تعيش أسواق المال الإماراتية هذه الأيام ركودا رهيبا أشبه ما يكون بسكون القبور والمتابع الجيد لحركة هذه الأسواق يكتشف بسهولة تذبذب مؤشراتها ضمن نطاقات ضيقية جدا فبالأمس الأربعاء الموافق 20/1/2010 كان نطاق التذبذب خمس عشرة نقطة في سوق دبي وعشر نقاط فقط في سوق أبو ظبي، كما تعاني الأسواق في هذه الفترة أيضا من انخفاض قيم وأحجام التداول بشكل مريع مما خلق هلعا كبيرا بين الوسطاء لأن أكثر من 50% منهم مفلس أو مهدد بالإفلاس بسبب انخفاض الدخل الناجم عن العمولة، أما الأسباب الكامنة خلف الحالة الراهنة للأسواق فكثيرة قد يكون أبرزها على الإطلاق تباطؤ شركة إعمار العقارية في الإعلان عن نتائجها المالية الفصلية والسنوية .. وقد يسأل سائل : لماذا إعمار بالذات ؟ ..
والإجابة سهلة : لأن سوق دبي هو سهم إعمار .. وسهم إعمار هو سوق دبي ، والذي لايصدق ليجري مقارنة بين المخطط اليومي لحركة المؤشر العام لسوق دبي والمخطط اليومي لحركة سهم شركة إعمار العقارية وعندها سيكتشف أن " المؤشر العام تابع .. وسهم إعمار متبوع" . إن معادلة "التابع والمتبوع " بين السوق وإعمار كانت قائمة في الماضي وهي قائمة حاليا ويبدو أنها ستبقى قائمة في المستقبل ما لم تحدث مفاجآت كبرى ، ففي السنوات السابقة كان المتداولون ينتظرون في كل موسم إفصاح أن تفجر إعمار قنبلة – قنبلة سلبية أو إيجابية لا يهم المهم أن تنفجر القنبلة – النتائج الفصلية أو السنوية ، وما إن تنفجر هذه القنبلة حتى ينتفض المضاربون ويغلي السوق وينقض المتداولون بيعاً إذا كانت النتائج اقل من التوقعات وشراءً إذا كانت النتائج أفضل من التوقعات، إما إذا جاءت النتائج ضمن حدود التوقعات فعندها يتحول السوق إلى ساحة معركة بين قوى الطلب وقوى العرض وبذلك تكون نتائج إعمار – القنبلة - في جميع الحالات بمثابة الحجر عندما يلقى بالمستنقع فيحرك المياه الراكدة.
لا شك أن من يحرك سهم إعمار كبار اللاعبين – الصغار مجرد قطيع لا يحل ولا يربط - وهؤلاء الكبار هم من ينشر الشائعات الإيجابية والسلبية ، وهم من يفتح للتسريب نافذة كي يخرج منها ، وهم من يفرض على الاسواق هذه الايام سكون الموت المنتشر في مكاتب الوسطاء وهواتفهم ، وهم من سيبعث الحياة في هذه المكاتب وهواتفها مرة أخرى بعد إعلان شركة إعمار عن نتائجها، وكل ما يفعله هؤلاء "الكبار" يأتي تحت مظلة القانون 100 % ، وإذا كانوا هم أكثر من يكتشف الثغرات القانونية وينفذ منها فإنهم بلا أدنى شك أكثر من يتظاهر باحترام القوانين والإلتزام بها.
إن "الكبار" لمن لا يعرف كالمنشار يستفيدون من الخبر سواء أكان إيجابيا أو سلبيا، ولا يهمهم إن كان المؤشر العام للسوق في اتجاه هابط أو صاعد فالأمر بالنسبة لهم سيان، لكنهم يستغلون أي خبر لتحريك عواطف - القطيع - الصغار وخبر نتائج إعمار هو أكثر الأخبار إثارة خلال الايام القادمة ، ولذلك لا تستغرب أيها " القطيع " أن يتحول السوق بعد خبر نتائج إعمار إلى ما يشبه ساحة المعركة ، ولا تستغرب إن قلت لك : أن وقود هذه المعركة سيكون أنت شئت أم أبيت فالكبير لا يخسر من أجل عينيك .
المحللون والمتداولون والوسطاء والشركات وكل من له ناقة في السوق أو بعير ينتظر بفارغ الصبر نتائج إعمار و"قنبلة العبار" وحتى الآن لا أحد يعرف حجم القنبلة وساعة انفجارها لكن الآذان مشنفة نحو هذا الخميس .. وربما نحو السبت القادم .. وإن لم يحصل فربما الخميس القادم أو السبت الذي يليه وهذا حسب تقديري أبعد الحدود لأن المزيد من التأخير يعني استنفارا وعويلا للوسطاء ما بعده عويل فهدوء السوق وركوده الحالي يزيدهم على إفلاسهم إفلاس بل إن استمرار الركود حتى نهاية الشهرالحالي قد يعني امتناع بعض الوسطاء عن دفع رواتب موظفيهم والمسؤول عن ذلك كله تباطؤ إعمار في الإعلان عن نتائجها في سوق اعتبره الكثيرون في الماضي وسيعتبره الكثيرون في المستقبل سوق "السهم الواحد" .