قبل ما يقارب أسبوعين كان لمجلس الشورى مبادرة، حيث استدعى المجلس وزير الصحة السعودي الدكتور الربيعة ليطلع على أداء الوزارة وتقريرها السنوي، ويسلط الضوء على الأعمال الطبية بدقيقها وأخطائها التي تكررت في الآونة الأخيرة في القطاعين الصحيين العام والخاص وإن كنا قد شهدنا أخطاء طبية لا دلالة لها إلا الإهمال من العالمين والقائمين على إدارة تلك المنشآت الصحية.
وإذا عرفنا أن الصحة تأتي في المرتبة الثانية من حيث إقرار المشاريع والميزانيات في ميزانيات الدولة لتقلصت لدينا المساحة الممكن إعطاؤها لوزارة الصحة والمستشفيات الحكومية للخطأ والتقصير، لأن الإنفاق على الصحة عال، والمشاريع التي أقرت وتم إدراجها في الميزانيات كبيرة، ويبقى التقصير والنقص والخطأ موجودة، لكن نطاق وجودها الحالي كبير وكثير ولا يعكس الاهتمام والصرف الحكومي على هذا القطاع الهام.
عندما استدعى مجلس الشورى وزير الصحة كان أول التباشير بأن يخرج هذا الاجتماع واللقاء بفائدة يلمسها المهتم والمتابع، إذا كان المجلس هو ما يعكس الرأي العام خصوصا بعد أن وجه الدعوة للعموم للمشاركة وطرح الاستفسارات والأسئلة لوزير الصحة لنسمع بعد ذلك تصريحا من الشورى بأن ما يزيد على مائة ورقة من الأسئلة تنتظر وزير الصحة في إشارة إلى جدية اللقاء، ليتبعه بعد ذلك تصريح صحفي لأحد أعضاء مجلس الشورى بأن هذا اللقاء روتيني ولا يمكن أن يحقق الفائدة التي يرجوها المتابع والمهتم منه وأن التصريح بوجود 100 ورقه ما هي إلا للاستهلاك الاعلامي ولإرضاء المتابع وأن وقت اللقاء فقط 45 دقيقة سيأخذ وزير الصحة منها ما يزيد عن 75 بالمائة في قراءة التقرير وتوضيح ما قامت به الوزارة وخططها المستقبلية وأن 25 بالمائة الباقية من الوقت ستكون ليجيب الوزير على أسئلة الأعضاء وبعدها أسئلة المواطنين.
في ظل هذا الصراع داخل أروقة مجلس الشورى كان التحديد لعملية فصل توأم سيامي سعودي قبل اللقاء بيوم واحد وبعملية تواصلت لـ «18» ساعة تقريبا، فبين أعمال وعملية وزير الصحة وتضارب تصريحات وتقبل أعضاء مجلس الشورى في جدوى اللقاء من عدمه ضاعت الفائدة المنتظرة من مثل هذا اللقاءات، وفي ظل هذا التضارب فإن ما ضاع من وقت للأطراف الثلاثة المشاركة في هذا حق بأن يحترم, فوقت المواطن المهتم والتي تمسه بشكل مباشر خدمات وزارة الصحة يهمه بأن يضيع بفائدة وعمل يسعها من استضافة الوزير, ووقت وزير الصحة المهدر في اللقاء سيكون أكثر فائدة في تطوير أعمال الوزارة وتأدية العمليات الطبية الأكثر نجاحا كفصل التوائم التي نجحنا بها عالميا، وأخيرا الهيئات الرقابية التي كان من الممكن أن يساعدها مثل هذا اللقاء لاكتشاف الخلل والأخطاء إن وجدت نزاهة وديوان الرقابة أما الآن وقد ذهب اللقاء ولم يسجل أي إضافة لأي طرف فإن جميع الأطراف ضاعت أوقاتهم واستمر الشورى في هدر وقته ووقت غيره دون إضافة.