منذ بداية العام 2009 و نحن نلمس تحسنا كبيرا في الأداء المالي للشركة السعودية لمنتجات الألبان و الأغذية " سدافكو "، حيث أن الشركة تسجل نموا في الإيرادات يصحبها ارتفاع ملفت في هوامش الأرباح و بالتأكيد نتج عنها زيادة كبيرة في الأرباح الصافية، فما الذي يحدث في " سدافكو " ؟؟ .. و هل استفادت الشركة من الأزمة العالمية ؟!!
تقوم شركة " سدافكو " بإنتاج الحليب طويل الأجل ( حليب السعودية ) و هو تقريبا منتجها الرئيسي منذ أن تأسست، إلا أنها وسعت إنتاجها إلى منتجات الألبان الأخرى و الوجبات الخفيفة من الأغذية و التي تضم الجبن و معجون الطماطم و الايسكريم و العصائر. و لعل شركة سدافكو من الشركات القلائل التي استفادت من الأزمة التي حلت على العالم في الربع الأخير من العام 2008، و ذلك بانخفاض أسعار المواد الأولية بشكل حاد، مع بقاء أسعار البيع للمنتجات عند نفس مستوياتها العالية و التي خلفها التضخم في العام 2008. تقوم الشركة باستيراد المواد الأولية الرئيسية من الأسواق العالمية، و أهم المواد الأولية المؤثرة تكاليف الشركة هي مسحوق الحليب منزوع الدسم المستخدم في صناعة الحليب طويل الأجل و دهن الحليب و الذي أيضا يستخدم كمادة أولية في صناعة الحليب و الايسكريم بالإضافة إلى معجون الطماطم المركز لمنتجات الصلصة. تشكل مبيعات الحليب طويل الأجل أكثر من 60 % من المبيعات الكلية للشركة و يعتبر مسحوق الحليب منزوع الدسم المكون الرئيسي في الحليب طويل الأجل و يشكل جزءا كبيرا من التكلفة الإجمالية و عليه فان التقلبات في أسعاره يكون لها بالغ الأثر على نتائج الشركة. تستورد شركة " سدافكو " مسحوق الحليب منزوع الدسم من استراليا و نيوزيلندا و أوروبا، و قد شهدت أسعار هذه المادة ارتفاعا إلى أعلى مستوياتها في بداية العام 2008 عندما تجاوز متوسط الأسعار الـ 3400 دولار للطن، ثم بدأت في التراجع تدريجيا الى ان وصلت ادنى مستوى لها في السنوات الأربعة الماضية عند 1600 دولار للطن. من خلال الجدول ادناه يمكن ملاحظة اثر التقلبات في اسعار مسحوق الحليب منزوع الدسم على هوامش الارباح لشركة " سدافكو " ، حيث سجلت الشركة افضل معدلات الربحية لها خلال عامي 2004 و 2005 ، و ذلك مع انخفاض متوسطات اسعار مسحوق الحليب منزوع الدسم في الاسواق العالمية، فيما سجلت الشركة اقل الهوامش في سنتها المالية المنتهية في مارس 2009 و التي شهدت ارتفاع اسعار مسحوق الحليب منزوع الدسم لاعلى مستوياتها. قد يكون السؤال المهم هنا الى متى من الممكن ان تستمر هوامش الربح العالية لدى شركة " سدافكو " ؟ و متى ينعكس اثر التقلب في اسعار المواد الاولية على نتائج الشركة ؟.. من الملاحظ ان متوسط اسعار مسحوق (NFDM ) آخذه في التزايد بشكل تدريجي حيث وصلت بنهاية العام 2009 الى ما يزيد عن 2200 دولار للطن. في المقابل فان معدل دوران المخزون في شركة " سدافكو " كان يبلغ حوالي 0.7 مره كل ثلاثة اشهر أي بمعدل حوالي 3 مرات سنويا، زاد هذا المعدل بشكل كبير خلال العام 2009 ليصل الى 1.3 مره كل ثلاثة اشهر أي بمعدل 5.2 مره سنويا. لا شك ان ارتفاع معدل الدوران للمخزون شيئا ايجابيا بحكم تحريك السيولة، و لكن هذا يعني ان اثر الارتفاع في اسعار المواد الاولية سيظهر بشكل سريع، و بالإمكان ملاحظة ذلك من خلال نتائج الربع الثالث حيث انخفضت هوامش الارباح الى حوالي 37 % مقارنة بـ 41 % في الربع السابق له. لذلك فان استمرار الارتفاع في اسعار المواد الاولية من الممكن ان يعيد هوامش الربح الى مستوياتها السابقة في العام 2008 و التي كانت تتراوح 27 و 30 %.
ابق على اطلاع بآخر المستجدات.. تابعنا على تويتر
تابِع
يعطيك العافية ... لي مداخلة بسيطة وهي أن هوامش ربح الشركة في السنوات السابقة كانت ترواح بين 37 % و43 % وهي مستويات عالية حتى2007، إلا أن عام 2008 شهد انخفاضاً في هوامش الربح. اعتقد ان الارتفاع الصاروخي في اسعار السلع خلال عام 2008 هو السبب في انخفاض الهوامش والسبب ارتفاع معدل دوران المخزون. الشركة عادت الى هوامش ربح فوق الـ 30 % وشخصيا ارى ان اسعار مسحوق الحليب منزوع الدسم لها تأثير لكن تأثيرها على رفع التكاليف محدود نوعاً ما، ويمكن ملاحظة ذلك من خلال الجدول الثاني الذي ارفقته حيث هوامش الربح لم تتأثر كثيرا مع ارتفاع او انخفاض الاسعار.
معدل دوران المخزون لم يكن مرتفع في العام 2008 و انما ارتفع مع هبوط اسعار المواد الخام، اعتقد ان الشركة كانت متحفظة بسبب تقلبات اسعار المواد الاولية و لم تكن تحتفظ بمخزون خوفا من نزول الاسعار خصوصا و انها سجلت خسائر من اعادة تقييم المخزون بالربع الرابع من عامها المالي 2008 اعتقد ان اسعار الحليب منزوع الدسم ستكون مستقرة خلال العام الحالي و بكل الاحوال استبعد ان تذهب الى مستويات العام 2008 اي الى ما يزيد عن 3000 دولار للطن.... شكرا اخ انور
أخ هامور صغير ... اعتقد ان سرعة دوران المخزون في الوقت الحالي لسدافكو يعطيها ميزة ضد الانخفاضات المفاجئة لمواد الانتاج ويساهم في توفير السيولة من خلال تخفيض كلفة التخزين .. لكن هناك مخاطر من ارتفاع الاسعار بشكل سريع ما يعني عدم قدرة الشركة على تمرير هذا الارتفاع في المواد الخام الى المستهلك.