هذا حال الاكتتابات عندنا !!

20/01/2010 2
د . جمال شحات

فى احيان كثيرة يطالبنى العديد من الاخوة بالكتابة عن اسواق الاسهم وذكر امثلة على ذلك من سوق الاسهم لدينا .. سواء فى المملكة او الخليج او مصر.. وارد على الكثير ين  بعدم وجود الوقت الكافى لدى للمتابعة ... والحقيقة انا اتابع الاقتصاد العالمى والاقليمى والخليجى بشكل عام ... واتابع الاقتصاد السعودى بشكل خاص .. واقرأ ما يحدث هنا وهناك بحكم تخصصى وأهتماماتى ... ولا أكتم قرائى الاعزاء اننى وجدت تناقضا هائلا بين السياسات المالية والاقتصادية بالمملكة على وجه الخصوص وحال سوق المال.

فانا من أشد المعجبين بالسياسات المالية والنقدية والاقتصادية التى تتبعها المملكة ... ودائما أشيد بهذه السياسات وأعتبرها من اهم الامور التى ساعدت على تجاوز المملكة تداعيات الازمة العالمية بأخف الاضرار واقل السلبيات ... ولكن على الجانب الاخر اجد حال سوق المال ملىء بالسلبيات والتجاوزات وعدم الافصاح وغياب الشفافية .. والحقيقة ان ذلك لا يعود الى السياسات المتبعة او القرارات الصادرة من هيئة سوق المال – بل بالعكس  فقد كان للهيئة قرارات جيدة الى حد كبير  فى معظم الاحوال – ولكن انا اعتب بصورة كبيرة على سلوك الافراد والمكتتبين والمضاربين .

وانا اعتبرهم هم المسئولين الاوائل عن سوء الوضع فى اسواق الاسهم بالاضافة الى الادارات التنفبذية فى بعض الشركات  والتى لاتتبع معايير الافصاح والشفافية ولاتتخذ من مبادىء الحوكمة سبيلا فى هذه الاسواق  مما ترتب عليه وجود حالة غريبة من التناقض بين جودة الاقتصاد وسوء الاوضاع فى اسواق المال .

ولقد كان من الدروس الاولى فى اسواق المال انه مرأة الاقتصاد ... ولكنى ارى حالة من التناقض بينهما ... ففى الوقت الذى كان اقتصادنا فى اوجه من ارتفاع اسعار النفط واتباع سياسات نقدية ومالية متزنة ... كان سوق الاسهم فى اسوأ اوضاعه . وعندما كان الاقتصاد فى أوضاع غير جيدة او سلبية ويعانى من انخفاض اسعار البترول ومن الاثار السلبية للازمات العالمية وغيرها كان سوق الاسهم يرتفع بصورة عجيبة تدع الحليم حيران !! ولم يكن احدا يسأل عن الاوضاع الاقتصادية ولم يكن احد يتحدث عن السياسات المالية والنقدية وعن تأثيراتها .!!

ولاحظ معى عزيزى القارىء الكريم عند نزول اكتتاب فى الاسواق بعلاوة اصدار مرتفعة او حتى غير مرتفعة !! كم التعليقات وحجم الاستهجانات ودرجة الهجوم على الشركة المكتتبة وعلى مدير الاكتتاب وعلى متعهد الاكتتاب وعلى عائلة اصحاب الشركة وعلى القطاع الذى تعمل فيه الشركة!!! ثم انظر الى نتائج الاكتتاب وقد تجاوز اضعاف عدد الاسهم المطلوب الاكتتاب فيها !!! بصورة اعتبرها مثال صارخ على التناقض !! فاذا كان كل هؤلاء معترضين ... فمن الذى اكتتب !!!

كتب لى صديق عن قصة جميلة تحكى هذا الواقع الغريب والعجيب ... فاحببت ان تشاركونى هذه القصة. يحكى ان شخصا يدعى فؤاد من المدينة ذهب الى الريف ليشترى حمارا من احد الفلاحين ودفع له 100 دولار ثمنا للحمار .. واتفق على ان يتسلم الحمار فى اليوم الثانى . وفى اليوم الثانى جاءه الفلاح واخبره متأسفا ان الحمار قد مات فاخبره فؤاد انه لا توجد مشكلة فكل ما عليه ان يرجع له 100 دولار التى اشترى فؤاد بها الحمار . فاخبره الفلاح متأسفا بانه قد صرف المال الذى أخذه منه .

وهنا اخبره فؤاد بأن لامشكلة ايضا .. فليعطه الحمار ميتا .. فتعجب الفلاح وسأله ماذا سيفعل بحمار ميت .... فأجابه فؤاد بأنه سيعمل عليه سحب يانصيب . فازداد تعجب الفلاح وقال ستعمل يا نصيب على حمار ميت !!! فاجابه فؤاد : ولما لا ... اننى لن اخبر احدا انه ميت . انتظر وسترى ..!!

وبعد شهر قابل الفلاح فؤاد فسأله عما حدث معه فاخبره فؤاد بانه عمل سحب يانصيب ب 500 بطاقة وباع  البطاقة بدولارين . وقد ربح من هذه العملية 998 دولار ... فسأله الفلاح وما اعترض احد ...؟!! فاجابه فؤاد لقد اعترض من ربح السحب فأرجعت له الدولارين ..!!! وعلق صديقى على القصة بقوله : وهذا حال الاكتتابات عندنا !!!

فهل توافق عزيرى القارىء صديقى الرأى  ام تختلف معه ؟!!!