عندما تجتمع السلطة والمال والجمال !!

31/05/2009 9
حجاج حسن

 منذ أكثر من ثلاثين عاما مضت وعندما غنى العندليب المصري "عبد الحليم حافظ" اغنيته الشهيرة - قارئة الفنجان - والتي أفتى فيها بأن الموت من أجل المحبوب يعد بالشهادة فحينها انتقده الكثيرون فمنهم من استنكره ومنهم من كفره ولكن في وقتنا هذا نرى رجالا يؤمنون به وبفتواه وأولهم بل وأعتقد انه سيكون آخرهم ألا وهو إمبراطور العقارات المصرية رجل الأعمال الشهير "هشام طلعت مصطفى"صاحب أكبر شركة عقارات في الشرق الأوسط ذلك الإمبراطور الذي يتخلى عن عرشه  "ليموت اقتصاديا"- وقد تكون حياته - من أجل كما يدعون "المحبوب".

بداية من هو " هشام طلعت مصطفى"

هو ذلك الرجل الذي بدأ حياته العملية وهو في التاسعة عشر من عمره عندما تولى منصبا صغيرا فى إدارة المحاسبة بشركة المقاولات المملوكة لوالده,وبعدها يقوم بمباشرة أعمال والده  بنفسه ليقوم بعملية مشتركة  "وكانت هي نقطة التحول في حياته" والتي تمت مع شركة إنجليزية تمكن من خلالها تحقيق أعلى فائض في سوق المقاولات وقتها والذي بلغ 30 مليون جنيه إسترليني.

ومن ثم يتولى هشام منصب العضو المنتدب للمجموعة ليقوم بعدها بتنفيذ مشروع "مدينة الرحاب" السكنى الضخم، والذي يقام على مساحة 9.8 مليون متر مربع، حيث يستوعب لأكثر من 120 ألف نسمة عبر 37 ألف وحدة سكنيه "على الطراز الأمريكي".ذلك المشروع الذي يقال بأن “هشام" قد أشترى من الحكومة متر الأرض بعشرة جنيهات فقط ليصل السعر حاليا 3000 جنيه للمتر الواحد.ليتخطى فائض ذلك المشروع حاجز الأربعة مليار جنيه مصري.

وبعدها تتوالى مشاريعه العملاقة بداية من مشروع "مدينتي" والذي يعتبر المشروع الأضخم في تاريخ العقارات المصري والذي يقام على مساحة 8 ألاف فدان مستوعبا لما يقارب 600 ألف نسمة عبر 80 ألف وحدة سكنية ذلك المشروع الذي أشترى فيه المتر بأقل من الجنيه الواحد. وهنالك أيضا مشروع "الربوة".

كما تقوم المجموعة بتشغيل وإدارة عددا من الفنادق مثل "الفور سيزونزز" بشرم الشيخ " والذي أصبحت المجموعة هي المالكة للمشروع بنسبة 100 % بعد شراؤها نصيب "المملكة القابضة" والذي كان يبلغ 39 % في صفقة بلغت قيمتها 57 مليون دولار وذلك عن طريق إحدى شركاتها التابعة وهناك أيضا"سان استيفانو "في الإسكندرية. "النيل بلازا" في القاهرة  وجميعها فنادق ذات " الخمس والست والسبعة نجوم".

ولكن "قد تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن" هكذا حدث عندما علم الجميع بالتهمة الموجهة لذلك الإمبراطور بأنه حرض الضابط السابق "محسن السكري " على قتل الفنانة اللبنانية "سوزان تميم" مقابل حصول الثاني على 2 مليون دولار ( ما يعادل نحو 11.2 مليون جنيه مصري ) ومن وقتها شهدنا  تدريجيا بداية الانهيار ويستمر الاتهام وتستمر الجلسات إلى أن يعلن القضاء المصري -  بعد 28 جلسة وبتكلفة ما يعادل رأس مال شركة ليست بالصغيرة حيث بلغت تكلفة القضية 80 مليون جنيه مصري - إحالة أوراق المتهمين إلى مفتي الديار المصري لأخذ استشارته بإعدامهما قبل البت في حكم جلسة 26 من الشهر القادم.

لتسجل أسهم المجموعة تراجعا كبير في البورصة المصرية تزامنا مع هذا الحكم وسط حالة ترقب لأسهم البورصة بشكل عام نتيجة حجم التعامل على مجموعة طلعت لتفقد البورصة في ساعتها الأولى من تداول جلسة ذلك اليوم  أكثر من200 نقطة بقيادة سهم "طلعت مصطفى"والذي تصدر قائمة المتراجعين فاقدا نحو 18 % من قيمة السهم وصولا للسعر 4.3 جنيه ,ذلك السهم الذي وصل سعره يوم 27 مايو من العام 2008 وقبل تفجير قضية الفنانة سوزان للسعر 9.5 جنيه ,ليبدأ من بعدها انهيار السهم وصولا للسعر 2.3 جنيه .

هكذا نشهد ماذا يحدث عندما تجتمع السلطة والمال والجمال في أن واحد...

ولكن السؤال الذي يطرح نفسه على الساحة الاقتصادية هل إذا تم الحكم بالإعدام على "هشام " فما تأثير ذلك على أداء المجموعة التي كان هو المدير الإداري لها ويتملك فيها ما نسبته 23 % ؟ وماذا عن سعر السهم في السوق ؟ وماذا عن الأسهم الأخرى في ظل تراجع سهم أحد أكبر الشركات في سوق الأوراق المالية المصري ؟

وأخيرا فهل صدق العندليب .. عندما قال قد مات شهيدا ياولدي ... من مات فداء للمحبوب * *أعني هنا الموت الاقتصادي .