عودتنا أسواقنا المالية أن يكون لكل قضية ضحية، والتي دوما ما يكون المستثمر هو ذلك (الضحية) والذي يقوم بدوره على أكمل وجه- شاء أم أبى- حتى أننا قد أوشكنا من تغيير مقولة أرسطو "أنت تفكر أذن أنت موجود" لنجعلها "أنت تخسر إذن أنت موجود" ولكن... بالبورصة المصرية !!
فعندما يقرر رئيس البورصة المصرية السيد "ماجد شوقي" إيقاف التداول على أسهم 29 شركة، مدعياً بأن ذلك لمنع حدوث تلاعب بأسعار الأسهم داخل السوق، ومضاربات من شأنها التأثير سلبا على صغار المستثمرين بالبورصة... فهل كان قراره صائبا ؟؟
جاء القرار من السيد "شوقي" بعد وجود ارتفاعات ملحوظة وغير طبيعة لبعض الأسهم، حيث تجاوزت الـ 100 %، وقام بإخطار الشركات لتوضيح موقفها والإفصاح عن أية أسباب جوهرية قد تكون من شأنها السبب في تلك الارتفاعات ... ولكن لا حياة لمن تنادي !!
لم تقدم تلك الشركات أية أسباب، بل قالوا أنها طبيعية ولا يوجد أسبابا جوهرية لتلك الارتفاعات، مما دفع شوقي لإيقاف أسهم تلك الشركات عن التداول والتي بلغ عددها 29 شركة، إلى حين توفيق أوضاعهم وتقديم إقراراتهم... ولفترة محدودة !!
ورغم أنها – أي تلك الأسهم الموقوفة- لم تمثل سوى 1 % من قيمة التداول، و0.5 % من رأس المالي السوقي للبورصة، إلا أنها أثرت سلبا على أداء المؤشر الذي صار يعاني من نزيف النقاط منذ ذلك القرار وسط تعثر السيولة.
وحتى الآن لم تتقدم الشركات بأية تقارير ولم تعقد أية جمعيات- إلا من رحم ربي- وتستمر المؤشرات في أداؤها نحو الهبوط، ويستمر تراجع السيولة، ويظل المستثمرون ينتظرون الغيث من الله !!
ولكن سؤالي للسيد "شوقي" ماذا يفعل المستثمرون الآن وهم لا حول لهم ولا قوة ؟؟
ولماذا لم يكن هناك من البداية حدود سعريه للانخفاض والارتفاع، كما هو في الأسواق الأخرى؟؟
وأخيرا.. كان القرار لحماية صغار المستثمرين والبورصة من التلاعب والخداع، ولكن بقي الحال كما هو عليه، بل أسوء مما كان عليه.. وكأنهم قالوا لشوقي:
لا تسقنا ماء الحياة بذلة... بل اسقنا بالعز كأس الحنظل !!