نظرية داو DOW THEORY والتحليل الفني :

21/11/2012 2
محمد الشميمري

استمرارا لسلسلة المقالات التثقيفية هذا مقال تكملة للتحليل الفني : قام شارلز داو بنشر اول اصدار مكتوب عن مؤشر متوسط اسعار الأسهم في سوق الأسهم الأمريكية سنة 1884م كان يحوي فقط على 11 سهما وسمي مؤشر الداو المعروف اليوم وهذا المؤشر هو اول مؤشر اعتمده المحللون الفنيون بعد 80 سنة من وفاته ومع ان شارلز داو لم يكتب كتابا يشرح فيه نظريته لكنه اعدها عن طريق عدة مقالات عن كيف ولماذا تتحرك الأسهم نشرت في جريدة الول ستريت جرنل وبعدها جمعت بعد وفاته وقدمت في احد الكتب عن الأسهم تحت عنوان ""The ABC Of Stock Speculation" ومن خلال هذا الكتاب سميت اراء شارلز داو بنظرية داو لأول مرة وشبه الكاتب اثر اراء شارلز داو على سوق الأسهم كأثر اراء فرويد على علم النفس. وتكمن اهمية نظرية داو في عالم الأسهم لأن معظم فلسفة التحليل الفني اليوم تقوم على اراءه بطريقة مباشرة او غير مباشرة فيعتبر شارلز داو في الحقيقة مؤسس للتحليل الفني فالأدوات التي يستخدمها المحللون الفنيون ومع تقدم التكنولوجيا كلها مقتبسة من اسس نظرية داو ولهذا ينبغي الأطلاع عليها ولو مجملا قبل الخوض في تفاصيل التحليل الأساسي.

ومع ان عمل داو كان مقتصر على المؤشرات التي اسسها الا ان نظريته ايضا تصح على الأسهم وغيرها من الأوراق المالية وتعتمد النظرية على ست قواعد اساسية سنرى ان على اتصال واضح بالتحليل الفني وهي كالأتي:

1- المؤشرات تأخذ بعين الأعتبار كل شيء:
ومن هنا يتضح جليا مدى تأثير اراء داو على التحليل الفني فهذه القاعدة هي بعينها الركن الأساسي في التحليل الفني الفرق انه هنا يتكلم على المؤشرات وفي الركن للتحليل الفني نتكلم على كل ورقة مالية ولكن المقصد النهائي لكلا القاعدتين ان السعر النهائي لأي ورقة مالية يمثل كل المتعلقات بالعرض والطلب من اقتصاد وتحليل اساسي واخبار ونفسيات المتعاملين وكل شي معبر في السعر النهائي الحالي للورقة المالية.

2- السوق لديه ثلاث موجات:
يفسر داو الموجة في حال الصعود بأن الموجة الصاعدة باقية مادام ان قمم الموجة التي تليها أعلى مع ايضا ارتفاع لقاع الموجة مقارنة مع الموجة السابقة وعلى هذا فالموجة الصاعدة = قمم وقيعان اعلى من الموجة السابقة. والعكس صحيح في الموجة الهابطة= قمم وقيعان ادنى من الموجة السابقة.

ويقسم داو الموجات في حركة الأسهم الى ثلاث موجات:
أ-الموجة الأصلية.
ب-الموجة الثانوية.
ج-الموجة الضعيفة.
وينصب اهتمامه على الموجة الأصلية والتي تستمر في العادة لأكثر من سنة وفي بعض الأحيان لسنوات عديدة , ويشبه الموجات الثلاث الى المد , الموج , والغثاء في شاطىء البحر . فالموجة الأصلية هي المد والثانوية هي موج البحر والضعيفة بالغثاء الأبيض الذي يظهر اعلى موج البحر, وعلى هذا فاذا كانت كل موجة تدخل الى اليابسة اكثر من الموجة السابقة فهذه هي الموجة الأصلية وهي المد ويعني ان المد مستمر ولا ينتهي حت تبدأ الأمواج تتراجع وحينئذ نعرف ان الحركة بدأت تنعكس للأسفل. اما الموجة الثانوية فهي تمثل تصحيح في الموجة الأصلية وبالعادة تبقى ثلاث اسابيع الى ثلاث شهور ويكون التصحيح عادة من ثلث الى ثلثي المنفذ من الموجة الأصلية ويقدر التراجع في اكثر الأحيان عن ما انجزته الموجة الأصلية ب 50% اي النصف.
اما الموجة الضعيفة وهي لا يزيد تأثيرها عن ثلاثة اسابيع وتمثل تغير الأتجاه بمدى زمني قصير .

3- الموجة الأصلية لديها ثلاث مراحل:
هذه المراحل تنطبق على الورقة المالية:
 المرحلة الأولى :هي مرحلة التجميع على الورقة المالية وفيها يقوم المستثمرون المتطلعون بالشراء في وقت انعكس كل الأخبار السيئة في السوق ويعني انهم يشترون وقت الهبوط.

المرحلة الثانية: هي مرحلة الأنطلاق بعد ما تعرف اكثر المستثمرين والمتابعين لاتجاهات الورقة المالية ويكثر في هذه المرحلة الشراء القوي ويغلب عليه ارتفاع الورقة المالية بقوة.

المرحلة الثالثة: وهي الأخيرة وعادة تعقب تعرف اغلب الجمهور على حركة الورقة المالية ويظهر خبرها في وسائل الأعلام المختلفة ويعم التفائل لمسقبل الورقة المالية وتبدأ المضاربة على الورقة المالية بالأرتفاع وفي هذه المرحلة من القمة يبدأ المستثمرون الذين جمعو في المرحلة الأولى في وقت كان الشراء غير مرغوب فيه والأخبار السيئة تغلب على الأخبار الأيجابية والتشائم والخوف يغلب على التفائل والطمع يقومون هؤلاء المستثمرون بالبيع في مرحلة تفائل الجميع ومرحلة ندرة البيع.

ومن هذه المراحل الثلاث قامت نظرية أليوت للموجات الثلاث في السوق الصعودي البول ماركت وسيأتي الكلام عن نظرية أليوت وكيف كان اثر اليوت في بروز هذه النظرية.

4- المؤشرات لابد ان تؤكد بعضها البعض:
وفي هذه القاعدة يشير داو الى المؤشر الصناعي ومؤشر اسهم سكك الحديد ويعني انه لا يمكن ان نجزم ان هناك سوق صعودي او هبوطي بول او بير الا اذا اتفقا المؤشران على اتجاه معين.

5- كمية التداول لابد ان تؤكد الأتجاهات:
وايضا هنا يبين اثر نظرية داو على التحليل الفني فكمية التداول هي من اهم الأدوات الفنية التي تبرز استمرار الأتجاهات في الورقة المالية او كسرها وان هبوط كمية التداول يدل على هبوط الأهتمام بالورقة المالية وان الصعود القوي او الهبوط القوي لابد ان يصاحبه تداول قوي والا فان خطوط الأتجاه لا تتأكد اذا لم تكن مصاحبة لكميات تداول قوية.

6- ان الأصل بقاء اتجاه الورقة مع الموجة الى ان يظهر ما يعكس الأتجاه:
وهذه ايضا من المسلمات في التحليل الفني اليوم ومعنى ذلك بقاء واستمرار اتجاه الورقة المالية في الموجة الصاعدة او الهابطة الا اذا طرأ تغير وهذا التغير هو ما سندرسه في التحليل الفني كما سيأتي.

الخلاصة:
تظهر اهمية عرض نظرية الداو بمدى تأثر من بعده بتشكيل وتقعيد التحليل الفني وهو ظاهر لكل من قارن اساسيات نظرية داو واساسيات التحليل الفني ولذلك كان من المهم جدا ان تكون مقدمة لما سيأتي في التحليل الفني.