنك الاستثمار بنسبة كبيرة خلال العام 2009 حيث بلغت 1.79 مليار ريال مقارنة بحوالي 295 مليون ريال فقط خلال العام 2008، و شكلت هذه القروض حوالي 6 % من إجمالي محفظة القروض لدى البنك و هي نسبة كبيرة لا يستهان بها خصوصا عند مقارنتها بالنسبة المسجلة خلال العام السابق أو عند مقارنتها بنفس المعدل لدى بنك الرياض.
الزيادة الكبيرة في القروض المتعثرة و التي طرأت خلال العام الماضي فقط، تكفي في إعطاء مؤشرا واضحا على تورط بنك الاستثمار مع إحدى الشركات المتعثرة.. إذا ماذا عن التحوط عند البنك؟؟ وهل اقتطع البنك المخصصات الكافية لهذه الديون الرديئة؟؟
سجل البنك مخصصات خلال العام 2009 بلغت 514.6 مليون ريال، معظم هذه المخصصات أو ما يشكل حوالي 77 % منها تم اقتطاعة خلال الربع الأخير من العام، و ارتفع رصيد المخصصات المتراكمة عند البنك إلى 1252 مليون ريال ، هذا يعني إن البنك قام بتغطية 70 % فقط من القروض المتعثرة، أي أن حوالي 536 مليون ريال من القروض المتعثرة لم يتم التحوط لها!!
هذه الأرقام تحتاج إلى وقفه.. و تدعونا لطرح بعض التساؤلات.. عن الجهة المتعثرة التي انكشف البنك لها .. هل هي شركة القصيبي أم مجموعة سعد أم دبي العالمية أم جميع هؤلاء ؟؟؟؟ أم انه لا هذي ولا تلك ؟؟؟.. ولماذا اجل البنك معظم مخصصاته السنوية إلى الربع الأخير من العام؟؟؟ و إن كانت هذه سياسة يتبعها البنك فلماذا لم يتحوط بكامل قيمة القروض المتعثرة؟؟ .. فمعدل التحوط لدى البنك قليل خصوصا عند مقارنة بالعام السابق مع الأخذ في الاعتبار الفارق في حجم القروض المتعثرة، و باعتقادي أن هذا المعدل يعطي إشارة إلى أن هناك مخصصات جديدة قادمة خلال هذا العام وقد تكون خلال الربع الأول، فمشاكل البنك لم تنته بعد و لم يطوي صفحتها خلال العام 2009.
نأتي إلى الجزء الأخر من التقرير و المتعلق بودائع العملاء و التي سجلت تراجعا عند بنك الاستثمار خلال العام 2009 إلى 38.25 مليار ريال بسبب انخفاض الودائع لأجل ( و التي تشكل الجزء الأكبر من إجمالي الودائع ) بنسبة 18 %.
و يبدو أن البنك بدا بالتوجه إلى قطاع الأفراد عبر زيادة الانتشار و افتتاح الفروع الجديدة، سعيا منه في استقطاب مزيدا من الودائع المجانية ( تحت الطلب ) بالتزامن مع التخلص مع جزء من الودائع مرتفعة التكلفة، حيث ارتفعت الحسابات الجارية لدى البنك بنسبة 65 % إلى 4.51 مليار ريال إلا أنها لا زالت تشكل نسبة بسيطة من إجمالي ودائع العملاء لم تتعدى الـ 12 %.
يبقى أن نشير إلى أن بنك الاستثمار استطاع أن يخفف من اثر العوامل السلبية التي ذكرناها سابقا على نتائجه للعام 2009 عبر تحقيقه لأرباح رأسمالية بلغت 126.5 مليون ريال عبر بيع أراضي، هذا بالإضافة للانخفاض الكبير في مخصصات الانخفاض في قيمة الاستثمارات مع التحسن في محفظة الاستثمارات.
أخيرا،، اعتذر منكم على الإطالة و أترككم ألان مع المقارنة بين بنك " الرياض " و بنك " الاستثمار " و أهم المؤشرات.
شكرا انور مرة أخرى ,,,, وننتظر اكثر
الف شكر على التحليل المنطقي والعلمي
شوووووكراااا عل المعلومات القيمة ... ننتظر منك تحليل باقي البنوك سامبا الراجحي الأهلي وغيرهم
راااااااااااااائع ومشكور استاذ انور ... وننتظر باقي البنوك وخاصة "الفرنسي"