جاء هبوط سوق الاسهم السعودى بانخفاض حاد تجاوز 4 % يوم السبت الموافق الخامس عشر من يونيو بمثابة صدمة غير متوقعة من جماهير المستثمرين والمتابعين وخاصة انهم يمنون انفسهم بمزيد من الارتفاعات والمكاسب ...!
ولما لا والامور جيدة والسيولة متزايدة والاسهم مغرية واسعار البترول فى ارتفاع ..؟!!
وقد عم التراجع الاسهم جميعها باستثناء سهمى هرفى والحكير ..!!
بينما تراجعت اسهم بالنسبة القصوى مثل دار الاركان واعمار ومدينة المعرفة واسمنت المدينة ..!!
كما انخفضت العديد من الاسهم بنسب تتراوح بين 2% و8% بصورة لم تحدث من فترة طويلة ...!!
وهوى مؤشر السوق دون مستوى الـ7300 نقطة، مغلقا عند 7294 نقطة، مسجلا أدنى إغلاق في نحو شهر خاسرا 330 نقطة فى يوم واحد مما يعتبر اكبر خسارة يومية فى 22 شهرا تقريبا ، بتداولات بلغت قيمتها نحو 9.7 مليار ريال، هي الأعلى في ثلاثة أشهر ..!!
نعم كان التراجع عنيفا لايتفق مع الوضع فى الاسبوعين الماضيين ولا يتفق مع الاوضاع عامة خاصة ان اسواق المنطقة لم يصبها ما اصاب السوق السعودى بالرغم من اشتراكها فى نفس المخاطر والظروف بصورة كبيرة ..!!
ولكن على الجانب الاخر يقول البعض ان هؤلاء المستثمرين لم ينظروا ابعد من موقع اقدامهم ولم يلجأوا للتحليل اساسيا كان ام فنيا ....!!
هؤلاء فرحوا بالارتفاعات المتتالية ولم يفكروا بالاخطار المحدقة ولم يقوموا بتحليل المخاطر الظاهرة لكل متابع للاحوال السياسية والاقتصادية واخشى ان ازيد ....!!
هناك عوامل عديدة لعبت دورا فى هذا الانخفاض الحاد فى يوم واحد بعد سلسلة الارتفاعات ولنذكر منها او بعضها لعلنا نستفيد من الدرس الذى كان قاسيا بعض الشىء خاصة انه اصطدم باحلام المكاسب واوهام التعويض للمستثمر الصغير الغلبان والذى ما كاد يشم انفاسه وبدأ بسوق الاسهم ...!!
ولا غرابة فى تفاعل السوق مع الاخبار فهذا يحدث فى أسواق الدنيا بأسرها ولكن عندنا ما ان يروا الشاشات أصابها الاحمرار الا وسارعوا بالبيع واصابهم الذعر وازدادت الامور سوءا وما احداث فبراير ببعيد ...!!
ان العوامل الجيو سياسية المحدقة بنا خطيرة جدا وقد تنفجر فى اى لحظة مهددة اسواق الاسهم فى المنطقة بالانهيار وليس سوق الاسهم السعودى فقط ...!!
ولعل فى قطع خادم الحرمين الشريفين لاجازته الاعتيادية دليل واضح على تعاظم تلك الاخطار وهو حدث لعله لم يحدث منذ ثلاثين عاما أو اكثر ويدل على عمق فهمه واحساسه بالخطر وتداعياته الذى تمر به الامة العربية بكاملها ..!!
فاذا أضفنا تلك المتغيرات التى تحدث على الساحة السورية خاصة من امكان تسليح المعارضة السورية واجتماع علماء السنة فى القاهرة ورفعهم راية الجهاد صراحة وعلانية بعد التدخل السافر لحزب الله فى القصير ..!!
كل ماسبق يزيد مخاطر الامور الجيوسياسية بشكل واضح وصريح ..!!
فاذا أضفنا بعض الامور السلبية التى احاطت بالسوق السعودى من عوامل تمثل ضغطا واضحا مثل عدم انضمام السوق السعودى لمؤشر الاسواق الناشئة MSCI بينما انضم الى هذا المؤشر كل من الامارات وقطر بعد طول عناء استمر لاربع سنوات بداعى عدم دخول الاجانب للاستثمار بالسوق السعودى ....!!
كما ان بعض الخبراء يردد دائما ان اسعار الاسهم مرتفعة بعض الشىء وخاصة بعض اسهم شركات ورقية لم تمارس نشاطا ولم تدر دخلا وتجدها ترتفع يوميا بالنسب القصوى فى ظاهرة محيرة الا والمضاربة ديدنها والمبالغة فى اسعارها شعارها دون اى استناد الى تحليل اساسى او مكررات معقولة تجعلها تصل لتلك الاسعار وتجعلنا نتفهم تلك الارتفاعات المتتالية ...!!
واضيف عامل آخر الا وهو الانخفاض الحادث فى نهاية الاسبوع الماضى بالاسواق العالمية ومما لاشك فيه لعب دورا واضحا فى هبوط ذلك اليوم ..!!
لاشك ان العوامل السابقة تضافرت مجتمعة لما حدث فى هبوط المؤشر اليوم بصورة اصابت العديدين بالذعر وان الواجب يقتضى ان نسعى لتهدئة الجميع وخاصة المستثمرين والمساهمين لان ردود الافعال المبنية على الذعر الحاد لها من السلبيات الكثير وتفاقم الخسائر مما يضاعف من آثارها السلبية والتى نتمنى ان يكون يوما استثنائيا وتعود السوق لسابق عهدها وتهدأ الامور وتخف حدة تأثير تلك العوامل الجيوسياسية والاقتصادية والاستثمارية ....!!
سائلا الله عز وجل ان يسدد رشدنا ويهىء امورنا ويوفق مستثمرينا ومساهمينا على تجاوز حدث السبت الحزين ..!!
فعلا دكتور .... ارى تحت الرماد وميض نار .... ويوشك ان يكون لها ضرام فان النار بالعودين تذكى .... وان الحرب مبداها الكلام الله يحظ بلاد المسلمين
اخى الفاضل / مبارك النهدى .....بالفعل تحت الرماد وميض النار .... نسأل الله السلامة والعافية .... تحياتى
اهلا بك اخى ابو معاذ .....من الطبيعى ان يعقب الارتفاعات تصحيح فهذا يحدث فى معظم الاسواق ... ولكن التصحيح الحاد هو المؤلم والمقلق فى آن واحد ....تحياتى
احترنا في فهم السوق مايمد نفر ح بالارتفاع والحاله النفسي تزين الا ويهوي السوق مرة اخرى.....أمر محير !