اغلقت الاسواق اسبوعها مبكرا بمناسبه الاعياد ،حيث عملت الاسواق الغربيه نصف يوم خلال تداولات الخميس اما الجمعه فكان اجازة لكل الاسواق عدا الاسيويه. ويعد الاسبوع القادم امتدادا لموسم الاعياد الذى لم ينته بعد ،حيث قله السيوله وعزوف المتداولين عن الجلوس امام شاشات التداول حتى بستمتعموا باجازاتهم.
وكنا قد تابعنا صعود المؤشرات حول العالم بصفه اجماليه رغم شُح السيوله ،فالتفاؤل كان مسيطرا رغم سوء البيانات احيانا. وكان مؤشر بورصه ناسداك اول من تجاوز مقاومته العنيده عند 2250 يوم الاثنين الماضى ،21 من ديسمبر ليفسح الطريق واسعا امام باقى المؤشرات لتلحق به وكان اهمها S&P500 الذى اغلق تداولات الاسبوع متجاوزا 1115 باغلاق عند 1126 وكذلك Russell2000 الذى تجاوز مقاومه 625 باغلاق اسبوعى عند634 واخيرا تحرك داو جونز الصناعى ليغلق وللمره الاولى بعد طول انتظار فوق 10500 عند10520 رغم ضعف السيوله وقصر مده جلسه التداول الاخيره يوم الخميس.
وعلى مايبدو فان دوره الكريسماس والتى تعد احد اهم دورات seasonal cycles الزمنيه حيث تميل الاسواق خلالها الى اخذ اتجاه بعينه -متفاءل- رغم الاحداث المصاحبه. وكنا قد تابعنا بعض البيانات السيئه خلال الاسبوع ومنها انخفاض الانفاق الشخصى داخل الولايات المتحده خلال نوفمبر الى 0.5% مقابل 0.7% كقراءه سابقه، ايضا انخفاض مبيعات المنازل الجديده بصوره غير متوقعه الى 11.3%- مقابل 6.2% ،وكذلك صدور القراءه النهايه للناتج الاجمالى المحلى الامريكى للربع الثالث والتى اتت اقل من التوقعات بنمو قدره 2.2% مقابل 2.8%. كل هذه البيانات السلبيه نوعا ما لم تتفاعل معها اسواق الاسهم بالشكل المطلوب لان السوق قد اخذ قرارا مسبقا بالسير فى نفس اتجاهه .
وكنا قد اشرنا خلال تقريرنا الاسبوعى الى الانفراج الايجابى الخفى hidden والذى استفاد منه السوق الامريكى تماما بالوصول الى 10520 . وكانت معظم الاسواق العالميه الهامه قد استجابت لتحرك ناسداك الامريكى وحققت تقدما سعريا مثل السوق الصينى والبرازيلى و السنغافورى مما دفع مؤشر مورجان ستانلى للاسواق الناشئه الى الصعود ،واحترام دعمه عند 40 . ولم تتخلف المؤشرات الاوروبيه والتى اغلقت متجاوزة مقاوماتها مثل الفوتسى الذى اغلق اسبوعيا عند5402 وداكس الالمانى الذى اغلق فوق 5900 عند 5957 وكاك الفرنسى الذى تجاوز 3850 باغلاقه عند 3912.
وكانت البيانات السلبيه والتى صدرت عن الولايات المتحده دفعت الدولار الى الهبوط من جديد امام اليورو فى وضع تصحيحى دفع الذهب الى ارتداد من منطقه 1080 لاختبار منطقه 1110 وكذلك دفع الفضه الى اختبار 17.50 ،اما البترول الذى ابدى ثباتا نسبيا فى اوائل الاسبوع حول 73.50 استطاع الوصول الى 77 دولار والوقوف امام حاجز نموذج bump and run الذى تم توضيحه تفصيليا،مستفيدا من نقص المخزونات الكبير الذى تم الاعلان عنه فى بيانات وكاله الطاقه والتى اعلنت عن نقص قدره 4.9 مليون برميل مقابل 3.7 مليون برميل للاسبوع السابق. وعن الغاز الطبيعى الذى انخفضت مخزوناته ايضا والذى يقف وجها لوجه امام مقاومه الدولارات السته والذى لديه القدره تماما لتجاوز تلك المنطقه ،لكن فى المقابل فان الاخفاق يعنى كسر دعوم هامه فى الطريق قد تدفعه الى 5 دولارات مره اخرى.
وربما كنا على حق فى تفاؤلنا والذى كان حذرا ،والذى سنظل عليه ان شاء الله للاسبوع القادم رغم امتداد الاجازات وتوقع انخفاض معدلات السيوله ايضا،لكننا فى كل الاحوال سننتظر الاختبار الحقيقى لجميع الاسواق مع بدايه يناير القادم حيث ان تخطى المقاومات العنيفه التى تم صناعتها بعد تعريض دام لشهر ونصف فى داو جونز سيحتاج الى اثبات المقدره على البقاء فوقها وصولا الى اهداف اعلى. فهل ستعود السيوله وقبلها الثقه فى الاسواق خصوصا وان مؤشر الدولار اندكس قد بدأت تظهر عليه امارات التخمه على المؤشرات اليوميه وهو ما دفعه للتصحيح السعرى لاسفل؟؟ الاسواق على موعد مع اختبار هام ونحن لم ننته بعد من تبعات ازمه دبى ومشاكل العجز فى موازنه اليونان والتى تجاوزت 12% وهى قيمه كبيره تتخطى بمراحل معيار الاتحاد الاوروبى والمقدره عند 3% والتى دفعت مؤسسات التصنيف الائتمانى الى تخفيض تصنيف اليونان من قبل فيتش ثم ستاندر اند بورز ثم موديز اخيرا،والتى اضحت –مؤسسات التصنيف- تهدد المملكه المتحده بتخفيض تصنيفها اذا ظلت على حالتها.
كذلك ستكون الاسواق امام اختبار اخر متمثل فى اكتتابات هامه ولازمه للبنوك من اجل زياده رؤوس اموالها حتى تستطيع دفع النمو الى مزيدا من التقدم والذى بدأته خطط التحفيز والتى سيتم التخارج منها خلال نهايات الربع الاول والتى تعد اختبارا استثنائيا اخر. بين عام يستعد للرحيل وآخر يأتى تدور الافكار وتتلاحق البيانات تحاول ان تضىء الطريق الذى اظلمته الازمه الماليه ،ربما تكون خطط التحفيز قد حركت بعض الراكد ،لكن المرحله القادمه ستكون الاصعب فى رأيى عند اخراج المريض من غرفه العنايه المركزه الى الهواء الطلق ،ساعتها سيكون الاختبار الحقيقى لمناعته وقدرته على المقاومه. والله اعلى واعلم ودمتم بخير